Author

هدر الماء والكهرباء

|
يقولون إن الفرد السعودي يستهلك أكثر من ضعف استهلاك الفرد في الدول المتقدمة من الماء، والطاقة، ونقول: هذا غير صحيح، لأن الهدر في الماء، والطاقة يرفع استهلاك السعودي لأضعاف متوسط استهلاك الفرد في الدول المتقدمة. الترشيد للموارد المحدودة والناضبة قضية عالمية مقلقة يحدوها نضوب الموارد، فقد نصبح يوما بلا ماء صالح للشرب، أو بلا طاقة نصنع ونضخ بها الماء وندير حياتنا، ومحدودية موارد الماء والطاقة، حتى لو لم يكن هناك ندرة، فأنت لن تتوسع للأبد في استهلاك الكهرباء والماء، حيث هناك حد معقول لهذا الاستهلاك، يتوافق على الأقل مع استهلاك الفرد في دول شبيهة بنا؛ علما أننا أفقر بلاد العالم في المياه، ونستهلك بعض إنتاجنا من الطاقة في الكهرباء. لننس موضوع استهلاكنا، ولنتوجه للهدر، فالهدر يستهلك كمية لا تقل عما نستهلكه، في مجال الماء، والكهرباء، نهدر الكثير دون تدبير للفائض الذي يضيع في الأرض أو يتبخر، أما الكهرباء فنضيء ونبرد أماكن خالية بهدر لا مبرر له فبعض الشوارع المضاءة لا تمر بها سيارة أو سيارتين طوال الليل، وبالإمكان وضع حساسات تضيء الشارع عند مرور سيارات أو عند الحاجة وتطفئ الضوء عندما يكون الشارع خاليا، وكذلك القاعات المبردة يوقف تكييفها إذا كانت خالية، ويعمل التبريد عندما يوجد فيها من يعملون. أساليب الترشيد في الاستهلاك متاحة بعدة سبل، لكن المشكلة هي اقناع الناس بالترشيد للطاقة، والماء ليس مسألة قدرتك على دفع فاتورة الماء، والكهرباء، بل شعورك بخسارة الاقتصاد الكلي للمملكة بهدرك غير المنطقي، والخوف من أن يأتي اليوم الذي لا تجد الماء، وإن وجدته لن تقدر على دفع ثمنه، فقلق العالم كله هو محدودية المياه الصالحة للشرب، وليس مياه الأنهار والبحار. علينا أن نقلق، ونشجع التفكير بإيجاد موارد لمياه الشرب المحلاة، والمصنعة، وموارد للكهرباء من أي مصدر جديد، ومن أي ابتكار يمكن أن ينتج الماء، والكهرباء بتكاليف أقل، فالنوم بالعسل على ميكانيكا القرن الماضي، التي ثبت أنها مسرفة في استهلاك الطاقة لا يمكن الركون إليه في المستقبل. العالم كله يتجه للطاقة المتجددة، الطاقة النظيفة، وهي إلى الآن غير اقتصادية لكن العالم لا بد أن يجد الحل. وإلى أن يأتي الحل علينا الترشيد، وإيقاف الهدر، فنحن نهدر من الطاقة أكثر مما نستهلك، والمسألة بسيطة، فقط إغلاق صنبور الماء عند عدم الحاجة له، وإطفاء المصابيح والأجهزة التي تضيء، وتبرد الفراغ.
إنشرها