أخبار اقتصادية

تدهور مناخ الأعمال في منطقة اليورو

تدهور مناخ الأعمال في منطقة اليورو

أظهر تراجع مؤشر مناخ الأعمال لأدنى معدل له منذ شهرين أن منظمة اليورو عانت لكسب زخم وإيجاد وظائف خلال شهر آب (أغسطس) الجاري. ونقلت "الألمانية"، عن بيانات لمجموعة ماركيت البحثية في لندن أن مؤشر مديري المشتريات بالنسبة لقطاعي الصناعة والخدمات تراجع لنسبة أقل من التوقعات بلغت 52.8 نقطة هذا الشهر مقارنة بـ 53.8 في تموز (يوليو) الماضي. وقال شيارا كورسا، الاقتصادي في مجموعة يونيكريدت "إن تلك البيانات تؤكد أن الزخم الحالي للاقتصاد يتراجع"، وكان المحللون توقعوا أن يسجل المؤشر 53.4 نقطة في آب (أغسطس) الجاري، ومع ذلك فإن المؤشر ظل أعلى من 50 نقطة، ما يعنى تحقق توسع اقتصادي لمدة 14 شهرا على التوالي. تأتي هذه البيانات في ظل مخاوف الاقتصاديين من تأثير حرب التجارة بين الغرب وروسيا على كتلة اليورو، حيث أدى الغموض الناجم عن الأزمة الأوكرانية والتوترات الدولية الأخرى لتراجع الصادرات وانكماش الاستثمار. وارتفعت وتيرة القلق داخل الكتلة الأوروبية نتيجة الخسائر التي تكبدها القطاع الزراعي بسبب حظر روسيا استيراد الأغذية في السادس من الشهر الجاري ردا على العقوبات الأوروبية على قطاعات المال والطاقة. وتعاني ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا من نتائج العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا كما تشعر بقلق بالغ إزاء الحرب التجارية المتنامية بين الجانبين. وتبلغ قيمة الصادرات الأوروبية من الأغذية والمشروبات إلى روسيا 11.3 مليار يورو وفقا لبيانات عام 2013 فيما لا تتعدى قائمة المواد المحظورة من روسيا نحو 5.3 مليار يورو. ومن المرجح أن تضيف بيانات مجموعة ماركيت البحثية ضغوطاً أخرى على البنك المركزي الأوروبي من أجل أن يواصل جولته الأخيرة من الخطوات النقدية باتخاذ إجراء جديد لتعزيز النمو في منطقة اليورو ومواجهه خطر الانكماش. وأشارت ماركيت لدى إصدارها بيانات المؤشر إلى أن الانتعاش الهش لاقتصاد منطقة اليورو المؤلفة من 18 دولة ما زال ضعيفا للغاية بحيث لا يمكن أن يسفر عن أي تراجع ذي معنى لمعدل البطالة المرتفع في المنطقة. وتوقع الاقتصادي روب دوبسون نمو اقتصاد منطقة اليورو بنسبة تراوح بين 0.3 إلى 0.4 في المائة خلال ثلاثة أشهر حتى أيلول (سبتمبر) المقبل، مقارنة بالربع الثاني عندما لم يسجل الاقتصاد نسبة نمو. وأظهرت البيانات أن النشاط في اقتصاد فرنسا المتعثر بدأ في اللحاق بألمانيا، المحرك الاقتصادي لمنطقة اليورو، كما ذكرت ماركيت أن الدول التي كانت مركز أزمة الديون سجلت تقدما بعدما بدأ النشاط الاقتصادي خارج ألمانيا وفرنسا في الانتعاش. وكانت بيانات أظهرت توقف نمو اقتصاد منطقة اليورو بشكل غير متوقع في الربع الثاني من العام متأثرا بتراجع النمو في ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي والجمود في فرنسا وهو ما يدق أجراس الإنذار بشأن سلامة اقتصاد المنطقة. ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي "يوروستات" في لوكسمبورج فإن اقتصاد منطقة اليورو لم يحقق نموا في ثلاثة أشهر حتى حزيران (يونيو) مقارنة مع الربع الأول الذي سجل فيه نموا قدره 0.2 في المائة، وكان محللون توقعوا أن يحقق اقتصاد منطقة اليورو البالغ حجمه 9.6 تريليون يورو نموا فصليا قدره 0.1 في المائة. ويشكل الأداء الأسوأ من المتوقع لأحد أكبر الاقتصادات في العالم علامة تحذير قبل الربع القادم، حيث سيواجه الاتحاد الأوروبي التأثيرات الشديدة للعقوبات التي فرضت على روسيا في الشهر الماضي بسبب دورها في أزمة أوكرانيا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية