Author

الهلال لم يكسب .. لكنه لم يخسر

|
قدم الهلال كل شيء جميل في مباراة أمس، ما عدا الأهداف وحين لم يستطع الفريق التسجيل ضاع مجهود مباراة الذهاب، ولم تكتمل فرحة مناصريه بما شاهدوه من انضباط فني مكنه من تسيد مجريات الشوط الأول كاملاً، وكاد ينهي السباق نحو كأس البطولة من خلاله، حيث ظهر متميزاً بكل خطوطه وبكامل حضوره الذهني والبدني، ما شاهده محبو الزعيم خلال هذا الشوط منحهم قدر من الارتياح ومنحهم كمية من التفاؤل، غير أن الخوف من كمية الثقة التي يشعر بها محبو الهلال قد لا تعكس الواقع الذي كانت عليه مجريات المباراة في شوطها الثاني، خاصة بعد التغيير الذي أحدثه نزول المهاجم الخطير تومي يوريتيش فلقد قدم عطاء وتمركزا أقلق وأزعج خط الدفاع بأكمله، ولم يتم التعامل معه بشكل جيد فهو قادر على التسجيل من أنصاف الفرص؛ سجل واحدة وعانده قائم المرمى في أخرى، فالانطباع الجيد عن نتيجة مباراة الذهاب قد يكون رهانا خاسرا، فالفريق الأسترالي تغير كثيراً عن صورته في الشوط الأول، الأمر الذي يوجب أن يدركه ريجيكامف ويكيف فريقه لمواجهة مكامن القوة فيه. وقد يندم محبو الزعيم على كمية الفرص المهدرة فيما لو استطاع سيدني التعامل مع مباراة الإياب بشكل مغاير، فالمتوقع أن يبني الفريق الأزرق خطة المباراة المقبلة بالهجوم لأنه سبيل الفوز الوحيد ولا غيره، غير أن الاندفاع واستحضار تجارب الفشل السابق وجعلها الطريق لتحفيز اللاعبين سيجعلهم أكثر ارتباكا ويفقدهم القدرة على السيطرة على عواطفهم، وبالتالي سيخرج الفريق عن إطاره الفني، الأمر الذي يبحث عنه الفريق الأسترالي ويتمناه. أكتب هذا قبل فترة من مباراة الإياب، فسيدني وضحت وبانت عيوبه ومزاياه، وبالتالي فالتعامل داخل المستطيل الأخضر معه ليس بالأمر الصعب، على الرغم من تميز حارس مرماه وشراسته، غير أن اللعب السريع كفيل بتفكيك قوته وإسقاطه، لذلك فنواف العابد متى كان في حضوره فسيكون هو من يحمل سر فريقه في مباراة الإياب. الحلم كبُرَ وأصبح أقرب من السابق، فالصورة التي كانت غائب بعض أجزائها وضحت وباتت مكتملة لمن يريد النظر إليها بوضوح في كل تفاصيلها؛ غير أن المبالغة في التحفيز والتفاؤل درس أُخِذَ فيما سبق، فالحذر من المبالغة به والأهم ابتعاد اللاعبين عن المحاكاة والتركيز على ما يكتب وما يقال، غير أن التعامل مع أدوات المنافس، وما قد يكون مساعدا له في خروج اللاعبين عن خط الإعداد النفسي والبدني مهارة وقدرة إدارية تتطلب الشيء الكثير والعمل الكبير والآن إدارة الفريق على المحك فكل ما قدم وتم عمله سيطير هباء عند جمهور لا يريد غير آسيا ولا سواها، ولذا فمبادرة الوليد بن طلال بإعلان المكافأة وتحفيز الجماهير للحضور مباشرة بعد المباراة تعطي انطباعا وتصورا عن حقيقة الضغط الذي سيعيشه الفريق من جراء الاستجابة للضغط، فهل سيبتعد عنها مسيرو الفريق ويتركوا للعمل الفني مساره، كي يرسم ملحمة الإياب وفق العمل الميداني فقط وترك التحفيز لما قبل المباراة مباشره لأن طول فترة التركيز من اللاعبين ستؤدي لإرهاقهم ذهنياً وبدنياً قبل المباراة.
إنشرها