Author

خطورة الإرهاب تفرض مواجهته تحت أي ستار

|
ليست بالمرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تتصدى فيها هيئة كبار العلماء لخطورة الإرهاب والموقف الشرعي منه، ولكن هذه المرة هناك توضيح لأبعاد جرائم الإرهاب التي تعد جرائم نكراء وفيها ظلم وعدوان تأباه الشريعة الإسلامية والفطرة السليمة بصوره وأشكاله كافة، وأيا كان مرتكبه فهو مستحق للعقاب الزاجر والرادع عملا بنصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها ومقتضيات حفظ الأمن وتحريم الخروج على ولاة الأمر، الذي وجب له السمع والطاعة والالتزام بما يصدره من قرارات وتوجيهات، لأنها تصب في مصلحة الأمة والوطن وتحقق الغايات التي فيها صلاح البلاد والعباد، واستتباب الأمن، وحسن علاقات البلاد مع الدول المجاورة والصديقة والشريكة لنا في مواجهة خطر الإرهاب، الذي بات يهدد الجميع دون استثناء. كان هذا ملخصا موجزا جاء لبيان هيئة كبار العلماء الذي صدر الأربعاء الماضي في ختام الدورة الـ 80 للهيئة، التي عقدت في مدينة الرياض، حيث راعت الهيئة مجريات الأحداث في المنطقة وانعكاساتها الخطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، وتحرك عدد من الدول لمواجهة خطر الإرهاب قبل أن يستفحل، فهناك تعاون قائم يضاف إلى تعاون سابق وتصميم دولي على منع المنظمات الإرهابية من تحقيق أهدافها على حساب أمن واستقرار الشعوب والدول. وهذا البيان يضاف أيضا إلى ما سبق أن صدر عن هيئة كبار العلماء من قرارات وبيانات عن خطر الإرهاب والتحذير منه وتجريم وسائله وتمويله لأن الإرهاب جريمة تستهدف الإفساد؛ بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والممتلكات الخاصة والعامة وهي من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعاً. ولأن الإسلام جاء رحمة للعالمين وفيه صلاح البشر في العاجل والآجل وعمارة الأرض، فإن جميع أعمال العنف والقتل والتدمير تناقض الإسلام ولا تتفق معه، ولذا فإن تلك التنظيمات تصف نفسها بأنها إسلامية والإسلام منها براء، وتصف نفسها بأنها دول وهي عصابة منظمة تعمل وفق منهج المجرمين لا المصلحين. ولقد كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ مؤثرة في التنبيه إلى الخطر الداهم القادم، حيث تضمنت كلمته تحذيرا وإنذارا تجاه ما يواجه العالم أجمع من خطر الإرهاب، الذي اتخذ ذريعة لتشويه صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته، وأن للإرهاب أشكالا مختلفة، سواء ما كان منها من جماعات أو منظمات، أو دول وهي الأخطر بإمكاناتها ونياتها ومكائدها. لقد أكد بيان هيئة كبار العلماء أن على شباب الإسلام التبصر في الأمور وعدم الانسياق وراء الشعارات الفاسدة التي ترفع لتفريق الأمة، وهي شعارات ليست من الدين وإنما تلبيس وتضليل، وأهابت الهيئة بأهل العلم أن يقوموا بواجبهم وأن يكثفوا التوجيه والإرشاد ليتبين الحق، كما استنكر البيان ما يصدر من فتاوى أو آراء تسوِّغ هذا الإجرام أو تشجع عليه لكونه من أخطر الأمور وأشنعها، فلا يجوز تبرير جرائم الإرهاب تحت أي ذريعة. وأضاف البيان أن على ولي الأمر منع الذين يتجرأون على الدين والعلماء، ويزينون للناس التساهل في أمور الدين والجرأة عليه، ويربطون ما وقع بالتدين والمؤسسات الدينية. إن الأيام المقبلة وما تحمله من مواجهة بين الإرهاب المنظم والحكومات الواعية لخطره تفرض أن تتوحد الأمة خلف قيادتها، فالعالم يشهد اضطرابا وصراعات من نوع جديد قد تقف خلفه دول لها مصالح بعيدة المدى تبنيها على الفوضى وإيجاد قوى ناشئة تخدمها ــ وإن بدت للعيان أنها على عداوة معها ــ وما يهمنا بالدرجة الأولى استقرار أمن بلادنا وعدم اندفاع أبنائنا خلف رايات زائفة يستفيد منها الأعداء الذين بات الإرهاب أولهم وأكثرهم تأثيرا في أمن المنطقة والعالم.
إنشرها