Author

السعودية ليست "بترول" !!

|
كثير من الناس في داخل السعودية وخارجها يتكلم عن اقتصاد المملكة بنوع من الانتقاص! ودائماً ما يكررون الاسطوانة المشروخة وهي أن السعودية ما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا بسبب مواردها النفطية. أيضاً يقولون بأنه اقتصاد وقتي وغير ذكي ولا يعتمد على الصناعة والتصدير. والأعجب من كل هذا، أنه هنالك من يدعم هذه الأفكار المحبطة من الاقتصاديين والأكاديميين الذين تفوقوا في إعادة تكرير الاسطوانات المشروخة بلا رؤية عميقة في الاقتصاد الكلي أو في الظروف الجيوسياسية. هناك سؤالين أحببت أن اطرحهما لعل بإمكانهما تغيير نظرة كل متشائم حول الواقع الاقتصادي للسعودية. الأول ؛ أين هي المشكلة إن كان النفط هو الدخل الرئيسي للدولة ؟ أسرع إجابة هي أنه عاجلاً أم آجلا سينضب، و هذه إجابة كسولة برأيي، لأن عدم ديمومة الشيء يجب أن لا تعني انعدامية استخدامه كمصدر رئيسي لخدمة النهضة العمرانية والاقتصادية والتي بدورها ستسهل استصدار موارد مستقبلية أفضل. أما بالنسبة للسؤال الثاني فهو لماذا بعض كبرى الدول النفطية كإيران، العراق، فنزويلا، نيجيريا، وغيرها من الدول المتخمة بالنفط ليست ولا بربع رفاهية السعودية. الإجابة وبكل بساطة هي أن السعودية ليست قوية فقط بنفطها بل بسياساتها، مجتمعها، دينها، قيادتها، شعبها، تفكيرها، حكمتها، أمنها، واستقرارها وبنسيجها الاجتماعي العاقل والمتماسك. بطبيعة الحال، السعودية ليست فقط المنتج الأول للنفط بل أيضا من أكبر منتجين المواد البتروكيماوية المعقدة ومنتجة للمعادن النادرة ومصنعة للمواد الحديدية والبلاستيكية. هل يعرف العارفون بأن السعودية بإمكانها أن تقلل اعتمادها على النفط بنسبة 50% إذا أقرت نظام ضريبي صارم على الأفراد والشركات كما تفعل معظم دول العالم ! وهل يعرف العارفون بأن الاحتياطي السعودي بإمكانه شراء أكبر الشركات المصنعة في العالم ونقل مراحل إنتاجها إلى داخل المملكة ولكن السؤال هو : هل تحتاج السعودية إلى ذلك في هذا الوقت ؟. السعودية الآن في أفضل أحوالها الاقتصادية على الإطلاق وهناك من يصر بأنه اقتصاد غير ذكي. السعودية لديها مهندسين في قطاعات البترول والإنشاءات والاتصالات والتكنولوجيا وغيرها من المجالات الدقيقة وخبراتهم ودراساتهم مطلوبة في شتى أنحاء العالم. السعودية لديها كفاءات متميزة في كافة المجالات الصحية والطبية والاقتصادية والمصرفية. السعودية فيها رجال ونساء مخلصين لوطنهم ومحبين للعلم والثقافة. السعودية لديها أكبر نسبة طلبة وطالبات قياساً على عدد السكان يدرسون في شتى أنحاء العالم كاليابان، أمريكا، الصين، بريطانيا. السعودية في قائمة أكثر الدول الجاذبة للعقول! هل كنا نعرف ذلك ! أم نحن فقط نتجاهل الأخبار الايجابية و ننجرف للأخبار السلبية ؟. السعودية كريمة في أصلها وفروعها ومستقبلها زاهر بحول الله ومن يشكك في ذلك إما جاهل أو حاسد. باختصار السعودية ليست "بترول".
إنشرها