توعدت أمانة محافظة جدة إحدى الشركات أنها أمام خيارين إما إصلاح جسر للمشاة تسببت إحدى شاحناتها بإصابته بأضرار بالغة أو التعويض، وذلك جراء ارتطامها به نتيجة حمولة تجاوزت الارتفاع المسموح به.

وقال لـ "الاقتصادية" سامي الغامدي المتحدث الرسمي باسم أمانة جدة إن سقوط جزء من جسر المشاة الخشبي في جدة كان نتيجة ارتطامه بشاحنة حمولتها تجاوزت الحد المسموح به ارتفاعا، ما أدى إلى سقوط جزء من الجسر على عدد من السيارات المارة، دون أن يوقع أي إصابات، مشيرا إلى أن الجسر كان مغلقا وقت الحادث، حيث إنه لا يزال تحت الصيانة، بعد أن سلمته الأمانة منذ وقت سابق لمقاول لعمل صيانة شاملة، نافيا أن يكون وقوع جزء من جسر المشاه نتيجة نقص الصيانة أو انتهاء العمر الافتراضي للجسر، لافتا إلى أن الأمانة تقوم بإجراءات صيانة دورية على كل الجسور بشكل دوري وأن حادثة الانهيار هذه كانت نتيجة خطأ من السائق.

وأكد الغامدي أن الأمانة أمام خيارين إما ستقوم بمطالبة الشركة مالكة الشاحنة بالتعويض المادي عن الضرر الذي لحق بالجسر بعد أن تقدره الأمانة أو ستطالب الشركة بإصلاح الجسر وإعادة إنشائه كما كان.

وقال: "ستنتظر الأمانة حتى ينتهي المرور من كل الإجراءات المتعلقة برسم الحادثة وكتابة تقرير عما حدث لتتخذ القرار المناسب، ولن تتحمل الأمانة إصلاحه أبدا، فالخطأ كاملا من السائق والشركة التي ضاعفت الحمولة ورفعتها عن الحد المسموح به، ما أدى إلى ارتطامها بالجسر"، مؤكدا أن إدارة المرور تتحفظ على السائق والشاحنة.

فيما قال لـ "الاقتصادية" المهندس حمد الشقاوي رئيس هيئة المهندسين السعوديين إن العمر الافتراضي للجسور الخشبية طويل جدا، حيث إن المنشآت المصنوعة من المواد الطبيعية لديها القدرة على الاستمرار والبقاء ويستطيع الإنسان الاستفادة منها سنين طويلة بشرط الحفاظ عليها وصيانتها بشكل دوري ومنتظم.

وأوضح أن المواد الطبيعية كالأخشاب والحجر لا تقوم بأي تفاعلات تضر بالمبنى أو تنقص من عمره الافتراضي على عكس المنشآت المصنوعة من الخرسانة، والتي يحدث بينها تفاعلات كيمائية قد ينتج عنها خلل وقصر لعمر المنشأة، مبينا أن المباني المصنوعة من الحجر والأخشاب في أوروبا تعيش لأكثر من 180 عاما فإمكان الشجرة لو تركت كما هي أن تعيش 200 عام وهي كما هي فكذلك ستكون في الجسور الخشبية شرط صيانتها خاصة من النمل الأبيض وعدوها الأول الماء وحمايتها من الرطوبة، وأن تدهن بمواد حافظة، وتلون ولا بد من التأكد من أن المسامير لم تصدأ ويجب أن تجدول الصيانة.

وقال هناك العديد من المطالبات بإنشاء العديد من الهيئات للصيانة والتشغيل لشدة الحاجة إليها وضرورتها لكن مفهوم الصيانة لدينا ما زال في مهده، فالصيانة لا تعني إصلاح عطل أو خراب بعد وقوع المشاكل، بل هي الصيانة الدورية الشاملة والمحافظة على المنشآت.

من جانبه، قال محمد عبيد البقمي مدير العلاقات العامة والتواصل في أمانة جدة: "حدث انهيار لجسر الروابي للمشاه على طريق الحرمين السريع الذي حدث في حدود الساعة الثانية ظهر أمس، حيث تعرض جسر المشاه بالروابي إلى انهيار جزئي نتيجة اصطدام شاحنة ذات حمولة زائدة بالجسر، وباشرت الجهات المعنية موقع الحادث، ولم ينجم عن الحادثة أي إصابات، وتم رفع مخلفات الانهيار والتحفظ على سائق الشاحنة، علما بأن الجسر تم إغلاقه منذ أكثر من شهر لعمل الصيانة اللازمة".