Author

حكاية عادية جدا

|
ندرج في هذه الحياة، يوما بعد يوم. تأخذ دروبنا تعرجات وطرقا تتخايل فيها الطفولة بكل ما فيها ثم تأتي صبوة الشباب. قصص صغيرة، يسكن بعضها الفرح، وبعضها التعب. تتجه بوصلة الحياة بعد إكمال الدراسات العليا للزواج. إنه السؤال الذي يتكرر من الأقارب والأصدقاء: تزوجت؟! تدخل دائرة الزواج، فتتداعى الأسئلة متى ستصبح أباً؟! تبتهج وأنت تحتفي بطفلتك الأولى، تتابعها وهي تكبر، أول ابتسامة، أول كلمة، أول محاولة للجلوس، أول خطوة.. إلى آخره. محطات العمر تتوالى بين أسئلة الناس التي نراعيها كثيرا، والأحلام التي تتشكل وفقا لإرادة الله وتوفيقه. الأيام تترى، بسرعة غير محسوسة، فصول تتلوها فصول.. تكتشف أن ابتهاجك بأطفالك يكبر هو الآخر، كما أن الصغار يكبرون، وأنت تعبر مهرولا صوب الكهولة، وأقول دوما: لا داعي للنظر إلى الخلف، فقد استوى الأمس ونضج وتم الحصاد، ولم يعد بالإمكان أفضل مما كان. أمس الأحد صباحا، حملت صغيرتي إلى الجامعة، لا أظننا كآباء وأمهات نعترف بأن أبناءنا يكبرون، إذ تظل صورتهم في أذهاننا تقترن بالحنو والرعاية والعناية. في الطريق، كانت كل هذه الصور تتداعى، وكان قلبي مليئا بالرضا والقناعة والآمال بالتوفيق. أظن أن هذا شعور كل أب وأم، استيقظوا باكرا، آمالهم تتعلق بأبنائهم وبناتهم. ودعواتهم إلى الله أن يكلأهم بالتوفيق. دورة حياة، وقصة عادية يرويها كل أب وأم بمنتهى الرضا.
إنشرها