أخبار اقتصادية

الهند أكبر منتج عالمي للحليب خلال 10 سنوات

الهند أكبر منتج عالمي للحليب خلال 10 سنوات

كشف تقرير مشترك للمنظمة الأوروبية للتعاون والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية أن الهند ستصبح أكبر منتج للحليب في العالم خلال السنوات العشر المقبلة، أو أكبر حتى من مجمل إنتاج الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويعتبر التكتل الأوروبي الذي يضم 28 دولة أكبر منتج للألبان ومشتقاتها في العالم بعد أن حقق العام الماضي إنتاجاً بلغ نحو 155 مليون طن، وتأتي بعده الهند بإنتاج بلغ 135 مليون طن، ثم الولايات المتحدة (90 مليون طن)، والصين (40 مليون طن)، وباكستان في المرتبة الخامسة (38 مليون طن). غير أن المنظمتين الاقتصاديتين الدوليتين أكدتا في تقريرهما أن المعادلة ستنقلب ابتداءً من عام 2024 وذلك بتبادل الاتحاد الأوروبي والهند موقعيهما، إذ ستصبح الهند أكبر منتج في العالم للألبان ومشتقاتها بحجم يصل إلى 205 ملايين طن، مقابل 162 مليون طن للاتحاد الأوروبي. وتوقع التقرير أن يرتفع حجم إنتاج الولايات المتحدة إلى 102 مليون طن، والصين إلى 50 مليون طن، وباكستان إلى 49 مليون طن. وبخلاف الاتحاد الأوروبي والهند، سيبقى ترتيب الدول المنتجة للألبان ومشتقاته في عام 2024 كما هو في الوقت الراهن، حيث تأتي من المركز السادس إلى 16 على التوالي، كل من روسيا، والبرازيل، ونيوزيلندا، وتركيا، والأرجنتين، وأوكرانيا، وأستراليا، والمكسيك، وكندا، واليابان، وكولومبيا، وستحقق تلك الدول زيادات في الإنتاج. وبينما يتم استهلاك كامل الإنتاج الهندي تقريباً، ونسبة عالية جداً منه من حليب الجاموس طازجاً، وكميات صغيرة جداً منه فقط تتم معالجتها لاستخراج مشتقات أخرى، لاحظ التقرير أن حصة الهند كمصدِّر للحليب المقشود قد تعاظمت بوتيرة مضطردة ابتداءً من عام 2008. ومن المتوقع أن يزداد إنتاج الحليب في العالم في حدود 180 مليون طن من الآن حتى عام 2024، وعندما تتم المقارنة بالسنوات الأساس(2011 - 2013)، فالغالبية العظمى من الزيادة، أو 78 في المائة منها، تأتي من دولٍ نامية. وقدرت الدراسة متوسط النمو في حدود 1.9 في المائة، وهو أدنى من معدل الـ 2.2 في المائة الذي تحقق في العقد الماضي، ويعكس التباطؤ في النمو تزايداً في نقص المياه والأراضي المناسبة في الدول النامية علاوة على تباطؤها في تبني الوسائل الحديثة لإنتاج الحليب. ففي آسيا على سبيل المثال، سيسهم نمو ريع الحليب في زيادة الإنتاج أكثر فأكثر خلال العقد المقبل، في حين أن القيود البيئية ستكون عائقاً للإنتاج في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. وتقول الدراسة إن ركود النمو في إنتاج أوروبا من الحليب أمر منتظر خلال العقد المقبل بنسبة 0.5 في المائة سنوياً نتيجة لتباطؤ نمو الطلب الداخلي، وللتكلفة العالية للإنتاج نسبياً، وسيقيد العامل الأخير قدرة أوروبا في المساهمة في تحقيق نمو أسرع لأسواق التصدير. وسجل معالجة الحليب لإنتاج المشتقات الرئيسة الأربعة (الزبد، والجبن، والحليب المقشود، والحليب المجفف كلياً) زيادة على مستوى العالم بوتيرة مماثلة للزيادة التي سجلها إنتاج الحليب. وخلال الفترة التي تغطيها الدراسة، يتوقع أن يزداد إنتاج الزبدة بنسبة 2.1 في المائة سنوياً، والحليب المقشود 1.9 في المائة سنوياً، فيما يزداد الحليب المجفف كلياً 2.2 في المائة سنوياً بوتيرة أسرع قليلاً من إنتاج العالم من الحليب (1.9 في المائة سنوياً)، بينما سينمو إنتاج الجبن بصورة أبطأ بنسبة 1.6 في المائة سنوياً. وتُظهر معدلات النمو أيضاً أنه في حالة الزبدة والحليب المجفف كلياً، فالغالبية العظمى من الإنتاج ستحدث في الدول النامية يصاحبه نمو أسرع في إنتاج الحليب، بينما في حالة الأجبان، والحليب المقشود، فغالبية الإنتاج ستكون في الدول المتقدمة. وتوقعت الدراسة أن يحصل توسع عام في تجارة الحليب ومشتقاته خلال العقد المقبل، مع نمو قوي متوقع في مصل اللبن، والأجبان، والحليب المقشود، بنسبة تتجاوز 2 في المائة سنوياً، ومصل اللبن يسمى أيضاً "شرش" اللبن وهو السائل المتبقي أو المفصول من اللبن الرائب، فيما يتوقع نمو أدنى للحليب المجفف كلياً (1.7 في المائة سنوياً) خاصة الزبدة (0.7 في المائة سنوياً)، والجزء الأكبر من النمو ستتم تغطيته بصادرات موسعة من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ونيوزيلندا، وأستراليا، والأرجنتين. وسيبقى الاتحاد الأوروبي المصدر الرئيس للأجبان، لكن معدل نموه سيكون أبطأ من نمو صادرات نيوزيلندا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وفي الوقت الحاضر، تعتبر الولايات المتحدة أكبر مصدر للحليب المقشود، لكن التقرير يتوقع أن تزيد الهند صادراتها من هذا المنتج بشكل جوهري خلال العقد المقبل. والوجهة الرئيسة لمنتجات الألبان هي الدول النامية، خاصة في آسيا وإفريقيا، أما الأجبان، فستبقى الدول المتقدمة متسيدة على الواردات، لكن الدول النامية تقوم حالياً بسد الفجوة، حسب التقرير. كما يتوقع أن تتباطأ واردات الصين من الحليب المجفف كلياً، والتي حلقت عالياً خلال السنوات الأخيرة، وسيزداد الطلب على اللحوم ومشتقات الألبان بشكل جوهري خلال العقد المقبل، حيث إن ارتفاع مستويات الدخل، وتزايد التحضر في المناطق النامية ستسمح للمستهلكين برفع مستوى البروتين الذي يتناولونه في وجباتهم الغذائية على حساب النشويات. وستشكل منتجات الألبان الطازجة الجزء الأكبر من الاستهلاك في المناطق النامية، في حين يتوقع أن تزيد الهند استهلاكها إلى 170 كيلوجراما للفرد الواحد في حدود عام 2023. ويتوقع أن يزداد استهلاك الفرد الواحد من منتجات الألبان في الدول النامية ما بين 1.2 و1.9 في المائة سنوياً، وعلى النقيض من ذلك، فمن المتوقع أن ينمو استهلاك الفرد في العالم المتقدم بنسبة بين 0.2 و0.9 في المائة فقط. وعلى الرغم من ذلك، فإن إجمالي استهلاك منتجات الألبان المكافئ للحليب سيبقى أعلى بكثير في الدول المتقدمة مما في البلدان النامية، وينبع هذا الاختلاف من حقيقة أن استهلاك الفرد الواحد من الجبن في البلدان المتقدمة أكثر بمقدار عشر مرات مما عليه في البلدان النامية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية