Author

واديكم يناديكم

|
كأني بصديقي عندما أرسل مقطعا يتحدث عن جهود شباب نجران في المحافظة على البيئة، يحاول أن يستفزني للحديث عن الموضوع، وقد فعل. إن مثل هذه الظاهرة الرائعة يجب أن تعم البلاد. روح الشباب ورغبتهم في تنظيف الوادي الذي يمر قرب مدينتهم وتحويله إلى مكان جميل يستقبل الناس ويمتع أنظارهم هما ما تحتاج إليهما أغلب مدننا وقرانا. عانت البيئة ولا تزال تعاني الإهمال الذي تجاوز حدود المعقول، ورغم ما تم اكتشافه من مخاطر صحية وآثار في مستقبل الحياة في المملكة بشكل عام، فالجميع لا يسهم بالقدر الكافي من الجهود لحماية البيئة أو تحسين مستوى التعامل مع مختلف مكوناتها من حولنا. قضية مهمة لا بد أن تحظى بكم أكبر من الاهتمام من قبل مسؤولي الخدمات، خصوصا البلديات والزراعة والتربية وحتى الطرق والكهرباء والمياه. لا يكفي أن نفرد مساحات محدودة للبيئة في أسابيع معينة لتختفي بعدها الأنشطة البيئية، فهذا يعطي الانطباع بأن الأمر "بروتوكولي" فقط. التحذيرات التي تتحدث عنها منظمات البيئة وما نشاهده بأعيننا من تدهور سريع للغطاء النباتي والاستمرار في طمر المخلفات والحرق المستمر للنفايات وحتى خلط المخلفات العضوية مع البلاستيكية والمعدنية وغيرها من مكونات النفايات، يدفعني للمطالبة بعمل فاعل من كل من له علاقة بحماية البيئة بدءا من الإنسان. هنا يظهر جليا دور التربية والتعليم في ترسيخ مفاهيم حماية البيئة وأهميتها وكيف أنها وصلت إلينا سليمة ويجب أن نحافظ عليها ونسلمها كما تسلمناها إن لم نحسنها. كما يبرز دور البلديات التي يجب أن تعيد النظر في أساليب جمع النفايات وتصنيفها بطريقة تحمي البيئة، مع مراعاة العناية بالتشجير الحامي لدرجات الحرارة والاقتصادي في استهلاك المياه. مهم أيضا دور وزارة الزراعة وممثلياتها في المحافظة على الغطاء النباتي وتشجيع زراعة المنتجات الاقتصادية والتعامل بقوة مع حالات الهدر التي تحدث في مزارع صغيرة وأخرى معروفة، وعلى المعايير نفسها يجب العمل على المحافظة على المياه الجوفية التي نفقد منها ملايين الأمتار المكعبة كل عام. كما يجب أن تفعل اللجان والمنظمات المجتمعية ــ مثل تلك التي أنشأها أبناء منطقة نجران، ونشرها في كل المدن والقرى ودعمها ماديا ومعنويا لضمان مشاركة الجميع في حماية كل مكونات البيئة.
إنشرها