أخبار

سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة: علاقات الصداقة بين الرياض ولندن تعود لتاريخ بعيد

سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة: علاقات الصداقة بين الرياض ولندن تعود لتاريخ بعيد

قال الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، إن علاقات الصداقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة تعود إلى تاريخ بعيد، مؤكدًا أن الزيارات المتبادلة بين البلدين ليست شكلية إنما تخدم أغراضًا حقيقية. وأضاف السفير في كلمة له افتتح بها أمس الثلاثاء في لندن معرض وملتقى الاستثمار السعودي البريطاني أن سفارة خادم الحرمين الشريفين تشجع بشكل فعال التعاون بين البلدين على المستويات كافة. وتابع سموه قائلا : "آمل في أن يلهمنا هذا الملتقى على سبيل إنجاز المزيد من ترسيخ العلاقات الاقتصادية والاستثمارية القوية الكائنة فيما بين مملكتينا, إن المملكة العربية السعودية تجني، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، منافع اقتصاد حر قوي وحكومة مستقرة مواكبة للتطورات العالمية الحديثة". وأضاف سمو السفير "إن مملكتنا تحوز على المرتبة الرابعة عشر بين الدول الأكبر حجمًا في العالم، وما لدينا من موارد طبيعية وفيرة قد مكننا من أن نصبح واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. ذلك فضلاً عن أن البنك الدولي قد وضع المملكة العربية السعودية ضمن قائمة الدول الأكثر تشجيعاً للاستثمار والأعمال التجارية في العالم. ولكي ننجز النمو الاقتصادي نحتاج إلى تنويع مصادر الدخل وذلك، بدوره، يجعلنا في حاجة إلى شركاء من أمثالكم". وأوضح سمو السفير في كلمته "قدم لكم متحدثون مرموقون، ومميزون، من المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، بيانات مفصلة عن معدلات نمونا الاقتصادي، اقتصادنا النابض بالحيوية والفرص المتاحة لمواصلة تطوير علاقاتنا". وتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف قائلاً : "كما أود التحدث إليكم هنا عن الصداقة السياسية والثقافية التي تجمع بين مملكتينا التي تعزز العلاقات التجارية فيما بيننا. إن الصداقة هي الجسر الذي يقود إلى تفاهم أفضل، وذاك لن يؤدي إلا إلى تجارة أفضل. إن مهمتنا بسفارة المملكة العربية السعودية، هنا بلندن، هي العمل على توسيع ذاك الجسر؛ تطوير تلك العلاقات الثنائية ذات الأهمية الأوسع نطاقاً. وعليه تُشجع السفارة، تشجيعاً فعالا، التعاون بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ليس في مجال الأعمال التجارية، فحسب، وإنما كذلك في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية والسياسية". وأضاف سمو السفير في هذا السياق " إن الزيارات الوزارية والبرلمانية وسواها من الزيارات المتبادلة فيما بين بلدينا ليست هي أمورًا شكلية إنما هي تخدم أغراضًا حقيقية. إن علاقتنا، بل صداقتنا، مع المملكة المتحدة، تعود إلى تاريخ بعيد. فنحن قد دعمنا بعضنا البعض في أوقات الشدة واحتفينا بنجاحاتنا معًا. نحن نحتاج، بالفعل، إلى تعميق التفاهم بيننا واحترام كل منا لثقافة الآخر وتاريخه فتلك هي الجذور التي تشكلنا على هيئة أمتين مختلفتين". وقال سمو السفير "ذلك قد يعني، بالنسبة لي، تناول الشاي وسندوتشات الخِيار في لندن. وهو قد عنى، مؤخراً، بالنسبة لأمير ويلز، ارتداء الثّوب السعودي وشهر السيف عند مشاركته، مع أفرادٍ من عائلتي، في أداء رقصة العرضة السعودية خلال مهرجان الجنادرية الثقافي في الرياض". وتابع سموه قائلا "إننا، في السفارة السعودية بلندن، قد عملنا جاهدين على تشجيع التفاهم بين شعبينا. هنالك تبادل مستمر، ومثمر، للزيارات فيما بيننا من قبل مجموعات كثيرة من وفود ذات نطاق واسعٍ من الاهتمامات يمتد فيما بين الإسكان الاجتماعي وتربية النحل". وأشار سمو السفير إلى أن "من أهم دلائل التطورات في علاقاتنا هو ذلك العدد المتنامي للطلبة السعوديين الذين يدرسون مقررات تعليمية جامعية وفوق جامعية ويحضرون دورات تدريبية بالمملكة المتحدة مستفيدين، في ذلك، من برنامج المنح الدراسية الذي يرعاه الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، وهم بذلك يعودون إلى المملكة العربية السعودية ليس فقط بزيادة في المعرفة وإنما كذلك بزيادة في الفهم. فنحن بلد فتي، فعشرون بالمائة (20%) من مجمل السكان فيه تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً. وهؤلاء الشباب السعودي هم مستقبلنا، وهم يتطلعون نحو أداء دورهم في تنمية بلادهم". وأوضح سموه "ونأمل في السفارة السعودية بلندن، أن نكن، بالنسبة لمجتمع أصحاب الأعمال، فاعلين محوريين في العمل الذي ابتدر وأُنجز من قِبل مؤسسات مثل الغرف التجارية بالمملكة وغرفة التجارة العربية-البريطانية بلندن. وتلك هي هيئات مستقلة تعين على تيسير شؤون التجارة والصناعة بيننا، كما وقد أنشئت، مؤخراً، هيئة تحكيم مشتركة وغير ربحية. وقد كانت سفارتنا فخورة باستضافة التوقيع على اتفاقية إنشاء تلك الهيئة في العام الماضي والذي شهده معالي وزير العدل الشيخ الدكتور محمد العيسى. وقد تمت الآن إجازة إنشاء مركز تحكيم بالمملكة العربية السعودية من قبل مجلس الوزراء". وتناول سمو السفير في كلمته اللجنة السعودية البريطانية المشتركة، قائلا إن "تلك اللجنة التي تم تدشينها، بنجاح، خلال هذا العام، بواسطة ثلاثة وزراء بريطانيين ومن قِبَلِ وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة الذي ترأس، أيضاً، مجلس الأعمال السعودي-البريطاني المشترك كشفت عن ديناميكية في علاقتنا التجارية والصناعية الثنائية. وفضلاً عن كون مجلس الأعمال السعودي البريطاني يشكل جسراً لتيسير تبادل الخبرات والأفكار أرجو، كذلك، من المجلس أن يأخذ بزمام المبادرة في دعم تدريب شبان سعوديين تخرجوا، مؤخراً، من جامعات بريطانية. كما أرغب في أن يشجعكم هذا الملتقى على المجيء إلى المملكة العربية السعودية كي تشهدوا هذا العهد المثير من النمو والفرص". وأشار سمو السفير إلى أن هذا الملتقى من الخبراء هو من أفكار الهيئة العامة للاستثمار, وقال "أود أن أشكر هنا معالي المهندس عبد اللطيف العثمان لمبادرته وشركتي أرامكو السعودية و "يوروموني" على دعمهما، كما آمل في أن يكون هذا المنتدى مبعث إلهام لأفكار جديدة". وختم سمو السفير كلمته بالقول "إن للمملكة العربية السعودية تاريخا في تقاسم ثروتها والعمل مع دول أخرى ومنظمات دولية على عون الآخرين على تحقيق مثل ذاك الازدهار الذي نتمتع به في المملكة. فقد كان الملك عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، بوصفه مؤسساً وموحداً للمملكة العربية السعودية الحديثة، يقول : "لا يكن المرء أن يكون غنياً إن كان جيرانه فقراء". ونحن، في عهد هذا الاقتصاد العالمي المتزايد الترابط، نعد جميعاً جيراناً وإخوة في الإنسانية. لذا يتوجب علينا مواصلة السعي معا على سبيل تحقيق استقرارنا ونجاحنا المشترك". من جانبه، قال معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار إن المملكة العربية السعودية قد شهدت في أقل من مائة عام تحولاً غير مسبوق نمت خلاله قدراتها من أساسيات اقتصادية بسيطة جداً في الصحراء لتصبح قوة اقتصادية في مجموعة العشرين وانجازات آخرى حققتها المملكة جعلها مثار الإعجاب. وأضاف "استمتعت المملكة العربية السعودية في السنوات العشرة الماضية بأطول فترة نمو اقتصادي شهدته البلاد في التاريخ حيث شهد اقتصادها نمواً بنسبة 6.5% سنوياً بعد أن كانت التوقعات لعام 2014م حوالي 4 في المائة غير أنها كانت أقوى بالإضافة إلى قيام مؤسسة فيتش مؤخرًا برفع معدل درجات المملكة العربية السعودية إلى درجة AA في شهادة على قوة اقتصادها". وتابع قائلا "لو نظرنا إلى ملف الاستثمارات لرأينا أن المملكة العربية السعودية شهدت ايضا ذات الطريق و لاكتشفنا الاخبار الرائعة حيال هذا الموضوع بعد أن اختارت المملكة اعتماد إستراتيجية اقتصاد مفتوح منذ البداية". وأوضح في هذا الخصوص قائلاً "احد أكبر المشاريع المشتركة هو الذي حدث في عام 1983 م عندما وقع مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، اتفاقية شراكة مع شركة ستاندرد أويل كاليفورنيا للمساعدة في رفع مستوى المعيشة والاستفادة من الموارد التي تنعم بها الى جانب تطوير وتنمية وضع البلاد. وتحول هذا المشروع المشترك فيما بعد إلى إنشاء أول شركة عالمية تسمى اليوم شركة أرامكو السعودية وهي شركة النفط الوطنية". وأشار معاليه إلى الأسباب التي تحفز المستثمرين للاستثمار في المملكة، فقال إن "الأسباب المقنعة حول هذا الموضوع واضحة، فالمملكة دولة تتمتع باقتصاد كبير ومعدل نمو سريع لذلك فإنه من المنطقي أن هناك تجارة جيدة لأي كيان يسعى للاستفادة من النمو في سوق كبير ومزدهر بالإضافة إلى موقعها في منطقة الشرق الأوسط وبين الدول العربية حيث يمكن الموقع أي شخص من أفضل السبل للوصول إلى دول الخليج والبحر الأحمر وذلك من خلال أفضل البنى التحتية". وأوضح أن الموقع المتميز سيمكن المستثمرين من الوصول حوالي 300 مليون مستهلك في جميع أنحاء العالم العربي من خلال اتفاقيات التجارة الحرة. وأضاف أن قوانين الاستثمار المتقدمة في المملكة تعد أيضًا من العناصر التي تستقطب المستثمرين. كما تحدث في الجلسة الافتتاحية كل من مدير الأسواق الناشئة في شركة يوروموني ريتشارد بانكز، ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتقاعد الأستاذ محمد بن عبد الله الخراشي، والسير بول جودج من حي المال والأعمال في مدينة لندن، ووزير الدولة للتجارة والاستثمار اللورد ليفينجستون، ورئيس مجموعة الصداقة السعودية البريطانية في البرلمان البريطاني دانيال كواسينزكي. وأبرز المتحدثون قوة العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة في جميع المجالات، والوسائل الكفيلة بتعزيزها في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي قطاع الصادرات. وتناولت جلسات المؤتمر مواضيع تتعلق بقطاعات النقل والاستثمار العابر للحدود في مجالي الابتكار والتقنية والرعاية الصحية تحدث فيها عدد المسؤولين ورؤساء الشركات السعودية والبريطانية. وأشار المتحدثون إلى أهمية الملتقى الذي يعد الأول للهيئة العامة للاستثمار في بريطانيا على صعيد إبراز التحولات الاقتصادية الكبيرة التي حدثت في المملكة العربية السعودية في فترة زمنية قصيرة جعلت منها عضوًا في مجموعة العشرين الاقتصادية. وأشاد المتحدثون بقوة الاقتصاد السعودي وانفتاحه على العالم الخارجي، والفرص الاستثمارية الواعدة والكبيرة المتاحة في المملكة، بالإضافة إلى برامج السعودة والتحاق أعداد كبيرة من السعوديين بوظائف في القطاع الخاص وانخفاض مؤشر البطالة في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة. وهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية، والتعريف بمزايا ومقومات الاستثمار وبحث سبل ومتطلبات تسهيل دخول شركات متميزة عالمياً إلى السوق السعودي والاستثمار فيه، خاصة في القطاعات الواعدة استثمارياً، التي تشكل مجالات خصبة لتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة وبريطانيا، وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات البريطانية الراغبة في توسيع نشاطها الاستثماري بما فيها استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة على الابتكار والاقتصاد المعرفي. وشهد الملتقى مشاركة وحضور أكثر من 500 خبير ومتخصص في الاستثمار بالإضافة إلى رؤساء كبريات الشركات البريطانية في مجالات الصحة والنقل وتقنية المعلومات وعدد من المسؤولين من البلدين وأعضاء مجلس الأعمال السعودي البريطاني. ونظم الملتقى الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع شركة يوروموني وبمشاركة وزارة الصحة ووزارة النقل ممثلة في شركة سار وشركات متخصصة في مجال تقنية المعلومات وبدعم من شركة أرامكو السعودية. مما يذكر أن جهود هيئة الاستثمار في تشجيع وجذب الاستثمارات وشراكتها مع الأجهزة المعنية المختلفة في القطاعين الحكومي والخاص مستمرة لحفز وتشجيع دخول الاستثمارات النوعية، التي تحقق قيمة مضافة في القاعدة الإنتاجية للاقتصاد السعودي، ويأتي هذا الملتقى امتداداً لمنتديات وملتقيات تنظمها هيئة الاستثمار أو تشارك بها في أهم العواصم العالمية في إطار توجهاتها الحالية الرامية إلى تفعيل دورها بشكل أكبر لاستقطاب مزيدٍ من الاستثمارات وتنوعها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار