Author

قريبا يتم قياس أداء القضاة وقدراتهم

|
قياس الأداء واختبار القدرات ومتابعة جودة العمل الوظيفي ومعرفة مستوى الانضباط في ساعات الدوام الرسمي والتحقق من الجانب المهني، كانت من المحظورات في السلك القضائي، أما اليوم فإن المجلس الأعلى للقضاء يرفع للمركز الوطني للقياس والتقويم بطلب تنفيذ مشروع اختبار للقضاة، بحيث يركز الاختبار على معايير المهنة بالدرجة الأولى، حيث سيتناول الاختبار محاور شرعية، يتحقق من المهارات الخاصة بالقاضي في التعامل مع الجمهور. لقد صدر قرار مجلس الوزراء بإنشاء مركز للتدريب العدلي ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة العدل يسمى "مركز التدريب العدلي"، وهدفه الإسهام في رفع كفاية وتأهيل القضاة وكتّاب العدل، وكتّاب الضبط ومحضّري الخصوم وأعضاء هيئة النظر، وغيرهم من مساعدي وأعوان القضاة في القضاء العام والإداري، وسيقتصر دور المركز على تنظيم برامج تدريبية وجلسات عمل وحلقات تطبيقية ولقاءات علمية وندوات ذات صلة مباشرة بالمهمات الوظيفية للفئات المستهدفة المحددة بعد أن لاحظت اللجنة العليا للتنظيم الإداري، الخاص بموضوع تدريب كتّاب العدل وغيرهم من مساعدي وأعوان القضاة. وإن الدورات والبرامج التدريبية والتأهيلية التي يمكن أن يوفرها مركز التدريب العدلي يجب أن تساندها معلومات واقعية ونظامية، وأن تتوافر الكوادر المؤهلة لبرامج التأهيل. والخطوة الجديدة التي خطتها وزارة العدل في مجال تدريب الكوادر وتأهيلها في إطار عملية الانتقال إلى وضع جديد هو مضمون الترتيبات القضائية الجديدة؛ خطوة مهمة لأنها مرتبطة بالدور الضروري الذي يقوم به مرفق القضاء وسائر الأجهزة العدلية في حياة كل فرد وكل مرفق حكومي وكل منشأة تجارية، فالأجهزة العدلية تسير بالفعل نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات. والقضاء قادم على التخصُّص النوعي للمحاكم وتنوعها بحسب أنواع القضايا والمنازعات، فهناك محاكم مدنية للأحوال العينية، وهي المحاكم العامة ومحاكم الأحوال الشخصية وهي أيضا محاكم مدنية، لكنها متخصّصة في الأحوال الشخصية أو قضايا الأسرة، ونوع آخر من المحاكم وهي المحاكم الجزائية، إضافة إلى المحاكم العمالية والمحاكم التجارية، وبيّنت آلية العمل التنفيذية لنظامَي القضاء وديوان المظالم مراحل الانتقال والكيفية التي سيتم بموجبها الفصل في الاختصاصات ونقل الكوادر القضائية والمدة الزمنية لذلك، وهو ما سينعكس إيجاباً على سرعة البت في الدعاوى؛ لأن التخصُّص الدقيق سيكون عاملاً مساعداً للقضاة والمتقاضين في معرفة الحكم وتوقعه، بسبب وضوح المبادئ في القضايا المماثلة. ومنذ أن صدرت الترتيبات القضائية الجديدة، وهناك ضرورة للتدريب، خصوصا مع تزايد الأنظمة، التي تمثل الجانب الإجرائي القضائي، حيث تكمن أهمية تلك الترتيبات في أنها تعيد هيكلة السلطة القضائية، وتضع الاختصاصات القضائية في مكانها الطبيعي وتفصل بين أعمال جهتي القضاء الإداري والعادي من جهة، وفي الوقت نفسه تعالج أوضاع اللجان والهيئات القضائية المتعدّدة والمنتشرة في أجهزة حكومية رغم صبغتها القضائية. إن الصعوبات كبيرة والمهمة ضخمة، ونحن أمام تصحيح وتطوير لأوضاع قديمة ومتراكمة، ولأنه حان الوقت لتنفيذ خطة شاملة لتطوير القضاء بصورة عامة، فإن الاعتراف بضخامة المشروع شرط لنجاحه، فهناك إعدادات للمباني وللأدوات المكتبية وتنظيم الارتباط الإداري وتعيين الأكفاء في مواقعهم بما في ذلك عملية نقل الكوادر من ديوان المظالم إلى القضاء العادي، وبلا شك أن هناك حاجة إلى تعيينات جديدة في أكثر من مستوى في الكادر القضائي وكذلك الإداري، ولا بد من تهيئة العنصر البشري في العمل، فهو الأساس في أي برنامج أو مشروع، بل هناك مواصفات واشتراطات ضرورية يجب تحققها ثم تطويرها كي نصل إلى إعادة تهيئة السلطة القضائية بشكل حديث ومتوافق مع طموح ولاة الأمر.
إنشرها