FINANCIAL TIMES

الأجهزة اللوحية تحتاج إلى عودة ستيف جوبز لإبرازها من جديد

الأجهزة اللوحية تحتاج إلى عودة ستيف جوبز لإبرازها من جديد

الأجهزة اللوحية تحتاج إلى عودة ستيف جوبز لإبرازها من جديد

يتطلب الأمر وجود ستيف جوبز، ساحر التكنولوجيا الشخصية الذي لا مثيل له، لإبراز سوق الأجهزة اللوحية إلى حيز الوجود، على أنه بعد نحو ثلاثة أعوام من وفاته، تشهد أجهزة الحاسوب اللوحية ذات الشاشات، الأكبر صعوبات متنامية. اعتماداً على موقعك في حروب الحوسبة الشخصية، إما أن الأجهزة اللوحية تصل إلى حدود فائدتها باعتبارها بدائل عن أجهزة الكمبيوتر الشخصي، أو أنها تتحوّل إلى أجهزة طالما كان من المقدر لها أن تكون على هذا النحو: وهو شكل جديد موجود في كل مكان في مجال الحوسبة، سيكون له تأثير في العالم أكبر مما حققته أجهزة الكمبيوتر الشخصي، في أي وقت مضى. بالنسبة للمتشككين في الأجهزة اللوحية - لا سيما في صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصي، التي كانت قد تضررت من المبيعات المنخفضة لمدة عامين - فإن عالم "ما بعد جهاز الكمبيوتر الشخصي" ربما لم يصل رغم كل شيء. مايكل دل، أحد الرواد في عصر أجهزة الكمبيوتر الشخصي، لخص الموضوع في تغريدة على موقع تويتر في وقت سابق من هذا الشهر "من أين تأتي الإنتاجية؟ أجهزة الكمبيوتر الشخصي تنمو، والأجهزة اللوحية تتباطأ. ما الذي يجري"؟ آخر نقطة بيانات قوية كانت الأخبار التي تشير إلى أن مبيعات أجهزة الآيباد من شركة أبل، باتت على مسار الانخفاض. لقد تم بيع نحو 13.3 مليون جهاز في الأشهر الثلاثة الأخيرة – وهو رقم ليس سيئاً بالنسبة لجهاز لم يكُن موجوداً قبل أربعة أعوام، الذي يحقق الآن مبيعات تزيد على 30 مليار دولار سنوياً. بيد أن الرقم أدنى من المستوى الذي كان عليه قبل عامين، بأكثر من الخُمس. الأكثر من ذلك، هو أن متوسط السعر يقف عند 444 دولاراً، مقارنة بأكثر من 650 دولاراً بعد إطلاقه عام 2010. في المقابل، بالكاد تحرك سعر أجهزة الآيفون. هذا يعود جزئياً إلى أن نظام تشغيل أندرويد الخاص بشركة جوجل قد تفوّق على أجهزة الآيباد، تماماً بقدر ما فعل الآيفون. بفضل الأجهزة العاملة بنظام الأندرويد، ارتفعت مبيعات الأجهزة اللوحية ككل بنسبة 11 في المائة في الربع الماضي، وذلك وفقاً لشركة آي دي سي للأبحاث التكنولوجية. مع ذلك، لا يزال ذلك يشكل انخفاضاً حاداً عن مبيعات العام الماضي البالغة 57 في المائة، الأمر الذي أثار سؤالاً حول السرعة التي ستتفوق بها مبيعات الأجهزة اللوحية، التي وصلت إلى 220 مليون جهاز في العام الماضي، على أجهزة الكمبيوتر الشخصي، لتصبح 316 مليون وحدة. #2# لقد أصبحت بعض حدود مبيعات الأجهزة اللوحية ظاهرة، منذ أن سعى جوبز لأول مرة نحو إقامة سوق جديدة بالكامل، بين سوق الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. أحد هذه الحدود هو النجاح المذهل لأجهزة الهواتف الذكيه نفسها. كما أن توسيع شاشات الهواتف الذكية قد لعب دوراً: ربما كان جوبز قد دافع عن تمييز واضح بين الآيفون والآيباد، لكن ورثته كانوا سعداء لطمس هذا الفرق - أولاً مع الآيباد بشاشة 7 بوصات، وفي وقت لاحق من هذا العام، مع الإطلاق المتوقع لشاشات آيفون أكبر تصل إلى 5.5 بوصة. هناك أنواع أخرى من الأجهزة ربما تتجاوز ذلك. لقد انطلقت مبيعات "كروم بوكس" من "جوجل" - التي تم تقديمها كبديل عن أجهزة الكمبيوتر المحمولة، مع أن عمر البطارية الأطول والبساطة قد جعلها في بعض النواحي منافسة للأجهزة اللوحية. كذلك فإن صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصي تحاول الانطلاق من جديد مع أجهزة هجينة، جاءت مع لوحات مفاتيح يمكن فصلها أو تحريكها للتحول إلى أجهزة لوحية. في نفس الوقت، فشلت الأجهزة اللوحية أيضاً في إحداث قفزة في عالم الأعمال. يقول كين دولاني، المحلل في مؤسسة جارتنر، "إنه على الرغم من أنه في بعض الأحيان يتم اعتبارها بدائل محتملة لأجهزة الكمبيوتر الشخصي، بالنسبة إلى المسؤولين التنفيذيين المتنقلين، إلا أن معظم المجموعات التي تراعي التكاليف لم تعتمدها حتى الآن". في إشارة لمدى إعادة التفكير الآن في نهجها التقليدي في الأعمال، أعادت شركة أبل أخيراً صياغة شراكتها مع شركة آي بي إم، في محاولة لجعل أجهزة الآيباد أكثر قابلية للعمل. سبب آخر لتباطؤ مبيعات الآيباد هو أنه، على عكس أجهزة الكمبيوتر المحمولة، لا يوجد سبب كبير لاستبدالها. قال دوهرتي "إن البطارية في جهاز الآيباد 2 مثل الإينرجايزر باني - إنها تدوم وتدوم وتدوم". رغم ذلك، ووفقاً لأنصار الأجهزة اللوحية، لا شيء من هذا يقلل من أهمية الحجة الأساسية لمصلحتها. يُشير ستيفن سنوفسكي، عضو مجلس الإدارة في شركة هورويتز لرأس المال الاستثماري، والرئيس السابق لقسم أعمال برامج الويندوز في "مايكروسوفت"، إلى أنه يوجد إغراء لرؤية الجديد الذي يمثل البديل المباشر للقديم، كما هو الحال مع كافة التكنولوجيا المحدِثة للاضطراب فعلاً. من الناحية العملية، التكنولوجيا الجديدة والأكثر ملاءمة - حتى لو كانت أقل شأناً في بعض النواحي - تعمل على تشجيع الاستخدام الجديد الذي يمتد ليطغى على القديم. لذلك فإن الأجهزة اللوحية قد تكون حالة في هذا المجال. عمر البطارية بطول اليوم، وواجهاتها سهلة الاستخدام، ولها نهج متجر التطبيقات في الحياة، كل ذلك جعلها طريقة سهلة ومريحة للبقاء على اتصال بكافة أنحاء المنزل. وحيث إن أسعار الأجهزة الرخيصة انخفضت الآن إلى أقل من 100 دولار، يبدو أنها ستتكاثر الآن. يقول دولاني "لقد وصلت إلى نقطة سعر لم يكن من الممكن تصوّرها قبل عامين. إنها تنخفض لتصل إلى نطاق الآلة الحاسبة، فلماذا لا تجعلها تتناثر في جميع أنحاء منزلك"؟ ربما لا يكون ذلك تماماً ما كان في ذهن ستيف جوبز، عندما قدّم أول جهاز آيباد مُكلف إلى العالم، لكنه مع ذلك، يُشير إلى ثورة في مجال الحوسبة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES