Author

لو كنت في «دغل» إفريقي

|
لو كنت تعيش في "دغل" من أدغال إفريقيا مسكنك بين "القرود" وأكلك من "خشاش" الأرض ومشربك من "الترع" وبك من مصائب الدنيا ما الله به عليم، وأجريت بحثا في محرك البحث "جوجل" عن حقوق المرأة السعودية لرحمتها وأشفقت عليها وحمدت الله على حالك "المزري"، فهي كما يقول "جوجل" في الدرك الأسفل من العيش، فالظلم يحفها وحقوقها مسلوبة، والجميع من أهل ومجتمع مسرف في "قمعها". هذا عندما تنظر لعناوين "البحث" في "جوجل"، ولكن عندما تبحر في تلك الحقوق "المسلوبة"، وتقرأ ما يدونه النشطاء في حقوق المرأة السعودية لا يمكن لك عزيزي القابع في "الدغل" الإفريقي إلا هز رأسك والقول: "ما هذا الهراء..؟"، وإن رغبت في الضحك حتى الاستلقاء على ظهرك فلا بأس، فسخف ما تقرأ يمنحك العذر. أغلب الحقوق المسلوبة للمرأة للسعودية هي عدم قيادتها للسيارة، وعدم السماح لها بممارسة النشاط الرياضي في ركل كرة القدم أو القفز فوق الحواجز أو الملاكمة والمصارعة.. والطامة الكبرى هو من يرى أن ولاية والدها وزوجها عليها هو تجاوز لحقوقها، وكأن صونها وحمايتها والخوف عليها واحتياجها للمعين فيه هدر لكرامتها. المشكلة أن حقوق المرأة السعودية التي يقال عنها مسلوبة وفي مقدمتها قيادة السيارة لا تشغل بال المرأة كثيرا، بل هي تشغل بال ذكور المجتمع وحدهم، وهم من جن أو سيجن جنونهم إن لم يسن قرار في السعودية بالسماح لها بقيادة المركبة. ناشط في حقوق المرأة لم يتجاوز الـ 11 من عمره وفي نقاش عائلي "ذكوري" عن حق المرأة السعودية "المسلوب" في قيادة السيارة وما بين مد وجزر في النقاش نطق قائلا: "كيف تشتري سيارة وهي ما توظفت؟".. خيم الصمت على المجلس قبل أن يسلب والده حقه في النقاش ويناوله "طراق" طالبا منه الغروب عن وجهه. بالفعل ربما هذا الطفل هو أفضل ناشط في حقوق المرأة، في حين الكثير يمضي جل وقته في مطالب أقل ما يقال عنها "سخيفة" وسطحية.. فعدم القيادة لا تعني أن الحق مسلوب، بل تعني مزيدا من الرفاهية التي تنعم بها المرأة في السعودية. تقول دراسة بريطانية يشكك البعض في صحتها ولكنها للأمانة فيها من المنطق الكثير: "المرأة السعودية أكثر النساء دلالا في العالم، فكل طلباتها تتم تلبيتها، وهناك دائما من يقوم بخدمتها، إضافة إلى أن لديها مصروفها المخصص الذي يوفر لها من قبل أولياء أمورها دون حاجتها للعمل، كما أنها محاطة بالاهتمام من قبل أفراد أسرتها، ويظل ذلك الاهتمام ملازمها حتى عندما تنتقل إلى بيت زوجها".
إنشرها