Author

زملاء الجامعة

|
أضفى اللقاء الدوري للزملاء في الجامعة الأربعاء الماضي كثيرا من الفرح على نفسي. عندما تخرجنا في قسم الإعلام في الجامعة، قبل أعوام صارت بعيدة، أصر عدد من الأصدقاء على أن يكون هناك لقاءان على الأقل كل عام. كانت هذه اللقاءات التي أعتبر نفسي مقصرا فيها، وقودا جميلا تقرأ من خلاله سيرة جيل. 20 عاما ـ بل أكثر ـ تجعلك تشهد الخطوط البيضاء التي ترسم إيقاع السنين. تتأمل في ضحكات الزملاء وقفشاتهم، وحتى ذكرياتهم عن أساتذة الجامعة وبعض المواقف الطريفة، فتشعر أنك تدلف عبر آلة الزمن إلى صخب القاعة وأصوات الأصدقاء وشغب اللحظات الجميلة. فرحة الأصدقاء باللقاء، وفرحتهم بظهور غائب عن ثلاثة أو أربعة لقاءات، تعكسان فرادة اللحظات التي صاغت جيلنا. هذا الجيل الذي شهد أحداثا لم يشهدها من جاء بعدنا. لقد أفقنا ونحن صغار في مطلع القرن الهجري الجديد على احتلال الحرم المكي من قبل جهيمان وجماعته. شهدنا بعدها احتلال الكويت من العراق. عاصرنا انهيار الاتحاد السوفياتي وتشيكو سلوفاكيا .. وظهور دول أخرى، غياب زعماء وظهور آخرين ... إلخ. كوكبة أصدقاء الجامعة، كانوا مستمرين في اللقاء، تناثروا بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة. خلال اللقاء الأخير، تحدثنا عن كل شيء، غابت التفاصيل وشاعت البهجة والفرح والأريحية. في اللقاء الأخير كان الداعيان لزملاء الجامعة الزميلين نزار العلولا ومحمد المزيد. تمنيت أن أضع أسماء بقية الأصدقاء. لن تساعدني المساحة. لكن مكانهم جميعا في القلب، من جاء منهم ومن غاب. اليوم وأنا أكتب عن هذا اللقاء، أصوغ من خلاله رسالتي: حتى وإن أخذتكم دروب الحياة، حاولوا لملمة لحظات العمر الماضي، إن سنحت لكم الفرصة.
إنشرها