Author

مشروعان متوازيان

|
مررت في فترة الصيف بأكثر من حالة من حالات التنمية في منطقة عسير. منطقة حالمة تقع فوق هام السحب. يسكنها مواطنون فيهم من الإخلاص والولاء ما يفخر به أي وطن. تمر المنطقة بحال من الطفرة في المشاريع التي يراها كل السكان، ويختبرونها كل يوم يخرجون فيه من بيوتهم. لكن وتيرة الأعمال فيها من البطء ما يدفع للسؤال عن أسباب التأخير الذي تمر به المشاريع المهمة مثل مشروع جامعة الملك خالد، التي وضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين قبل 15 سنة. هذه الجامعة "الأمل" تقع في منطقة تحتاج إلى كل شيء. يبدو أن مسؤولي القطاعات الأخرى توقعوا هذا التأخير، بل يتوقعون أن يستمر لسنوات، لذلك تجد الموقع كما هو قبل 15 عاما، إلا من طريق ما زال يكافح للوصول إلى الجامعة، ومحاولة من مكاتب الخدمات البلدية لازدواج شارع آخر. يشاهد الجميع ارتفاع المباني في مقر الجامعة الجديد، لكن ذلك هو الشيء الوحيد الذي يذكرنا بأنه "ستكون" هنا جامعة. مبنى المجمع الطبي من أبرز المباني التي يشاهدها الرائح والغادي. أزعم أن هذا المبنى يجب أن ينتهي بأسرع وقت. كلية الطب وما يتبعها من إنشاءات وخدمات، ضرورة قصوى اليوم. يرزح مستشفى عسير تحت ضغط أعداد كبيرة من طالبي العلاج. يلاحظ هذا كل من يزور مريضاً أو يعبر أمام منطقة الطوارئ أو منطقة العيادات أو مواقف وحدائق المستشفى التي يزحمها الزوار كل يوم. يتعامل المستشفى مع الناس بمحاولات لتقليل زمن التنويم، والتحويل إلى مستشفيات خارج المنطقة، والكثير من المسكنات التي لا تحل المشكلات حقيقة. قد يرى البعض أن هذا من الضرورات التي تبيح المحظورات. لكن حال صحة عسير ليست على ما يرام. أدركت وزارة الصحة تلك المشكلة وحصلت على مشروع مدينة طبية تخدم المنطقة. وتيرة الأعمال في تلك المدينة تبدو منخفضة، يشهد على ذلك بطء الحركة، وهنا أجد نفسي أتساءل عن الحكمة من العمل في مشروعين متوازيين بالوتيرة نفسها البطيئة. وليت شعري لو أن عند المنطقة من الصلاحيات ما يسمح بتركيز العمل على مشروع واحد، لينهي المعاناة القائمة، ثم الالتفات إلى المشروع الثاني ليدعم الإنجاز المحقق.. لكن كيف؟
إنشرها