Author

على قارعة الطريق

|
بدأت موضة البيع على جانب أحد الطرق المهمة التي تؤدي إلى قلب مدينة أبها قبل سنوات، تحديداً في شهر رمضان. كان الباعة يحضرون معهم المواد الغذائية مع دخول وقت صلاة العصر، ويستمرون في البيع إلى ما قبل المغرب. تنتهي هذه التظاهرة في تلك اللحظة، ويذهب كل إلى منزله. شجع الناس تلك "البسطات" لتصبح علامة مميزة للسياحة في أبها. في كل تقاطع تجدها، أمام كل متنزه تقف في وجهك، حتى الحدائق لم تسلم من تلك الأشكال التي لا تمت للجمال بصلة. ما زال المشتري يتجه لهذه التجمعات ويحصل منها على مراده. يمكن أن نتغاضى عن تلك المناظر، لو كان هناك بعض التنسيق الجمالي الذي يحمي شكل المدينة وبيئتها. ذلك أمر لم يفكر فيه من يتبادلون الأدوار في تشغيل تلك البسطات، لكن الأمر الأكثر خطورة هو ما يسببه بعضها من أزمات مرورية شبه يومية، وخطرها هنا يصبح أشد. أصبحت البسطات التي تنتشر على مدخل المدينة يومية بعدما كانت موسمية، وتجاوزت كل قوانين المرور والبلديات لتصل إلى موقع قريب جداً من مسار السيارات القادمة. يسهم في خطورة تلك المسافة قرار كثير من المتسوقين أن يوقفوا سياراتهم في عرض الشارع، ليتحول الطريق من أربعة مسارات إلى مسار أو مسارين، اعتماداً على كثافة الحركة الشرائية. الغريب أن البلدية لم تحرك ساكناً لإبعاد هذا الخطر الذي يدهم كل من يقود سيارته في تلك المنطقة، خصوصاً أنها مجاورة لمدخل طوارئ مستشفى عسير المركزي. الأسوأ من ذلك أن مقر مرور أبها لا يبعد أكثر من كيلو متر واحد عن هذا الموقع، ومع ذلك يستمر التجمهر والتضييق على السيارات، ومعه الخطر على كل من يوجد في الموقع. أذكر أن من المتلازمات عندنا: الحادث والمطب والإغلاق. فعندما يقع حادث في أي مكان من المدينة تجد في اليوم التالي مطباً. أما إذا كان الموقع للدوران، فإن المدخل يغلق وتنتهي المسألة. هذه الحالة من اللامبالاة والإفراط في إهمال الحلول الاستباقية للمشكلات التي يواجهها الناس يجب أن تنتهي، يمكن أن نطالب بإدارات أو أقسام مسؤوليتها التنبؤ بالمخاطر، والتعامل معها قبل أن تقع.
إنشرها