Author

أخطر 10 دقائق في حياتنا

|
ترى الطبيبة النفسية، إليزابيث كوبلر روس، أن أخطر عشر دقائق تمر على المرء، هي تلك التي تأتي بعد خسارته قريبا أو صديقا أو حبيبا. الدقائق الأولى التي تتلو علمنا بالفجيعة بوسعها أن تجعلنا نتهاوى.. ننهار.. تتضاعف خسائرنا. تشير الطبيبة روس إلى أن أوفرنا حظا هم أولئك الذين يتكئون على أحبتهم في الضراء ليتجاوزوا الفجيعة بأقل عدد ممكن من الخسائر. لحظات الخسارة مرة وممضة وعسيرة. لكن الأصعب منها هو أن نجعلها تتمدد بانكفائنا وعزلتنا وانغلاقنا على أنفسنا. لاحظنا جميعا كيف انهارت البرازيل بعد تسجيل الهدف الأول أمام ألمانيا في دور الأربعة في نهائيات كأس العالم الجارية عام 2014. دخلت مرماها خمسة أهداف في غضون 29 دقيقة فقط. ماذا يعني هذا؟ تبعثرت بعد الهدف المبكر الذي دخل شباكها. تهاوت شيئا فشيئا حتى أصبحت فتاتا يقف عاجزا أمام المكائن الألمانية التي تسابقت على طحن هذا الفتات الضئيل المبعثر. لو تماسكت لأصبحت سدا منيعا لا تستطيع أن تدهسه أو تخترقه. الخسارة بهدف على أرضك موجع، لكن الخروج من المباراة خاسرا بسبعة مذل. هل كانت البرازيل قادرة على أن تقلص الفارق أو تحرج بنتيجة أقل ألما؟ طبعا كانت قادرة ونصفا. وإنما دفعت ثمن تشرذمها. تفرقت فصارت ضعيفة مستباحة. كانت البرازيل بحاجة إلى قائد وروح تلملمها وتضمد جراحها لتعيد إليها التركيز في الدقائق الأولى الخطرة. ليس فريق القدم الذي يحتاج إلى أن يظل متماسكا في مستهل الأزمات. نحن نحتاج أيضا أن نبقى متماسكين. نتشبث ببعضنا جيدا في اللحظات الأولى لخسائرنا وآلامنا حتى لا نسمح لجيوش الحزن أن تغزونا وتخترقنا وتمزق شباك أرواحنا بقذائفها. إن أصعب لحظات تواجه المرء تتجسد عند استقباله أي نبأ حزين. لجوؤنا إلى الله ثم أصدقائنا وإدارتنا لأحزاننا سيسهل شفاءنا. استسلامنا ووحدتنا وانقيادنا إلى أحزاننا سيجرنا إلى أحزان أكبر منها. سيقودنا إلى فجائع أفدح من سابقاتها. سيجهز على ما تبقى من أرواحنا. سيحرقنا ويجعلنا رمادا يزدرى ويبشر بالشؤم.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها