ثقافة وفنون

من وحي الأنين والشجن

من وحي الأنين والشجن

1 - رحلة على أنغام الناي* يا نايُ مالكَ تبكي الوصلَ مُتّشِحاً بالحزنِ و الشوقِ و الآهاتِ و الألمِ تبكي الزمانَ الذي ولّى و تذكُرُهُ في كلِّ آهٍ بأشكالٍ من السّقمِ فبُحَّ صوتُكَ من مَرّ السنينَ وقد شاخَ الزّمانُ بلحنٍ فيكَ مُنسجمِ يا نايُ هَدّئ وسلني لا تُناوِحُني سلني عن النّوحِ والألحانِ والنغمِ إذ جذوةُ الشّوقِ في نفسي قد اشتَعَلَتْ منذُ الزّمانِ الذي شطّتْ بِهِ قَدمي فنبرةُ النّوحِ تُشجي بل تُذكِّرني أحبابَ أمسٍ مَضَوا في عَتْمةِ الظُّلَمِ يُقطّعُ القَلْبَ صوتُ النايِ، يأخذني إلى الوراء سنيناً عاشها حُلُمي لا النّوحُ يُجدي ولا الأنغامُ تُرجِعُه ولا البكاءُ على الأطلالِ من شِيَمي فالصَّبرُ عنديَ يبنيهِ التجلُّدُ بي والحزنُ يبقى ويبقى فِيَّ للعدمِ أأنتَ مثليَ يا نايَ الهَوى حَزِنا ً أم تُطربُ الحيَّ في مِزمارِكَ الهَرِمِ نُحْ ما تشاءُ فلن يُجديكَ نَوحُكَ يا رفيقَ دربيَ فالمكلومُ لم يُلَمِ فأنتَ مشتاقُ لا ريبٌ بِذاكَ ولا شَكٌ بشوقِكَ يا نايٌ فأنتَ ظَمي لكنّني والهَوى الغالي يُبرّحُني مَسٌّ من الحبّ فاقَ الحُزْنَ وَسْطَ دَمِي .. أنا الذي يَتَقضّى عمرُه هَزِئاً بالحزنِ والشّوقِ مهما زادَ والألمِ * عبد العزيز سعود البابطين 2 - أنين الناي* "اسمع النّايَ ما يقصّ ويحكي هو يشكو من الفراق ويبكي قال: إنّي قُطعت من قصباءِ فبكى النّاس كلهم من بكائي هاتِ صدراً مقطّعاً بالفراق لأبثّ الآلامَ من أشواقي كلّ منْ غابَ عن ذويه وكيدا رامَ عودَ الزمانِ حتى يعـودا أنا في كلّ مجمـع وفق أهله في عسير الزمان أو في سهله كلهم ظنّ أنـه لـي حــبيب وهو عن سرِّ خاطري محجوب إنّ سرّي، يا صاح، لحني يذيعه غير أن الآذان لا تســتطيعه صوت نايي نارٌ، ومـا ريح كلّ خالٍ من ناره فهو ريح إنّ ذا النّايَ إنْ تمادى أنينه كان خدْناً لمن جفاهُ خدينه. * جلال الدين الرومي 3 - الناي* لا تقتلوني أيّها الرعاة لا تعزفوا خافوا عليّ الله أستحلف الفحيح أن ينام في ألحانكم.. حتى أمرّ في سلام زنجار! يا قاتلي زنجار لا تنتظري إني سمعت الناي لا تنتظري إني هجرت الدار! * محمود درويش
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون