Author

المديفر والسلم الاجتماعي «2 من 2»

|
عنوان المقالة السابقة "المديفر والسلم الاجتماعي" وليس كما تم تعديلها باجتهاد مبارك من الزملاء في الجريدة على أساس "الإعلام والسلم الاجتماعي" ومع أن الاجتهاد جيد في قراءة رسالة المقال إلا أنه صرف هدف الطرح عن الرسالة الأساسية وهي إيضاح الدور الإعلامي المتميز للإعلامي المتمكن عبد الله المديفر في برنامجه الوطني الصادق "في الصميم" الرمضاني لأن ما يقوم به من حوار مع مختلف الأطياف الفكرية السعودية بشكل خاص هو عمل إعلامي وطني وظف فيه الأخ المديفر كل الأدوات الإعلامية الراقية من أجل إعطاء المساحة الكاملة للضيف لينثر بضاعته الفكرية، واستطاع عبد الله أن يقف من الجميع على مسافة واحدة ولم يحاول أن يفرض توجهاته أو توجهات مسؤولي القناة على الضيف أو أن يحاول أن يخلق له هالة أو بطولات إعلامية عنترية على حساب فكر وطرح ورؤية ضيف الحلقة، وإنما ترك له كامل المساحة الوقتية ليقول ما يريد قوله دون أن يقوله أو أن يفرض عليه توجهاته وكان دوره كإعلامي ناضج هو إعادة الضيف إلى طرحه الذي يطرحه من خلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تغريدات تويتر ويجعل كل ضيف ومستمع لضيف يعي أن ما يكتب من مقالات أو تغريدات أو كتب أو أحاديث وغيرها تبقى جزءا من شخصيته لا يمكنه أن يتهرب أو يتنصل منها، و هو ما نحتاج إليه اليوم ليعي الجميع أهمية وخطورة ما يكتب من فكر في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها. من جانب آخر، فإننا اليوم في أمس الحاجة إلى معرفة فكر ورؤية وتوجهات مختلف أطياف المجتمع الفكرية التي تتأثر وتؤثر في مجتمعنا وبه وعندما نعطيها مثل هذه المساحة الإعلامية الواعية وأسلوب الحوار الحضاري الذي يمارسه الأخ الإعلامي عبد الله المديفر، فإننا بذلك ندفع بالمجتمع من خلال هذه الأطياف لاستيعاب بعضها بعضا ومعرفة حقيقتها الفكرية من منطلق أن تسمع منهم بدل أن تسمع عنهم ويتم الحكم على فكرهم وآرائهم من خلال رؤية الآخرين التي تكون في الغالب متحيزة ضد الشخص المستهدف، ولعل العدد البسيط من الحلقات أوضح رؤية وفكر بعض الضيوف وأنها تختلف تماما عما ينقل عنه وهذا موضوع مهم لبناء العلاقات المجتمعية، والأهم من ذلك إحساسها وإحساس كل مستمع لها بأهمية الحفاظ على الترابط المجتمعي والعمل على حماية أمن المواطن والوطن وعدم جعل الوطن لقمة سائغة في فم كل حاقد وكاره للسعودية. ومثل هذا الحوار والطرح الفكري الراقي لبرنامج في الصميم هو ما نحتاج إليه للمرحلة الحالية و القادمة للسعودية والذي نجح مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار الوطني من خلال "مركز الملك عبد العزيز للحوار"، الذي حقق في بداية انطلاقته، في جذب مختلف أطياف المجتمع الفكرية وطرح القضايا التي عرفت بالاختلاف الفكري. وكنت أتمنى أن المركز استمر في ذلك الطرح لأنه سيقود إلى مزيد من السلم الاجتماعي. إن الطرح الذي أخذ به أخونا الإعلامي المديفر سيسهم ــــ بإذن الله ــــ في الحد من الانشقاق والتشيع الذي يبغضه الله ورسوله لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي ورواه مسلم من حديث ثوبان "سألت ربي عزَّ وجلَّ ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي ألا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها، فسألت ربي عزَّ وجلَّ أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها، فسألت ربي ألا يلبسنا شيعاً فمنعنيها"، ومعنى الحديث: أن النبي ــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ سأل ربه ــــ عزَّ وجلَّ ــــ ثلاث مسائل لأمته: الأولى: ألا يهلكهم بما أهلك به الأمم من الغرق والريح والرجفة وإلقاء الحجارة من السماء وغير ذلك من أنواع العذاب العظيم العام. والثانية: عدم ظهور عدو عليهم من غيرهم فيستبيح بيضتهم. والثالثة: عدم لبسهم شيعاً، واللبس الاختلاط والاختلاف بالأهواء، والشيع: جمع شيعة وهي الفرقة. وقد أخبر النبي ــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ أن ربه ــــ عزَّ وجلَّ ــــ تفضل عليه واستجاب له في الأوليين ومنعه الثالثة؛ لحكمة يعلمها تبارك وتعالى، ويقول في ذلك ربنا سبحانه و تعالى "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون". وهذه الخشية التي أخافها ويخافها كل غيور على وطنه ودينه من أن تتحول علاقاتنا وأعمالنا وأفعالنا وأقوالنا إلى فرقة وتشيع تقود إلى الاختلاف ثم الاقتتال، وهذا موضوع سأعود إليه ــــ إن شاء الله ــــ في حديث قادم عن خطورة هذا المسار الذي للأسف ننقاد له دون وعي لخطورته. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وتقبل الله صيامكم وقيامكم و سائر أعمالكم الصالحة وعيدكم مبارك و كل عام وأنتم بخير. وقفة تأمل: شكر خاص للزملاء رجال الأمن من مختلف القطاعات على جهودهم المباركة في خدمة ضيوف بيت الله من المعتمرين والمصلين والعاكفين ومسجد رسوله - عليه الصلاة والسلام - خلال شهر رمضان وهو جهد لا يعلمه إلا من عايشه والشكر موصول لجميع العاملين من مختلف الجهات.
إنشرها