Author

ليلة العيد

|
- الأطفال هم الاستثناء الوحيد في العيد الذي يجب ألا نقحمه بأحزاننا وذكرياتنا الحزينة طوال العام، وصدماتنا النفسية من المعارف والأقرباء وغيرهم، و"التشره" على فلان وعلان، فالعلاقات المهزوزة مع العمات أو الخالات أو أهل الزوج أو أهل الزوجة يجب ألا يكون أطفالنا هم ورقة الضغط التي "نقهرهم فيها" حين نمنعهم من معايدتهم والذهاب إليهم في العيد .. مهما كانت خلافاتكم وشدتها وحجمها فأبقوها بعيدا عن أطفالكم بالعيد ولا تغرسوا البغضاء في قلوبهم في أيام العيد يجب أن يتعلموا فيها الصفاء والتسامح والمحبة! - أشعروا أطفالكم بأن العيد موسم فرح ومشاعر إيجابية، حاوروهم عن أفكار جميلة يقترحونها في العيد، عن زيارات ستقومون بها معهم للأهل والأقارب والجيران والمعارف، عن "طلعات" ترفيهية للملاهي والحدائق وغيرها، عن هدايا العيد ونوعيتها وعددها وكيفية تغليفها، حددوا لهم واجباتهم في تنظيف المنزل وترتيبه استعداداً للعيد السعيد، وعن حلويات العيد وكعك العيد وجمال العيد وبخور العيد. - قبل العيد لا تخبروا أطفالكم عن أزماتكم المادية التي تمرون بها، فالأطفال يحملون الحزن ثم يضخمونه بعقولهم الصغيرة مثل كرة ثلج متدحرجة من أعلى جبل تكبر وتكبر حتى تصطدم بقلوبهم الصغيرة، ولذلك سيشعرون بالتعاسة، بأبسط الأشياء ستصنعون لهم فرحا يدوم بالعيد، وبأقل التكاليف سترسمون حكاية سرور ينصتون لها بشغف، وتذكروا أن السعادة لا تحتاج إلى مال لنصنعها. - في ليلة العيد شاركوا أطفالكم سرورهم بالثوب الجديد والحذاء الجديد، وكيف سيكون جميلا حين يرتدونه، اضحكوا مع صغيراتكم وهن يحدثنكم عن "الروج" الذي سيضعنه غداً وعن "المناكير" التي ستزيّّّّّّن أظافرهن، ومع أولادكم وهم يتدربون على لبس "الشماغ" و"العقال"، وهو يميل مرة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال. - في ليلة العيد أدخلوا مشكلاتكم وخلافاتكم في كهف مظلم وسدوا بوابته بصخرة عتيدة لا تتزحزح، أجلوا كل محاسباتكم الزوجية، وآلامكم وهمومكم، وامنحوا أنفسكم وأطفالكم فرصة حقيقية لإظهار الفرح الحقيقي في العيد، وتذكروا أن أطفالكم هم سر السعادة بالعيد وجماله وبهجته، فاجعلوهم يعيشون أبعاد تفاصيله الرائعة، وأبعدوا كل تفاصيل تافهة قد تنغص عليكم وعليهم بهجته. علّموهم كيف يحتفلون ويسعدون بالعيد .. ألا يكفيكم أنه من شعائر الدين!!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها