Author

لوازم الاحتفال

|
أكتب هذا المقال وأنا أسترجع الكثير مما شاهدناه في سنين مضت من أخطاء وتجاوزات لم تكن مبررة. إن اعتبار اليوم الوطني مناسبة للاحتفال، يتطلب أن يكون الاحتفال شكرا للأفضال، ويلزمنا أن نربط بين المحتفى به. لن تجد أحدا يحتفل بزواجه بقتل زوجته فذاك رجل معتوه مكانه السجن. على هذا القياس يجب أن نبني، فنحن عندما نحتفل بوحدة ورقي وأهمية الوطن وخير الله الذي منحه إياه، فإننا يجب أن نلبسه أجمل الثياب. يجب أن نغدق على الوطن ذكر الأفضال، وأن نشكر للرب أن جعلنا جزءا من هذه المملكة الغالية التي إليها تهفو القلوب وتشد الرحال. عندما يعتدي شباب على المحال، أو يضايق أشخاص المارة ويؤذونهم، أو يستخدم قوم عبارات لا تنسجم مع فضل الوطن وما قدمه لهم من العلم والصحة والأمن. إنما يرمزون لأخلاقياتهم وليس لفضل الوطن واستحقاقه والسعادة بالانتماء إليه. عندها نقول إن هؤلاء يشبهون من يقتل زوجته احتفالا بزواجه منها. أذكر في المجال ما تبذله الأمانات والبلديات من جهود لتوفير الأماكن الملائمة للاحتفال وتجهزها بكل احتياجات الأسر وتبدع في إضافة الأنشطة كل عام، فلماذا لا تكون تلك المرافق المكان الأنسب ليحتفل الجميع؟، بدل أن تتحول الشوارع إلى حالة من الفوضى وتتوقف حركة المرور فيتضرر منها المرضى وكبار السن ومن يحتاجون إلى الذهاب إلى عمل أو أمر طارئ. يبقى الاحتفال بالطريقة اللائقة تعبيرا عن حبنا للوطن ورموزه ومكوناته. هنا يجب أن نتذكر أن الكثير مما يحمله الأطفال والكبار من الشعارات والأعلام والصور قد يكون مصيره السقوط على الأرض أو الدهس من قبل من يسيرون في الشوارع، وهذا يستدعي أن نختار ما نحمله من شعارات. الأولى ألا نحمل ما يكون في سقوطه إثم على من اشتراه ومن حمله. أخص بالذكر تلك الشعارات التي تحمل لفظ الجلالة التي يمكن أن يصل بها الحال إلى السقوط على الأرض في أي مكان، ومنها دورات المياه -أجلكم الله. الأولى ألا نشتري تلك الشعارات من الأساس، حفاظا على قدسيتها واحترامها. أرجو أن نرى احتفالات مختلفة تعبر عن حب الوطن بطريقة حضارية لا تقتله، وكل عام والوطن بألف خير.
إنشرها