FINANCIAL TIMES

5 ملفات حاسمة أمام رئيس إندونيسيا الجديد

5 ملفات حاسمة أمام رئيس إندونيسيا الجديد

ارتفعت الروبية الإندونيسية إلى أعلى قيمة لها خلال شهرين، عقب انتخاب جوكو ويدودو ليكون الرئيس السابع لإندونيسيا، بعد خوضه انتخابات مريرة مع منافسه الجنرال سوبيانتو، كانت علامة على أن البلاد سيكون لها لأول مرة قائد يأتي من خارج النخبة المغلقة، للشبكة الحاكمة للبلاد، منذ نيلها الاستقلال. ارتفعت قيمة عملة البلاد لتصل إلى 11.508 روبية مقابل الدولار، ولكن في نفس الوقت ظلت سوق الأسهم صامتة، لا تحرك ساكناً حيال ذلك، حيث زادت قيمتها بنحو من 0.1 في المائة، فحسب. وصل ويدودو إلى الوظيفة الأعلى في البلاد محمولاً على موجة عالية من التفاؤل. على أنه مع وصول مكالمات التهنئة من قادة آخرين في العالم، إلا أن العمل الصعب يجب أن يبدأ على الفور، مع وصول هذا الرجل الذي كان معروفاً قليلاً، وحاكماً لبلدة صغيرة منذ عامين فحسب. فيما يلي تصور للأولويات الخمس من تحديات يجب أن يتغلب عليها في بداية رئاسته عندما يتولى منصبه في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. 1. الحصافة في اختيار مجلس وزراء قوي يكون القائد قوياً بقدر قوة الناس المحيطين به، وينطبق هذا الوضع أكثر بالنسبة لرجل مثل ويدودو الذي يمتلك الحد الأدنى من الخبرة في الشؤون الوطنية، ويظهر اهتماماً قليلاً جداً بالتجريد الثقافي. قال الرئيس المنتخب "إنه لن ينخرط في عقد الصفقات السياسية: "التي تتم عادة بين الأشخاص الأقوياء" حول مقاعد الوزراء، ولكنه سيحاول بدلاً من ذلك، تعيين وزراء لهم خلفيات وشخصيات ومهارات ملائمة. وأضاف أن التعيينات الرئيسية ستكون خاصة بحقائب المالية والشؤون الخارجية والزراعة والتجارة. الأمر الذي لا شك فيه هو أن الحزبين الرئيسيين المشاركين في الائتلاف الحكومي، وغيرهم من المرافقين المقربين، سيطلبون مكافآت مقابل دعمهم لوصول الرئيس الجديد إلى سُدة الحكم. 2. تقليص فاتورة دعم الطاقة رادين بارديد، الذي كان أحد مستشاري الرئيس السابق سوسيلو بامبانج للشؤون الاقتصادية، حذر من أن حكومة ويدودو ستواجه "الانهيار" في أول 100 يوم من عمرها، وستقع تحت الضغوط لتقليص قيمة فاتورة الدعم الهائل للوقود (كان يقدّر بأكثر من 21 مليار دولار في هذه السنة، وشكل 13 في المائة من الموازنة). كان للبنك الدولي وجهات أخرى تحث إندونيسيا منذ سنوات عديدة على إلغاء دعم الوقود، ولكن الساسة كانوا بدورهم يخشون من أن ذلك سيزعج سائقي السيارات من الطبقة، ومافيات النفط التي تسيطر على استيراد وتصدير الوقود. ويدودو لم يتحدث عن مقترحات محددة حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة. التقليل من الدعم سيحرر الأموال اللازمة للاستثمار في البنية التحتية المتداعية، وخدمات الصحة والتعليم، وسيُرسل إشارة طيبة إلى المستثمرين في سوق الأسهم القلقين من العجز المالي الإندونيسي. 3. تحسين بيئة الاستثمار يعتبر فساد النظام القضائي والموجة الوطنية الاقتصادية المتصاعدة، المرتبطين عادة بعضهما ببعض، من العوامل التي أضرت بسمعة إندونيسيا، كواحدة من أهم الوجهات الاقتصادية في آسيا. ويدودو الذي رفع صوته مطالباً باتخاذ إجراءات حمائية، بينما كان يبدي أسلوباً برجماتياً حيال الاستثمار الأجنبي، لديه الفرصة الآن لإصلاح هذا الوضع. إن العمل على ذلك سيساعد على جذب الدولارات اللازمة لتمويل العجز المالي الحالي ويحسّن من النمو الاقتصادي، الذي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات، ولكن ذلك لن يكون سهلاً. كما أن عليه التعامل مع حالات تتطلب حذقاً ومهارة، مثل التفاهم مع شركة المناجم الأمريكية المتخصصة في استخراج الذهب والنحاس، التي قادت إندونيسيا إلى التحكيم الدولي، حول حظر الحكومة تصدير المعادن غير المعالجة. وسبق لويدودو أن قال "إنه سيلتزم بالحظر المفروض على الشركة". ومع ذلك، سيكون واقعاً تحت الضغط لإيجاد طريقة أفضل لتنفيذ ذلك. 4. إدارة العلاقات مع الحزب الحاكم لم يقف حزب ويدودو، أي حزب النضال الديموقراطي الإندونيسي بصورة كاملة أبداً، خلف حملته الانتخابية. لقد شعر كثيرون بأن بداية مسيرته من الأقاليم الريفية ستهدد شبكة هرمية، وولاء الأعضاء داخل حزب النضال الديموقراطي الإندونيسي الذي ترأسه ميجاواتي سوكارنوبوتري، وهي رئيسة سابقة وابنة الرئيس المؤسس لإندونيسيا، أحمد سوكارنو. وفي الوقت الذي تبخر فيه التقدم الهائل الذي أحرزه ويدودو في وجه حملة قوية للجنرال السابق برابوو سوبيانتو، المحسوب على النخبة، هب متطوعون، وليس حزب النضال الديموقراطي الإندونيسي، للعمل على إنقاذه على الأرض. كانت إحدى أكثر الهجمات ضرراً على ويدودو اتهامه بأنه "ألعوبة" في يد السيدة سوكارنوبوتري. وإذا أراد أن يثبت أنه رجل قادر على المضي وحده، فسيكون عليه السيطرة على تدخلات سوكارنوبوتري وحزبها، دون إثارة استياء مناصريه. 5. إدارة الصراع ضمن مجلس النواب يسيطر حزب النضال الديموقراطي الإندونيسي والأحزاب الثلاثة الأخرى المشاركة في الائتلاف الحكومي، على 37 في المائة فحسب من مجلس النواب الإندونيسي القوي. سيصعب ذلك من كثير من الأمور، خاصة ما سيأتي من حزب سوبيانتو، وهو حزب جيرندرا، الذي ما زال يرفض القبول بنتائج الانتخابات، وهو ثالث أقوى حزب في مجلس النواب الإندونيسي. وكما أظهر يودهويونو في الفترة الثانية من رئاسته، فإن الحصول على أغلبية كبيرة في المجلس التشريعي، ليس ضمانة كافية للحصول على حكومة ناجحة. يستطيع نائب ويدودو، وهو النائب السابق للرئيس يودهويونو، إدارة البرلمان الإندونيسي بطريقة ملائمة، وهو المعروف عنه حبه لعقد الصفقات التوفيقية بين أصحاب الآراء المتضاربة في المجلس.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES