Author

نظام المسجد

|
تحفل أواخر شهر رمضان المبارك بوجود كبير من الناس في المساجد. أمر يسعد كل من يشاهد هذا الكم الرائع من التقارب والوجود والمحبة، التي ينتشر عبقها في الأجواء. والاهتمام بالمساجد والعناية بالحضور المبكر والتنافس عليه أوجد مجموعة من الملاحظات، التي لا بد أن يراعيها مسؤولو المساجد. شكا أحد أصدقائي من ظاهرة مزاحمة المتأخرين في الحضور لمن يأتون مبكرين إلى المسجد. بعضهم يأتون مرافقين للإمام من باب في مقدمة المسجد، ويدخلون الصف الأول دون أن يعيروا من حضروا قبلهم بساعات أي اهتمام. هذه الملاحظة يجب أن يقضي عليها الإمام نفسه، إذ عليه أن يوجه مجالسيه للدخول إلى الصفوف الخلفية بدلا من أن يسببوا إشكالية لمن بكروا في الحضور. يكثر المعتكفون في المساجد خلال العشر الأخيرة من رمضان، وقد لاحظت أن بعضهم يحجزون أماكن في الصف الأول باستخدام "أشمغتهم"، فيحجز الواحد مكان ثلاثة أشخاص. يستمر هو في الحديث والقراءة والأكل في مكان اعتكافه حتى تقام الصلاة، فيأتي بعد أن أغضب الناس ومنعهم من فضل الصف الأول. لا أدري هل كان يعلم أنه قد تصيبه دعوة تحرمه أجر اعتكافه؟ على أن انتشار التفكير في الذات على نطاق واسع، يجب ألا ينتقل إلى المسجد. إذ على المسلم أن يحرص على خير الجميع ومصلحتهم. ومن ذلك ما نشاهده من مستخدمي الكراسي في الصلاة. بعضهم يضع كرسيه في صف لا يمكن أن يحتمله الفراغ الذي بينه وبين الصف الذي يليه. آخرون يستخدمون كراسي كبيرة الحجم، تؤدي - بالتالي - للتأثير على استقامة الصفوف. لعل من المهم أن يكون هناك صفوف تحتمل هذا الكم من مستخدمي الكراسي، وأن توفر المساجد النوعية الملائمة من الكراسي للمسافة الموجودة بين صفوفها، هذا لا يمنع أن يُقدِّم الواحد منا بعض الكراسي هدية للمسجد، كما أنه مجال لتطوير نوعية ملائمة من الكراسي التي تستخدم في المساجد بدلا مما يستخدم الآن. طلبي هذا هو دعوة للإمام والمؤذن وجماعة المسجد لتفهم ما يدور داخله ومحاولة تطوير العلاقة بين المصلين وتوفير احتياجات المسجد التي تلائم تصميمه ومستخدميه، ومتابعة تحويل المسجد إلى واجهة حضارية للمجتمع بكليته، كي يكون المسجد مركزا للحي ومنطلقا لمبادراته.
إنشرها