Author

من مشاريع الإبداع .. العربة المتنقلة لقياس السمع

|
في وقت سابق شهد ميدان التربية الخاصة في المملكة تدشين مشروع من المشاريع التي تلفت الانتباه سواء في الاسم أو الفكرة على شرف وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. ومن خلال بحثي في عدة مواقع في التربية والتعليم والتربية الخاصة على المستوى الخليجي والعربي، لم أجد مثل هذا المشروع بالطريقة والآلية المنفذة لدى وزارة التربية والتعليم لدينا. (العربة المتنقلة لقياس السمع وصب القوالب) : فكرة من الأفكار الابداعية وخطوة ناجحة بكل المقاييس نحو إيصال الخدمة للمواطن دون أن يتكبد عناء السفر للمدن من أجل البحث عن خدمة لقياس وتشخيص السمع لمن يعانون من مشاكل الصمم والضعف السمعي. ولا يقف الأمر عند هذا الحد لخدمات هذه العربة، بل إن هنالك أيضا صرف فوري للمعينات السمعية وصب القوالب المناسبة لها للطلاب الصم أو ضعاف السمع، والعمل ايضا على برمجة السماعات حسب التشخيص لتتناسب مع حاجة المستفيد حتى يجد فرق في النتيجة عن ما قبل. ومثل هذا المشروع والذي أمر سمو وزير التربية والتعليم بتعميمه في المرحلة الثانية ليصل إلى خمسة عشر عربة متنقلة تجوب أنحاء المملكة، لهو نابع من إحساس مسؤول يشعر بأن هنالك مسافات يقطعها ذوو الصمم والضعف السمعي ليحصلوا على الخدمات، وأن هنالك مبالغ مادية تشكل عبئ على الأسر نتيجة الأسعار الباهظة للمعينات السمعية. وجاءت هذه العربة المباركة لتحل مثل هذا الاشكال الذي قد يُعجز المستفيدين والباحثين عن مثل هذه الخدمات. وكانت بداية انطلاقة هذه العربة في جولتها الأولى من محافظتي حوطة بني تميم والحريق، حيث شهدت الحدث كمشرف على تسهيل مهام العربة والطاقم المرافق لها. ورأيت بأم عيني كيف يؤتي هذا المشروع أكله بشكل فوري وفاعل. فمن خدمة الكشف المبكر والتدخل العلاجي الفوري، إلى خدمة التشخيص لنصل بعد ذلك إلى صرف المعينات السمعية المناسبة وتركيب القوالب لها، وتقديم الاستشارة طبيا وتربويا للمستفيد، كل ذلك بل وأكثر مما لم اتوصل إليه تم تقديمه بشكل فوري في قلب مدينة المستفيد. وإن مثل هذا المشروع والنجاح الذي حققه يجعلنا في حاجة لمثل هذه الأفكار، فهو مشروع يختلف عن بقية المشاريع التي قد لا تلمس نتائجها إلى بعد زمن، ولكن يختلف الحال حين يشعر المواطن أن هنالك من سيصل إلى باب بيته ويقدم له تشخيص وعلاج واستشارة تغير من حال المستفيد عن ما سبق.
إنشرها