Author

هلال.. تاريخ جديد

|
بين الهلال وكتابة التاريخ من محبرة مختلفة وبحبر ليس كسابقه تسعون دقيقة من الركض والتركيز أمام القادم من القارة الجديدة فريق سيدني حديث النشأة والتكوين، لن يقبل المدرج الهلالي بغير الفوز ولا سواه فوز يمكنهم من أخذ اللقب العنيد، الذي استعصى فترة من الزمن حتى بات يمثل عقدة لبعض الإدارات السابقة، بل ربما كانت السبب في انفراط عقدها، سار الهلاليون بفريقهم بخطى الواثق وبترتيب مسبق نحو الهدف وإن لم يهملوا البقية غير أن سباق المنعطف الأخير نحو البطولة جعل من أهميتها شمسا أخفت كل ما عداها فبات التحفيز والإعداد الكبيران لهذه المواجهة وحشد كل القوى من أجل تحقيق الحلم الكبير. نعم، هي غاية في شغاف كل محب وحلم قريب المنال يقدمه هذا الجيل ومن يأتي من بعدهم بكسر صخرة الحظ السيئ وبعدها يكون الزعيم حقق كل شيء ليبدأ مرحلة تاريخ جديدة بالبحث عمّا لم يستطع أن يحققه بعد أن يسير بعيدا عن الحلم الآسيوي، فهل يفعلها ناصر الشمراني وزملاؤه هذا المساء؟ ويبقى السؤال، ماذا يحتاج الهلال لكي ينتصر؟، وكيف يتجاوز الهلال عقبة سيدني؟. تحقيق الأمل موكول بعد توفيق الله لقوة الإرادة وقوة العزيمة وبذل الجهد بكل طاقات الجسد والفكر الممكنة، فالتركيز العالي في الدفاع عن المرمى لا بد أن يقابله تركيز عالٍ في القدرة على التسجيل، فليس من المقبول أن يستميت الدفاع والهجوم يتعامل مع الفرص بكل برود، وأهم أسلحة المباراة هو الوقت، فالانضباط التكتيكي للفريق وعدم الفردية كفيلان بإرهاق الخصم وجعل فرصة التهديف سلاح الانتصار، فبعدها سينفك التنظيم الدفاعي القوي والمحكم لفريق عرف عنه دقته في التكتل وقدرته على التسجيل من أنصاف الفرص، ومن ثم الانكماش للدفاع حتى نهاية المباراة، فالهدف الأول كفيل بأن ينهي هذا التنظيم كله. المدرج الهلالي له صوت مؤثر على نجومه، فهل نرى منه الدور المثالي والإيجابي في التحفيز والتشجيع المستمر والتعامل الحكيم مع أحداث اللقاء والبعد عن الصراخ المحبط، فبناء الروح المعنوية وقوتها هما مهمته الأساسية، فلكي يفرح وينتشي بالبطولة عليه القيام بذلك. الفريق الأسترالي ليس بالفريق السهل، بل هو شديد وصعب المراس سيدافع بقوة ويسعى لاقتناص هدف يصعب مهمة صاحب الأرض، فهو يملك الهداف الخطير وصاحب لمسة لا تخطئ المرمى غير أن مساحة للتفاؤل والبشرى وكأنها تُخبرنا بأن النهاية نصر سعودي وعودة للساحة الآسيوية بقوة من خلال الكتيبة الزرقاء.
إنشرها