Author

جبناء «تويتر» ومرضاه

|
شكا لي أحد الزملاء الإعلاميين الرياضيين من حجم الشتم والقذف اللذين يتعرض لهما في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عند طرح رأيه في أي أمر، ويزيد وهو يشكو لي حزنه وألمه مما يتعرض له قائلا "هل تعلم أني لو قلت مساء الخير، لأتى أحدهم وأطلق علي لسانه بكل ما فيه من بذاءة"؟!! ويتساءل صاحبي قائلا: هل يعقل أن من يكتب ويشتم تارة ويقذف تارة أخرى هم من أبنائنا الذين كنا نعتقد أنهم من أكثر شعوب العالم دماثة خلق؟ وأين هؤلاء في الحياة؟ لم لا نراهم ونواجههم ونسمع منهم ذات الشتائم؟ أم أن اختفاءهم خلف أسماء مستعارة منحهم حق الشتم والقذف في ظل غياب القانون الرادع؟ أيضا هاتفني رئيس ناد سعودي ذات يوم بعد أن عاتبته على كشف انزعاجه مما يكتب ضده في "تويتر" وشكا ذات الشكوى، بل زاد وأرسل لي بعضا من الشتائم المصورة على هاتفه عبر خدمة الواتساب، وللأمانة كانت "مقززة" ومؤلمة وتستحق الانزعاج. وللتخفيف من ألم من يشكو لي أقول له دوما: في الحياة أنت تختار من تخاطب وتختلط وتعاشر، وترفض وتقبل من تشاء، فلا عجب أن يحيط بك الأصحاء متى ما رغبت، فلا ترى عكس ذلك، ولكن في تويتر أنت مجبر على مخاطبة الكل صحيحه وسقيمه، تختلط بكل الفئات في المجتمع، فهناك الرجل الرشيد والمراهق المتهور والطفل "ناقص العقل"، أيضا لا تستغرب أن يخاطبك أحدهم في تويتر من مصحة عقلية، وأحيانا يخاطبك ثان وهو ثمل وغائب عنه العقل، وهناك جبان وجد في الاسم المستعار وسيلة لإبراز شجاعة يفتقدها في حياته، وليته استخدمه في مواضع الشجاعة في قول الحق وإبراز الرأي، بل تفرغ للشتم والقذف موهما نفسه بأنه يمارس الشجاعة وهي منه براء. بالفعل هذه الحقيقة.. في تويتر أنت مجبر على أن تحتك بالكل، وتختلط بهم وتستمع لهم وتناقشهم، فلا تستغرب لو أن البعض كان من فئة الشتامين القاذفين، الذين لهم في البذاءة باع طويل أو كما أسماهم رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بـ "السفلة". أتفق تماما مع سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عندما وصف "تويتر" بالـ "مقر" لكل شر وبلاء، ومصدر للأكاذيب والأباطيل، وأزيد على ذلك بالقول "هو ميدان للجبناء أيضا، يبرزون فيه قوتهم المفقودة في الحياة بالقذف تارة وبالشتم تارات عبر أسماء مستعارة ستحميهم حتما من القانون لكنها لن تحميهم أمام رب العباد في يوم العدل والاقتصاص".
إنشرها