ثقافة وفنون

فن «البوب آرت».. من الرسم إلى التصوير وصولا لـ«الفوتوشوب»

فن «البوب آرت».. من الرسم إلى التصوير وصولا لـ«الفوتوشوب»

فن «البوب آرت».. من الرسم إلى التصوير وصولا لـ«الفوتوشوب»

أكثر من خمسين عاما هو عمر هذا الفن الذي اعتبر تجديدا وانقلابا على فنون عصره في ذلك الوقت. يقول أوسكار وايلد "كل صورة ترسم بشعور هي صورة الفنان نفسه، والجالس إلى التصوير هو العارض. أما الذي يظهر على اللوحة، فهو الرسام". وهذا تحديدا ما تبناه البوب آرت لدرجة تجاوزت الشعور، وتمثلت كل الأحاسيس الممكنة، وغير الممكنة، فكان التصوير الذاتي جزءا مهما في أعمال هذا الفن لدرجة أن اعتبره البعض سباقا لتقنية "السيلفي" الشهيرة اليوم. بداياته فن البوب آرت بدأ بالرسم والتصوير، متأثرا في أفكاره ومواضيعه بالعصر الاستهلاكي الذي وجد فيه، أما اليوم فتأثره بالتقنية الرقمية أكثر وضوحا من خلال ارتباطه بكثير من التطبيقات التي لا يكاد يخلو منها جهاز محمول، باعتباره خيارا من "التأثيرات" المتعددة لتطبيقات وبرامج مثل برنامج الفوتوشوب الشهير، التي يفضل البعض إضافتها في تعاطيه مع صوره الخاصة. وبالعودة، لإرهاصات هذا الفن، يذكر تأثير الحرب العالمية الأولى في التحول الاجتماعي والثقافي في أوربا. التي تسببت، بحسب كثير من النقاد الفنيين، في ظهور "الموضوعية الجديدة" للتعبير عن الإحساسات الداخلية للفنان، وانتقلت هذه الموضوعية إلى عالم اللاموضوعية والفن التجريدي وإلى تجاوز الواقع بإصرار. وكان رد الفعل على يد مارسيل دوشان M.Duchamp وأسلوبه القائم على الأشياء الجاهزة Ready made. كما فعل في عمله "حاملة القوارير"، وقد اكتفى بتقديمها كما هي، "إذ لا واقع فني أصدق من الواقع بذاته". #2# وانتشرت فكرة "الأشياء الجاهزة" لكي تبدو على شكل الفن الشعبي (بوب آرت) Pop art، وقد اعتمد، هذا الفن، بتطرف، الأشياء المهملة ـ كالقوارير الفارغة وعلب السردين ـ أشياء تتحول إلى عمل فني شعبي. ولكن المصور الأمريكي اندي وارهول L.Warhol انتقل بهذا الفن إلى اعتماد آلة التصوير الضوئي في لوحته الواقعية الجديدة مارلين مونرو مشيداً بدور الإعلان في بناء هذا الاتجاه. كما انتقل فن البوب آرت إلى واقعية إنسانية عند فرنسيس بيكون Bacon. تحولاته على أن انتشار آلة التصوير كان فرصة سانحة أمام الواقعية الجديدة لكي تنقل الواقع ليس كما هو، بل بما يختار الفن من إمكانات هذه الآلة وصولاً إلى صورة تخلق واقعاً جديداً. واستجابةً متطرفةً للواقعية الجديدة ظهرت "الواقعية المفرطة" Hyperréalisme في أواخر الستينيات من القرن العشرين. والواقعية "الفوتوغرافية" Photoréalisme، وكان الهدف مواجهة الواقع بعقلية المراقب المدرك لجميع الجزئيات. وتحقيقاً لهذا الهدف استعمل هؤلاء آلة التصوير لتقديم الواقع بأقصى ما يمكن من الدقة؛ مما يثير الدهشة بواقعية مفرطة ذات ملامح سحرية، وكان الاعتماد على آلة التصوير قد ظهر قبلاً في أعمال موهولي ناجي M.Nagy أحد ممثلي الباوهاوس Bauhaus كما أعجب بها دوشان. ويستخدم الكثير من فناني البوب آرت رسومات تجارية غير فنية ولكنها مألوفة إلى حد كبير ومستمدة من الحياة اليومية أساسًا، لموضوعات رسوماتهم. فيما تكون معظم الرسومات التي ينتجها هؤلاء الرسامون ذات محتوى تهكمي أو هزلي. ولم يتبع رسامو البوب آرت طريقة واحدة في الرسم. فالبعض منهم افتتن بالأنماط البارزة والبسيطة من الرسم التجاري. ومثال ذلك أن أندي وارهول، الذي رسم نماذج دقيقة لأوعية الحساء بحجمها الطبيعي، مع تكرار رسم الأوعية في الرسم نفسه. ويستخدم جيمس روزنكيست وتوم ويزلمان فن الدعاية والإعلان أساسًا لرسوماتهما ذات التصميمات المعقَّدة، التي تغلب عليها الصبغة الفكاهية. كما أنتج العديد من فناني البوب آرت تكوينات ثلاثية الأبعاد تشبه الأجسام العادية، وتتخذ منها مادة للفكاهة. فن البوب، بشكل عام، يشكل تحديا لتقاليد الفنون الجميلة من قبل بما في ذلك الصور الملتقطة من الثقافة الشعبية مثل الإعلانات، والأخبار.. إلخ . في فن البوب، وأحيانا المواد التي تمت إزالتها بصريا من سياقها المعروفة، معزولة، و / أو جنبا إلى جنب مع المواد غير ذات صلة. وكلمة pop art هي اختصار لكلمة popular art. أي "الفن الشعبي". ويهدف فن البوب لتوظيف صور شعبية في مقابل نخبوية الثقافة في الفن، والتأكيد على مبتذلة أو كيتشي عناصر من أي ثقافة معينة،غالبا، من خلال استخدام السخرية. رواده من رواد هذا الفن ومشاهيره يذكر أندي وارهول Andy Warhol مؤسس هذه الحركة الفنية، فقد ولد وارهول عام 1928 في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة. وكان يعمل في التصميم الإعلاني بكافة أنواعه، وقد حاول إيجاد طريقة تجمع ما بين "الاستهلاكي" و"الفني" في قالب واحد، وتقريب المسافة ما بين الثقافة النخبوية والثقافة العامة. وكان أول عمل فني له هو "علبة الحساء" وذلك باستخدام تقنية طباعة "الشاشة الحريرية". ثم تتالت أعماله واتسعت شهرته خصوصا بعد عمله الذي تناول فيه نجمة ذلك الوقت الأكثر شعبية مارلين مونرو. بعمل بورتريه مع عدة احتمالات لونية، كذلك باستخدام تقنية طباعة "الشاشة الحريرية". كما يذكر روي ليكتنشتاين فنان أمريكي معاصر، من عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، مارس الرسم في سن مبكرة وعمل بعدها أستاذا في جامعة أوهايو. استمد روي مواضيعه من مفردات الثقافة الشعبية التي كان يشاهدها في الأفلام السينمائية ومسلسلات التلفزيون، والإعلانات التجارية، وقراءته للصحف والمجلات من قصص ورسومات كاريكاتيرية، ثم حول هذه المواقف إلى أفكار وانفعالات وأخذ يعبر عنها في رسومات جميلة. وقد صنف روي بأنه رائد الفن الشعبي. ركز روي في رسوماته على استخدام الألوان الأحمر والأزرق، وكان يستخدم في رسوماته أسلوب النقاط المكثفة بدل من استخدام ظلال الألوان، في مطلع الستينيات أطلق روي ست لوحات نقلته إلى العالمية ومن أشهرها لوحة "فتاة باكية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون