Author

المواطنة المنقوصة

|
أشعر بحزن شديد، حينما أجد أن العالم العربي يزداد تشرذما وتقسيما، ومع ذلك فإن أصوات الإقصاء والتهميش تعلو، ويتحول صوت العقل إلى مغامرة، تكتنفها مخاطر السباحة ضد التيار. وعليك أن تكتوي بالنيران الصديقة من هنا وهناك، إذا ما وقفت بالمرصاد لمن يردد أفكارا، من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم الأوطان، وتحويل الناس إلى فئات: درجة أولى ودرجة عاشرة. إن أحدا منا لم يختر اسمه، ولا أباه، ولا أمه، ولا طائفته، ولا منطقته، ولا لغته، ولا لونه، ولا صوته، ولا بصمته. خيارات الإنسان في هذه الأمور ترتهن بالواقع. بعض هذه الأمور جينية يستحيل تغييرها. وبعضها اجتماعية يصعب الخلاص منها. وبالتالي لا مجال للافتخار بها، ولا للتبرؤ منها، أو الاستعلاء عليها. والحل في التعايش والانسجام معها. إن الشراكة في العالم العربي، بين أبناء الوطن الواحد بمختلف عقائدهم وطوائفهم، هي الشرط الأول الذي يحقق المواطنة الكاملة. وأي تطرف يهدد هذا الشرط، ينبغي الوقوف ضده بمنتهى الحزم. إن التهاون في هذه الأمور يفضي إلى نماذج مقيتة رأيناها في العراق وليبيا وسواهما. ولا نريد أن نراها تتسلل إلى مجتمعات أخرى.
إنشرها