Author

أخرجوا أحلامكم من قبوركم ..

|
كشفت وسائل التواصل الاجتماعية مقدار الأفكار السلبية المرتبطة بالموت. فأصبح من الطبيعي أن تستيقظ من نومك متفائلا بيوم جميل وبعد أن تفتح هاتفك النقال تجد بأن هنالك رسالة محتوية على صورة حفرة القبر ومعها كلمات تعزز لديك روح اليأس من الحياة وتأمرك بالزهد عن كل شيء. هذه الرسائل تنم عن أفكار سلبية جدا مستبطنة في العقل اللاواعي لدى الكثير من مجتمعاتنا. فكرة الموت أصبحت أداة تثبيط وتقاعس علما بأن معظم الناجحين وأصحاب التغيير كانت لديهم رؤية مختلفة عن الموت. فعلى سبيل المثال، مؤسس شركة "ابل" ستيف جوبز قدم محاضرة لطلبة وطلاب جامعة ستانفورد العريقة عن أهم حافز له في مسيرته التي غيرت شكل التكنولوجيا في العالم بأنه الموت. ففكرة الموت عززت لديه روح التسابق مع الوقت لكي ينجز جزء من أحلامه. أرنولد شوارزينجر مثالا آخر لذلك. فقد تسلق المجد من شاباً عادياً فأصبح بطل العالم في كمال الأجسام ثم أحد أشهر ممثلين هوليود ثم حاكم لأغنى ولاية أمريكية رغم أنه ولد خارج أمريكا ومن أسره غير أمريكية! قال في إحدى محاضراته بأن فكرة الموت ويقينه بأنه يوما ما سيفنى جعله يعمل كل ما بوسعه لتحقيق ذاته وطموحاته ليخلد وجودة في هذا العالم قبل فوات الأوان. تخيلوا معي لو لم يكن للموت وجود. فما هو موقف البشر من التطوير والازدهار؟ أنا متأكد بأن معظم البشر أفراداً ومجتمعات سيغرقون في بحور التسويف. حتماً سيؤجلون جميع ما يريدون فعله لوجود وقت كافي لعمل كل شيء بل لوجود وقت أبدي ولا نهائي! المشكلة هي أننا نربي أجيالنا على قتل ودفن أحلامهم بشكل غير مباشر عن طريق تذكيرهم بأنهم سيفنون ويموتون وبأن الدود سيتغذى على أجسادهم وبأن الحياة ليست لها قيمة على الإطلاق. لا أطالب بإخفاء حقيقة الموت بل أطالب باستخدام هذه الحقيقة بشكل ايجابي ومحفز للارتقاء والتقدم. المشكلة أن هذه الأفكار السلبية يتم تعزيزها وتحويرها بنصوص دينية مستخرجة من محتوى لا يراد به الإحباط والزهد السلبي. رسالة أحب أن أوجهها لنفسي أولا ولكل من يريد أن يحقق ذاته ويساهم في حضارة مجتمعه والعالم أجمع. أقول : عيشوا للحظاتكم وحققوا طموحاتكم ولا تغتروا بالمتكاسلين والمثبطين الذين لا يعرفون إلا لغة التشاؤم ولا يستشعرون في مخيلتهم إلا لظى نار جهنم فأصبحوا للدنيا نافرين ومنفرين ومن الآخرة متشائمين. فهم لا يستطيعون رؤية ما قبل الموت بل فقط ما بعده ويا ليتهم ينظرون إلى ما بعدة بإيجابية وثقة بخالقهم الذي أمرهم بغرس النبتة ولو في وقت قيام الساعة !
إنشرها