FINANCIAL TIMES

رئيسة الأرجنتين تستخدم نداء المعركة .. وترجيح عدم نجاحها في الانتخابات

رئيسة الأرجنتين تستخدم نداء المعركة .. وترجيح عدم نجاحها في الانتخابات

أثارت صورة لمسلحين فلسطينيين يلوحون بلافتات تحمل صور كريستينا فيرنانديز، رئيسة الأرجنتين، مع صور لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، تداولتها وسائل الإعلام في الأسبوع الماضي، رد فعل غريب منها. كتبت فيرنانديز في صفحتها على الإنترنت: "الحقيقة هي أن الكواسر يواصلون الاندحار إلى مستويات أخلاقية أدنى. والآن أخذوا يلجأون إلى تزوير الصور". كانت فيرنانديز تشير بذلك إلى مجموعة من صناديق التحوط الأمريكية، التي أثارت خلافاتها المرة مع الأرجنتين الشهر الماضي، ثاني موجة من عجز البلاد عن سداد ديونها السيادية في الـ 13 سنة الماضية. وعلى الرغم من إصرار وسائل الإعلام على أن هذه الصورة حقيقية، مع نشرها لفيديوهات لمسيرات أخذت في غزة في الأسبوع الماضي، إلا أن ذلك اعتبر آخر الإحراجات التي تتعرض لها الحكومة التي وُجه لها اللوم في "صناديق الكواسر"، كما تقول أيضاً إنها (أي الحكومة) مسؤولة عن الأوضاع الاقتصادية الخطيرة في البلاد. قفزت معدلات تأييد فيرنانديز، في أعقاب عجز الحكومة عن سداد ديونها، أثناء وقوفها بشجاعة في وجه "الرافضين للاتفاق إلا حسب شروطهم"، من الدائنين الذين رفضوا إعادة هيكلة الديون التي قبلها 93 في المائة من حاملي السندات، عقب العجز السابق في سداد الديون السيادية الذي واجهته البلاد في عام 2001، وبعدها فازت بحكم من محكمة أمريكية، بالدفع لهم بصورة كاملة. مع تجمع الكثير من الأرجنتينيين حول الحكومة في صيحة القتال الوطنية المؤيدة لها، وهي "أرض الوطن أو الكواسر"، إلا أن البعض يعتقد أن الخيار الحقيقي بالنسبة لفيرنانديز ربما يكون بين "الكواسر أو الهيلوكوبتر"، في إشارة للطريقة التي هرب بها فيرناندو ديلا روا من السلطة في الهيلوكوبتر عام 2001، لتجنب الجماهير الغاضبة المتجمعة خارج القصر الرئاسي. البعض يقول إن الطريقة الوحيدة لحل ويلات الأرجنتين الاقتصادية هي التوصل إلى اتفاق مع الرافضين للاتفاق، وهم الذين يحول نصرهم القانوني دون قدرة بوينس آيريس على الاقتراض من أسواق الأموال العالمية. وإذا لم يحدث ذلك، فمن المحتمل أن تحدث أزمة اقتصادية مع اقتراب احتياطيات البنك المركزي من مستويات منخفضة وخطيرة، قبل نهاية فترتها الرئاسية التي ستكون في كانون الأول (ديسمبر) من العام المقبل. يقول ماريو بليجر، وهو رئيس سابق لبنك الأرجنتين المركزي، إنه ربما يوجد حل آخر لذلك، إذا كانت الحكومة قادرة على ضمان تبادل الأموال الأساسية مع فوائدها مع الصين، بحيث يمكنها عبر ذلك من دفع ما تبقى عليها من أموال لسداد عجزها التجاري مع هذا العملاق الآسيوي، الذي يعتبر ثاني أكبر شريك اقتصادي لها في العالم، بعد البرازيل، في أمريكا الجنوبية. ويضيف بليجر إن ذلك ربما يُزيل ما يكفي من الضغط عن الودائع بالعملة الأجنبية في البنك المركزي للبلاد، مضيفاً أن رحلة وزير الاقتصاد، أكسيل كيسيلوف إلى الصين في الأسبوع الماضي، كانت تهدف إلى التفاوض لتنفيذ عملية تبادل الأموال الأصلية بفوائدها. وحسب تقارير صحفية، فإن دوافع مماثلة تفسر زيارة سابقة لكيسيلوف إلى البرازيل. بليجر يرى أنه: "إذا لم تنجح عملية التبادل المالي مع الصين، فلن يكون هناك خيار سوى التفاوض مع الرافضين. وبليجر يفترض أنه من غير المحتمل أن تنتعش صادرات البلاد بشكل ملموس من فول الصويا، وهو أهم صادرات الأرجنتين، بعد أن هوت أسعاره إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات. وإلى أن يحين العام المقبل، لا يتوقع إلا قليل نجاح المفاوضات مع رافضي الاتفاق، ومن المتوقع أن تحافظ الحكومة على موقف المجابهة الذي تتخذه، مع سنها لقانون يمكنها من تنظيم الأسعار في القطاع الخاص وهوامش الأرباح ومستويات الإنتاج، وهو قانون من المتوقع أن يوافق عليه الكونجرس الأرجنتيني، على الرغم من الموقف الرافض لهذه الإجراءات التي يتخذها رجال الأعمال والمعارضون السياسيون. يقول نيقولا ديوجوفني، الخبير الاقتصادي في بوينس آيريس: "أي تحول في سياساتهم الحالية سيكون ناتجاً فقط عن خوفهم"، وهو يجادل بأن الحكومة خائفة من انخفاض احتياطي العملات أكثر من خوفها من المشكلة الكبيرة الأخرى، وهي تعميق الكساد المتعمق أصلاً، الذي يؤدي إلى زيادة حالات صرف الموظفين من العمل وإغلاق الشركات، وهو الذي تسبب في إضرابات في أنحاء البلاد في الشهر الماضي. إن الاحتياطيات من العملة ستصل إلى مستويات منخفضة، بحيث لن يكون في الإمكان الحفاظ عليها قبل انتهاء فترة فرنانديز الحالية، ويجادل ديوجوفني بأن: "الطريقة الوحيدة للخروج من هذه المشكلة هي إصدار السندات"، الأمر الذي يستلزم الوصول إلى عقد اتفاق مع الممانعين. ومع ذلك، وحسب أقوال خوان كروز دياز الخبير في مؤسسة الاستشارات السياسية، "سيفيداس" في بوينس آيريس، فإنه ما دامت الحكومة مستمرة في كفاحها في إدارة الاقتصاد، فستبقى فيرنانديز مسيطرة بقوة على الأجندة السياسية للبلاد. ويضيف: "إنها تمسك بزمام الأمور إلى حد كبير، رغم أن قوتها تعتمد على ما إذا سيبقى الاقتصاد متماسكاً أم لا". بغض النظر عن النتائج، يعتقد دياز أن من غير المحتمل أن تخرج فيرنانديز من السلطة قبل نهاية فترتها الرئاسية، مثل الكثيرين من الرؤساء الأرجنتينيين الذين سبقوها، وكان آخر ذلك عندما عجزت الحكومة عن سداد ديونها في عام 2001. ويضيف: "إن إنهاء فترتها الرئاسية مبكراً لا يلائم أحداً، وإلا ستحدث أزمة دستورية"، وهو يتوقع أن تستمر الشخصيات الرئيسة المسيطرة على الحركة السياسية البيرونية (نسبة إلى اسم الرئيس الأرجنتيني السابق خوان بيرون) في الأرجنتين، في دعم الرئيسة حتى تنتهي فترتها الرئاسية. ويشير لويس سيكو، وهو خبير اقتصادي أرجنتيني آخر إلى: أنه "لا يمكن أن تحدث أبداً أزمات اقتصادية أو سياسية في الأرجنتين، وهي واقعة تحت حكم حكومات قوية. وفي كل الأزمات المعاصرة التي حدثت منذ سبعينيات القرن الماضي ، كان الرئيس الضعيف دائماً أحد المكونات الأساسية للأزمة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES