بالكراسي والعصي المتحركة .. حجاج يتجهون صوب المشاعر المقدسة

بالكراسي والعصي المتحركة .. حجاج يتجهون صوب المشاعر المقدسة

منظر رهيب .. إنه مشهد حجاج ظهورهم منحنية، ومسنين يتكئون على عصي من أجل المشي ويستخدمون غيرها من الوسائل لتسهيل التنقل مثل الكراسي المتحركة في طريقهم إلى المسجد إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة .. إنهم يمثلون مشاهد إيمانية كثيرة إذ الكثيرون منهم يطوفون حول الكعبة المشرفة. الأصوات تتعالي بـ "الله أكبر الله أكبر" ويتعالى الهتاف بصوت واحد، أغلبية هؤلاء الحجاج قادمون من القارتين الآسيوية والإفريقية من بين مئات الآلاف من المسلمين الذين ينحدرون إلى العاصمة المقدسة لتأدية مناسك الحج خلال موسم هذا العام الذي يبدأ اليوم في مؤتمر عالمي إسلامي. وتصمت هذه الحشود مع ارتفاع النداء للصلاة، حيث العديد منهم يسجدون للصلاة على الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام. وتقول "وكالة الأنباء الفرنسية" في تقرير لها من مكة المكرمة وهي ترصد هذه المشاهد وفي حديث مع الحاجة الجزائرية عائشة (50 عاما) بأنها "لم يسبق لي أن شهدت قبل مثل هذا الشعور من السعادة"، وهي تمشي جنبا إلى جنب مع ابنها أحمد. ويأتي موسم الحج هذا العام مع سعي السلطات السعودية لحماية الحجاج من اثنين من الفيروسات القاتلة، هما "الإيبولا" أو الالتهاب الرئوى التاجى، والآخر فيروس "كورونا"، بينما الإيبولا أصابت معظم دول غرب إفريقيا، وحالات فيروس كورونا انتشرت في جميع أنحاء العالم ولقد كان للسعودية النصيب الأكبر من حالات الإصابات والوفيات، حيث بدأ انتشار الفيروس منها. فيما شهدت دول مثل: غينيا وليبيريا وسيراليون تضررا كثيرا من انتشار مرض الإيبولا حيث توفي نحو ثلاثة آلاف شخص في غرب إفريقيا هذا العام، ولم يسمح لحجاج البلدان الثلاثة من أداء مناسك الحج بسبب هذا المرض. لكن نيجيريا، حيث توفي ثمانية أشخاص بالإيبولا، إلا أنه منح لسلطاتها الإذن لإرسال الحجاج إلى أكبر تجمع في العالم من المسلمين، على الرغم من المخاوف التي سبقت الحج من وضعت بنسبة حجاج نيجيريا. ويقول الحاج سعيد لوكالة فرانس برس بأنه قبل السفر إلى الحج لم يقم بزيارة أي مدينة ضربها مرض الإيبولا حيث خضع الحجاج النيجيريين أيضا لفحوصات طبية دقيقة وسجلت درجات الحرارة على حد سواء في نيجيريا وفي مطار جدة، نقطة الدخول الرئيسية للحجاج القادمين من الخارج. وتم عمل إجراءات الوقاية الصحية المطلوب قبل الدخول. ووفقا لأحمد من الجزائر: "هناك بعض الجنسيات تحاول الابتعاد عنا. ونحن نحاول أيضا إلى الابتعاد عن مناطق مغلقة وللحفاظ على ارتداء أقنعة الوجه على الرغم من الطقس الحار". ولم يتم حتى العثور على أي حالات فيروس إيبولا في المملكة ، وأفاد مسؤولو وزارة الصحة السعودية أن أحدث حالة وفاة كانت قد سجلت في منطقة نجران قرب الحدود اليمنية الخميس الماضي. وكان الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية خلال حديثه أمام العرض العسكري الذي تم خلال جولته التفقدية للمشاعر للوقف على الاستعدادات الأمنية لهذه المانسبة الدينية قد طمأن بأن الحج سيكون آمنا، وتعهد بأن السلطات ستتعامل بحزم للحفاظ على أمن الحجيج.
إنشرها

أضف تعليق