العالم

واشنطن تفعّل حساباتها في «تويتر» لمحاربة الإرهاب .. وتسخر من «داعش»

واشنطن تفعّل حساباتها في «تويتر» لمحاربة الإرهاب .. وتسخر من «داعش»

واشنطن تفعّل حساباتها في «تويتر» لمحاربة الإرهاب .. وتسخر من «داعش»

واشنطن تفعّل حساباتها في «تويتر» لمحاربة الإرهاب .. وتسخر من «داعش»

استطاعت الدولة الإسلامية "داعش" أن تفرض نفسها كلاعب سياسي كبير عن طريق نشر وتطبيق حملة دعائية قوية. بفضل مقاطع الفيديو العنيفة، التي أظهرت صور الضحايا وهي تُصلَب وتُقطع رؤوسها عند نشرها على شبكة الإنترنت، استطاعت "داعش" أن تخلق عامل خوف شديد إلى درجة أنه غالبا ما يجعلها تتلقى النصر حتى قبل بدء المعركة، وهو ما أدى بالتالي إلى تسهيل توسعها في أنحاء العراق وسورية. ###دعاية تويترية تعتمد هذه المجموعة المتشددة الوحشية على ذراع دعاية فعالة ومتعددة الأوجه، بدعم من حضورها الظاهري القوي جداً على وسائل الإعلام الاجتماعية. إذ تعلمت "داعش" إتقان استخدام المواقع الاجتماعية من قبيل "يوتيوب"، و"تويتر"، و"إينستاجرام"، و"تمبلر"، وغيرها من أدوات الإعلام الاجتماعي. ويتم تحميل مقاطع الفيديو والصور من الهواة يومياً من قبل المسلحين وكثير من المعجبين. ويُعتقَد أن المجموعة تستخدم كذلك آلافا من حسابات تويتر، وكثير منها يتم تعليقه من قبل جهات رقابية متعددة، ومع ذلك يتم استبداله بسرعة من قبل الآخرين. فعندما نشرت "داعش" فيلمها الدعائي بعنوان "رسالة إلى أمريكا"، الذي أظهرت فيه مشهد الإعدام الشنيع للصحفي الأمريكي جيمس فولي، قام المديرون المسؤولون في "تويتر" و"يوتيوب" بحذف كل الملفات التي تم تحميلها من شريط الفيديو لمنع توزيعه، ولكن الصورة بقيت في الموقع لفترة كافية حتى تتم مشاركتها من قبل آلاف الأشخاص. وبفضل عشرات المسلحين الذين يتقنون التعامل مع شبكة الإنترنت، فإن كثيراً من الحسابات المرتبطة بـ "داعش" على "تويتر" تظل قادرة على إرسال رسائلها وتوزيعها إلى الجهات الأخرى. غالباً ما تعمل هذه الحسابات على إرسال تغريدات تشتمل على الصور والفيديو والنص، التي تهدف جميعاً إلى تمجيد أعمال "داعش". ###مسلسلات الخلافة كانت "داعش" أيضا قادرة على فرض نفسها على الإنترنت عبر منتديات الإنترنت. تعمل هذه المنصات بمثابة المكان الأساسي الذي يستطيع عن طريقه أعضاء "داعش" التواصل وتوزيع الأفلام الدعائية التي قامت "داعش" بإنتاجها. وتعرض أشرطة الفيديو المذكورة لمحة نادرة وحصرية تصور حياة الجماعة تحت الخلافة. في تقرير من إعداد دانييل إيبرامسون لمصلحة موقع "المراقب الجغرافي السياسي"، وهي جماعة استشارية حول الاستخبارات الدولية، يقول المؤلف "عادة ما تأتي أشرطة الفيديو على شكل حلقات ضمن عدة مسلسلات مختلفة. تقريباً كل فيلم أو حلقة يصور عملية واحدة على الأقل قامت بها الجماعة، أو الهجوم بعبوة ناسفة انتحارية، أو القتل بدم بارد. يبدأ كل فيديو أو حلقة عموماً بخطبة من الإمام أمام جمهور مختلط من المقاتلين وسكان المدينة المحليين". #2# في العادة تبدأ مقاطع الفيديو بخطب حماسية تشجع الجمهور على شن الجهاد ضد أعداء الدولة الإسلامية. يتم التركيز بشكل خاص على "التهديدات" الموجهة إلى "داعش" مثل الشيعة، والمسيحيين، ومختلف الفصائل الكردية، والتكفيريين الذين ليس لهم جماعات محددة واضحة المعالم، الذين يفترض أن يعتبرهم أهل العقيدة الإسلامية من الضالين المنتمين لأهل الضلالات والبدع. يقول إيبرامسون "وهذا يؤدي إلى مبررات أيديولوجية قوية للعمليات الإرهابية المنظمة والمتفشية التي تتجاوز الحدود الدولية منذ فترة طويلة بين العراق وسورية، وهو ما يؤدي إلى استهلاك مساحات كبيرة من الأراضي داخل البلدين والسماح لـ "داعش" بأن تتخذ مظهرها الحالي الذي تبدو فيه على أنها دولة ذات سيادة". وفي العادة تتم ترجمة مواد "داعش" الإعلامية إلى عدة لغات للوصول إلى جمهور أوسع من المسلمين. هناك مقطع فيديو تمت ترجمته، وهو يصور نهاية الوضع السائد الذي فرضته اتفاقية سايكس بيكو، وهو يركز على الأهداف الأيديولوجية والجيوسياسية لدى "داعش" المستوحاة من التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى، حيث إن "داعش" تسعى لإعادة الإمبراطورية الإسلامية التي امتدت في أوجها من باكستان إلى إسبانيا. ###أفلام هوليودية يؤكد إيبرامسون أن "أشرطة الفيديو غالباً ما تكون عنيفة وسادية، مع لقطات من العمليات تراوح بين إطلاق النار من سيارات على الطريق السريع على ما يبدو أنها سيارات مدنية عشوائية، إلى مقاطع تصور اعتقال وإعدام أشخاص بمجرد توجيه الاتهام إليهم ثم إصدار الحكم عليهم، لكل من الأسرى المقاتلين والمدنيين العزل العاديين". الأفلام هي قوية في إنتاجها، حيث إنها تعتمد على لقطات جوية، وعرض الانفجارات بالتصوير البطيء، ومشاهد صورت من خلال مرمى البندقية، وهي تقنيات تستخدم في الغالب في أشرطة الفيديو التي تنتجها هوليوود. تقول جوان، وهي منتجة لبنانية، في حديثها لـ "الاقتصادية"، "مما استطعتُ أن أراه في أحد الأفلام الوثائقية التي أنتجتها "داعش"، أشعر بأن الأشخاص الذين شاركوا في عملية التصوير والإنتاج هم من المهنيين الذين يتقنون تقنيات مختلفة. من الواضح أنه تم إنفاق كثير من المال على الفيلم الوثائقي". لكن لعل الأمر الأكثر إثارة للخوف حتى من ذلك، هو كيف أن هذه الأفلام الوثائقية لا تُظهِر فقط أعمال العنف، ولكن أيضاً مشاهد من الناس العاديين في المدن التي تحتلها "داعش"، الذين يلتقون مع "حكومتهم" الجديدة. في هذه الأفلام يَظهر النساء والأطفال، وكبار السن بين أفراد الدولة الإسلامية، حيث تجد الأطفال أحياناً يتيهون فخراً بالانتماء إلى الدولة الإسلامية أو يُظهرون استعدادهم للجهاد في سبيل الله، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو التي سجلها جهادي لبناني أسترالي. تقول جوان "إن منتجي الأفلام الوثائقية لدى "داعش" يعتمدون على تقنيات مختلفة، مثل تجميعات الألوان، من أجل جذب انتباه الجمهور والاستحواذ على اهتمامهم. حين ترى بعض المشاهد في الفيلم الوثائقي فإنك تظن أنها مأخوذة مباشرة من أحد أفلام هوليوود، فهي جيدة جداً". #3# ###ألعاب جهادية مثل هذه الأفلام ليست هي الأداة الوحيدة التي تستخدمها "داعش" في محاولة لاجتذاب جماهير الشباب. فقد نشر مسلحو "داعش" مشاهد تعرض لعبة فيديو جهادية الهدف منها هو تدمير القوات العراقية والأمريكية. هذه اللعبة، التي تم تصميمها على غرار اللعبة المشهورة Grand Theft Auto، يبدو أنها تستهدف على وجه التحديد الشباب. تصور مشاهد الفيديو عدداً من الانفجارات، وسيناريوهات المعارك، والقناصة، مع دعوات جهادية تُسمع طوال الوقت في الفيلم. غالباً ما تستخدم هذه الأفلام وأشرطة الفيديو إما لغرس الخوف في أعداء "داعش"، أو لمخاطبة واستمالة المقاتلين الأجانب الذين يتم تشجيعهم على الهجرة إلى الدولة الإسلامية، أو لشن الجهاد هناك. تُظهِر بعض أشرطة الفيديو هؤلاء الأجانب وهم يشاركون في العمليات العسكرية ضد خصوم "داعش"، ومن بينهم رجل كندي أبيض يدعى "أبو مسلم الكندي". كذلك لوحظ أن "داعش" استخدمت أحد أفرادها، الذي يتحدث بلكنة بريطانية، في الشريط الذي يصور إعدام جيمس فولي وستيفن سوتلوف، وهذه محاولة من "داعش" لإرسال رسالة قوية إلى الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم، مفادها أن الدولة الإسلامية هي أولاً وقبل كل شيء موطن الأمة لجميع المسلمين، بغض النظر عن جنسياتهم. ###المواجهة بالسخرية لمواجهة هذه الدعاية، نشرت بغداد والولايات المتحدة الدعاية الخاصة بهما. أخذت العراق حربها ضد الجهاديين إلى موجات الأثير مع سلسلة كوميديا تلفزيونية. وتهدف السلسلة الى السخرية من "أبو بكر البغدادي" وتجريده من هالته شبه الخارقة. قال ثائر جياد، الرئيس المشرف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس في الفترة الأخيرة، إن هدف البرنامج هو "إزالة هذا الخوف الذي تأصل في عقول كثير من الناس". أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية مسعى جديداً لمكافحة "داعش" باستخدام نفس الأسلحة. في موقعها على تويتر، تحت حساب "فكر ثم ابتعد" Think AgainTurnaway الذي يعطي وصلات إلى أخبار ومواضيع تدور حول "داعش"، وأحياناً ينشر مقاطع فيديو خاصة به. وفي الشهر الماضي، نشر الموقع محاكاة ساخرة لأحد المشاهد التي تصور جهود "داعش" في تجنيد الناس، حيث أعطى تصويراً ساخراً لنشاطات "داعش" الجهادية، "نحن نصلب المسلمين ونعدمهم، ولدينا مفجرون انتحاريون داخل المساجد. السفر غير مكلف.. لأنك لن تحتاج إلى تذكرة عودة". وهناك مقطع آخر على الموقع، وهو يصور على نحو باهت المحاكاة الساخرة لفيديو "داعش" الذي يقلد لعبة Grand Theft Auto: "السرقة الكبرى للبراءة – لا تَدَعْ "داعش" تسيطر عليك"، كذلك يقوم الموضع بنشر صور عائلات الضحايا على "تويتر"، إلى جانب إحصائيات وبيانات تبين مدى سوء الأحول في الدولة الإسلامية، مثل "العراق: في المدن الواقعة تحت سيطرة "داعش"، ارتفعت معدلات الفقر بنسبة 13 في المائة لتصل إلى 62 في المائة عن السنة الماضية، واضطر عدد من الشركات لإغلاق أبوابه. بالنسبة إلى "جوان"، الأفلام التي تُنشَر باعتبارها دعاية مضادة لإنتاج "داعش" يجب أن تكون من نفس النوعية العالية والقياسية حتى تكون قادرة على الحصول على نفس التأثير. وفيما وراء العراق وسورية، وهي المنطقة التي تتركز فيها نشاطاتها، فإن الدولة الإسلامية نجحت بالتأكيد في خلق وجود افتراضي قوي يمتد بعيداً عن سطوتها المادية الفعلية في أذهان كثير من الناس في جميع أنحاء العالم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم