Author

«فرسان سلمان»

|
نعيش هذه الأيام طفرة في العمل الخيري. يبتدع كثيرون طرقاً مختلفة لخدمة المجتمع. أمر جميل والتنافس فيه يعد من الخير الذي يجب أن يعم المجتمع الإسلامي. لعل شهر رمضان هو الحافز الأكبر لكثيرين: فكفالة المعتمرين، ومخيمات الإفطار، وبناء الأوقاف التي تخدم جمعيات البر ومراكز التحفيظ، وغيرها من أعمال الخير أمور انتشرت، لكننا بحاجة إلى المزيد. المسؤولية الاجتماعية هي واحدة من أرقى الصفات الإنسانية. كون المرء يخرج من عقدة الاهتمام بالذات ولذاتها، ويحرص على رؤية العالم بعيون الآخرين، دليل أكيد على رقي النفس وترسخ الإيمان في القلب. هناك الكثير من الأعمال التطوعية والخيرية التي طالما تمنيت أن أراها. أعمال تعزز لحمة المجتمع بحيث لا يحتاج أحد من سكانه لأحد خارجه، والبحث عن المميزين والدفع بهم لتحقيق أفضل الإنجازات، ودعم التعليم العالي من قبل الجميع بغض النظر عن إمكاناتهم، وغيرها. أذكر أنني شاهدت فيلماً حصلت فيه عجوز على مبلغ كبير، وأول ما فكرت فيه كان التبرع لجامعة مدينتها. رجعت إلى مواقع بعض الجامعات الأمريكية فوجدت أغلبها يدير أوقافا تتجاوز 500 مليون دولار، بل إن جامعة مثل هارفارد تدير أوقافاً تتجاوز قيمتها 140 مليار ريال. هذا مثال، وهناك الكثير من المجالات التي فيها خير المجتمع، وسبقنا إليها العالم بالرغم من حرص الشرع عليها. يأتي في المجال برنامج تلفزيوني يقدمه سلمان الدعجاني. اسم البرنامج "فرسان سلمان". يتبنى سلمان أعمالاً خيرية وخدمة اجتماعية رائدة في العناية بمن يحتاجون إلى القليل لينتجوا ويحققوا الكثير. جميل أن يقوم البرنامج بتوفير الوظيفة لمن يحتاج إليها، ويدعم ذلك بالمساهمة في توفير السكن الملائم، خصوصاً أن البرنامج يتعامل مع أصحاب الإعاقة. تخصص البرنامج في دعم ومساعدة فئة محددة، يجعل منه "أيقونة" في مجال الخدمة الاجتماعية والعمل الخيري، ولنا أن نتوقع رؤية مبادرات تُعنى بفئات أخرى ممن لم تسعفهم ظروفهم بأن يصلوا إلى القمة التي يرغبون فيها أو يمكن أن يصلوا إليها. هذا يجعل المجال مفتوحاً أمام أصحاب القلوب والعقول الكبيرة لتبني برامج مشابهة، سواء على نطاق واسع أو ضيق. المهم أن تتكامل أعمال الخير وتنتشر لتنفع كل مكونات المجتمع.
إنشرها