«كورونا» يحصد الأرواح .. و«الصحة» تتراجع عن تطميناتها: يشكل تهديدا

«كورونا» يحصد الأرواح .. و«الصحة» تتراجع عن تطميناتها: يشكل تهديدا

مر على وجود فيروس "كورونا" في السعودية نحو 28 شهرا وما زال المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي يحصد الأرواح وإن كان بوتيرة أقل من بداية ظهوره في المنطقة الشرقية. وبلغ العدد الكلي للحالات المؤكد إصابتها بالمرض حتى تاريخه 780 حالة منذ شهر تموز (يوليو) عام 2012، تماثل منها 435 حالة للشفاء، وتوفيت 333 حالة، بينما هناك 12 حالة تخضع للعلاج. ووقفت وزارة الصحة السعودية والمنظمات الصحية العالمية عاجزة عن إيجاد علاج ناجع للفيروس واكتفت باكتشاف علاقة "الإبل" بالإصابة بالفيروس. وخلال الأيام الماضية ظهرت معدلات جديدة للإصابة وتحديداً في الطائف، ما دعا وزارة الصحة إلى الإعلان أن "كورونا" لا يزال يشكل تهديداً على الصحة العامة في البلاد. وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور نزار باهبري, مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية إنه كان من المتوقع أن يعاود فيروس "كورونا" ظهوره في بعض المناطق السعودية، معتبراً أن الأمر لا يدعو للقلق والهلع من قبل المجتمع, مؤكدا أن الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة للتصدي لهذا المرض كبيرة, إضافة إلى زيادة الثقافة والوعي لدى المجتمع السعودي حول طرق الوقاية من المرض, وطريقة معرفة الأشخاص المصابين به". وتطرق مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية إلى البيانات اليومية التي تصدر من قبل وزارة الصحة, مشيراً إلى أنها واضحة (الصحة تبين من خلال موقعها الإلكتروني أو أي موقع لها على الشبكة العنكبوتية إحصاءات دقيقة وبيانات عن المصابين بالمرض أعدادهم والمتوفين وفي أي منطقة, حيث يتبين للوزارة من خلال هذه البيانات المناطق التي يجب على الوزارة والأشخاص أخذ الحيطة, إضافة إلى المحافظة على طرق الوقاية من هذا الفيروس). من جهتها أوضحت عالية باناجه رئيسة حملة التطوع لمكافحة "كورونا" في جدة أن التعامل مع "كورونا" اختلف عن السابق, لافتة إلى أن الحملة سعت على نحو كبير كبير إلى تثقيف المواطنين والمقيمين في جدة حول الفيروس, وطرق الوقاية منه, ومعرفة الحاملين للفيروس. وأكدت باناجه أن الوعي حول فيروس "كورونا" ارتفع بنسبة كبيرة لدى المجتمع, الأمر الذي سيسهم في تقلص حالات "كورونا" والإصابة به, مشيرة إلى أن بعض الذين استفادوا من الحملة وأخذوا معلومات كافية عن الفيروس قاموا بنشره لدى أقربائهم وأصدقائهم, مبينة أن البيانات اليومية التي تصدرها الوزارة تقلل نسبة الهلع لدى المجتمع, وإيصال معلومات طبية صحيحة, تحارب الإشاعات التي تضر بالمجتمع عن أعداد العدوى وانتشاره. وكانت وزارة الصحة أعلنت في بيان لها أمس الأول أن فيروس "كورونا" (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) لا يزال يشكل تهديدا على الصحة العامة في السعودية، حيث سجلت نحو 38 حالة مؤكدة منذ الخامس من شهر أيلول (سبتمبر) وفقا لإحصائيات الوزارة. وأبانت الوزارة أن مركز القيادة والتحكم، يسعى بوصفه الجهة المسؤولة عن تنسيق الاستجابة لما يتعلق بفيروس "كورونا"، إلى إيقاف سلسلة انتقال العدوى في محافظة الطائف، حيث تم رصد 17 حالة تأكدت إصابتها بالفيروس منذ الخامس من شهر أيلول (سبتمبر)، وتبين أن هذا التجمع للحالات قد بدأ بحالات مخالطة للإبل، ومن ثم انتقلت الإصابة إلى مرضى آخرين داخل المنشآت الصحية. وأوضح الدكتور أنيس سندي نائب رئيس مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة أن الدلائل الحالية تشير إلى أن فيروس "كورونا"، ينتقل عن طريق الجمال إلى البشر، ثم ينقل بدوره من إنسان إلى آخر من خلال ملامسة الرذاذ التنفسي أو استنشاقه، مشيرا إلى أن الوضع الحالي في محافظة الطائف لا يزال تحت التقصي، ويتوقعون الكشف عن حالات إضافية في الأيام والأسابيع المقبلة. وبين أن الوزارة عملت على تطوير وسائل وتدابير عدة، للتعامل مع الحالات المصابة بفيروس "كورونا"، بالتعاون مع الشركاء الدوليين كمنظمة الصحة العالمية ومركز التحكم ومراقبة الأمراض والوقاية منها الأمريكية، كما خصصت مستشفيات تعمل كمراكز مرجعية في معالجة فيروس كورونا، وتقديم علاج متخصص للمرضى، بما يضمن سلامة العاملين في المجال الصحي من التعرض للفيروس، مفيدا أن التنظيمات في هذه الحالات تقضي بنقل المرضى لهذه الوحدات حال تأكد إصابتهم. وقال الدكتور سندي: "لقد اتخذنا إجراءات صارمة للتقليل من نسبة العدوى في الطائف، منها تثقيف المجتمع بأهمية تجنب الاحتكاك المباشر بالجمال، وتوفير التدريب اللازم للعاملين في المستشفيات فيما يتعلق بإجراءات مكافحة العدوى، إلى جانب عمل مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة الدؤوب على تطوير نظام استقصاء للأمراض المعدية، حيث يتيح لنا بيانات دقيقة متعلقة بالحالات الجديدة، ومدى استيعاب الوحدات الصحية وقدرتها على تقديم عناية مكثفة للمصابين بفيروس كورونا". ولفت النظر إلى أن تطهير اليدين بالشكل الصحيح والالتزام بآداب السعال، من إجراءات السلامة البسيطة والضرورية في الوقت ذاته، التي يجب على الجميع الالتزام بها، للتقليل من مخاطر الإصابة بعدوى "كورونا"، كما يُنصح العامة بأخذ الحيطة والحذر عند مخالطة الجمال، والامتناع عن شرب حليبها غير المغلي أو التعامل مع لحومها، كما يتعين على من يضطر للاحتكاك بها ارتداء كمامة تستعمل مرة واحدة فقط، إضافة إلى رداء كامل يغطي الجسد والوجه لتجنب التعرض المباشر للفيروس.
إنشرها

أضف تعليق