أنت «إعلامي».. إذا لا تفهم

العقاريون أو تجار العقار يرفضون دوما كل الأطروحات الإعلامية بشأن السوق العقاري، ويرون الإعلاميين قليلي خبرة في العقار ولا يفهمون في شؤونه أو خباياه وهم وحدهم ــ العقاريون ــ الفاهم الوحيد في البلد. هم ــ العقاريون ــ لا يضعون الإعلاميين في قائمة من لا يفهمون في السوق العقارية فقط.. بل كل من يعارضهم في أفكارهم وأطروحاتهم من مسؤولين واقتصاديين.. فبمجرد أن تقول إن السوق يعاني "ركودا" تهتز الأرض من تحتهم ولا تركد.. فما بالك لو قلت إن سبب ارتفاع الأسعار هو الجشع، هنا ستكون في نظرهم "ميتا" إعلاميا. رغم أن العقار جزء لا يتجزأ من الاقتصاد إلا أن الاقتصادي الذي درس وتعلم وتخرج من أرقى الجامعات في العالم، لن تنفعه شهادته الأكاديمية ولن يشفع له المخزون العلمي الذي خزنه في "نافوخه"، فهو في نظرهم لا يفهم حتى يسير على الخط الذي يرغبون. لو سلمنا بوجهة نظرهم حول عدم فهم الإعلامي أو الأكاديمي المتخصص في قطاع العقارات، وأن العقاريين هم وحدهم من يفهم في السوق العقاري، وأطروحاتهم وحدها هي المعترف والمسلم بها، فلا يحق لأي إعلامي الحديث عن كافة القطاعات سواء الرياضية أو السياسية أو الاقتصادية، ولأغلقت الصحف أبوابها بحجة "عدم التخصص". القطاع العقاري يعاني الغش والتضليل وعدم المصداقية في السوق العقاري، واستغلال بعض ضعاف النفوس لمواطنين قليلي خبرة في رفع أسعار العقارات وفق ما أكده الشيخ خلف بن محمد المطلق مفتي المنطقة الشرقية، وهو أمر يلاحظه كل من يتعامل في القطاع ويجب ألا يكون عاملا فيه كي يلاحظ هذا الأمر، فهو قطاع حيوي ويهم كل مواطن ويتعامل معه سواء إيجارا أو شراء وبالتالي يرى ما يراه العقاريون. مثلا.. عمارة سكنية يعود بناؤها لما قبل ارتفاع أسعار الأراضي والأيدي العاملة ومواد البناء، يتم رفع أسعار الإيجارات فيها بشكل كبير يصل أحيانا إلى 100 في المائة، هل هذا ارتفاع طبيعي أم "جشع" واستغلال لغياب الرقيب؟ الدكتور شويش الضويحي وزير الإسكان، يقول في تصريحات إعلامية إن أسعار العقارات مرتفعة بشكل مُغالى ومبالغ فيه، مطالباً بضرورة أن تنزل الأسعار، وأن وزارته تعمل لهذا الشأن.. فهل وزير الإسكان أيضا لا يفهم في القطاع المؤتمن عليه يا أعزائي صناع وتجار العقار؟