Author

التعصب الرياضي تهمة محسوبة

|
ما من شك أن التعصب الرياضي كلمة سلبية مقيتة وبغيضة ولا أحد يستهويها حتى أصحابها أنفسهم، فإذا قلت لفلان: إنك (متعصب) سيرد عليك بقوة وعنف وغضب: (لست كذلك)، إذن فالتعصب الرياضي اتهام بمحله حتى يثبت العكس. وما من شك أنه ميدان واسع من كل ما هو سلبي من مشاهدات وتفاعلات، ولأن من الاستحالة أن يوجد مدرج في العالم بأجمعه دون تعصب كونه ظاهرة عالمية تتكرر كل زمان ومكان فإن الحد منها والتنديد بأضرارها مهم وأقل ما يمكن فعله وهنا يبدأ الدور الإعلامي للإعلام (الوطني) النزيه بالتذكير بأضرار وتوابع التعصب المقيت الذي يهدم ما بني بجهل وقلة اكتراث. فتكريس مفهوم التنافس الشريف واجب ومهمة للإعلام الوطني الشريف الخالي من كل سلبيات التعصب من أجل المصلحة العامة التي تعود بالنفع على الوطن ورياضة البلد، فلو تعلمنا أن كل ناتج وتقدم وبطولة واستحقاق ووصول معناه مردود على المصب الكبير (الوطن لما تحاربنا في الملاعب ولما وصلنا لهذه المرحلة المقيتة من التعصب والشلل الأخلاقي البغيض). قد يتساءل البعض ما جدوى الكلمات والخطب الإعلامية التي قد تكون مسألة (اعتياد) عادية ومن أقل متطلبات التعامل الإيجابي بأي حقل من حقول المجتمع الوسطي تحديدا الآن ... لماذا؟ لأن لدينا مشاركات وطنية كثيرة وسأدرج ضمنها مشاركة الهلال في الآسيوية نهائي دوري أبطال آسيا وهي برأيي وقناعاتي وكل محايد تهمه مصلحة رياضة البلد مهمة وطنية، فهناك سيقال: (الهلال السعودي) بمعنى أن المردود للكرة السعودية وهذا ما أحاول قوله أنا وكل رياضي وطني محايد. ومشاركة المنتخب الثنائية الأبعاد في كأس الخليج التي ستستضيفها البلاد وهنا أركز على نقطة أهمية الأخلاق والتنافس الرياضي الشريف صحيح أن دعم الوطن أهم وأولى لكن تشجيع اللعبة الحلوة والتصفيق للكرة الجميلة من عناوين المجتمعات الرياضية المتحضرة البعيدة عن التعصب والجهل والتخلف البغيض وإعطاء صورة متكاملة وإيجابية عن ثقافة الشعب وتحضره واستعداداه لاستضافة أكبر وأهم الأحداث تزامنا مع ما تقدمه الدولة وتبذله من جهود مادية مضنية في سبيل رفعة الكيان السعودي ولا أكثر من مكرمة (أبونا) عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء 11 ستادا رياضيا في كل المحافظات. فو الله إن التعصب الرياضي ما إن يحل في مدرج إلا وأعماه عن رؤية كل ما هو جميل ومستحق وعاد بالخسارة والويلات على فريقه. المتعصبون فئة لا ترى أبعد من أنفها ولاتنظر لما سواه وإن كنت قد ذكرت التعصب الرياضي السلبي فأنا لا أقصد ما هو (إيجابي) ولن أسميه تعصبا لأنه مفردة لا تدل إلا على كل ما هو سيئ وسلبي وبغيض. نحن جميعا يد بيد يجب أن نلغي كلمة (تعصب) من قواميس مجتمعنا الرياضي، فالاتحادي أخو الهلالي، والنصراوي أخو الأهلاوي... وهكذا لأن مردود ومرد كل هؤلاء في مصب واحد اسمه (الكرة السعودية) بمعنى أدق المنتخب السعودي الذي متى ما اجتمع أفراده في مكان وبطولة او استحقاق فيجب أن يكونوا على قلب رجل واحد وإن اختلفت ألوان القمصان. ولن أعيد وأزيد في مسألة دعم فريق يمثل الوطن لأن ذلك من أبسط متطلبات أن تكون إنسانا وطنيا بعيدا عن الأمراض والعقد النفسية والحسد والبغضاء، لمصلحة البلد ولاسمه وسمعته أيا كان حقلها رياضيا ثقافيا اجتماعيا. هذا وأدعو الله أن يأتي (السبت المقبل) بما هو خير وخاتمة خير لمشاركة فريقنا السعودي الهلال في سيدني وأن يعود ظافرا بما يرفع الرأس يعين ويعاون إيابا في السعودية بإذن الله.
إنشرها