Author

وزارة أزمة

|
أدعو للمهندس عادل فقيه بالنجاح في مهمته الجديدة التي تستدعي اعتماد المبادئ العلمية والإدارية للتعامل مع الأزمة. بداية لا بد أن تتوقف جميع الاتهامات وتوجيه الأصابع، لمصلحة العمل الجاد في إدارة الأزمة. تتكون الأزمة من ثلاث مراحل مهمة: الأولى مرحلة ما قبل الأزمة، ثم مرحلة التعامل مع الأزمة، وأخيراً مرحلة ما بعد الأزمة. نعيش اليوم مرحلة الأزمة، فاقدين عناصر مهمة في المرحلة الأولى. يمكن أن يعوض ذلك بالاستفادة من الخبرات الموجودة في تكوين رؤية للأزمة وتحديد مسار التعامل معها. في مرحلة التعامل مع الأزمة تبرز ثلاثة عناصر مهمة هي: ــ العمليات: حيث يبدأ تطبيق إجراءات الطوارئ المحددة سلفاً. يجب أن توفِّر الخطط أعلى قدر من الحماية للموظفين والمنشآت والمعدات والأعمال ذات العلاقة بالأزمة، أو التي يمكن أن تتأثر بها. يتم بعد الحماية تقييم الوضع، وتقديم التقارير والإيجاز للقيادات المسؤولة. ــ الإدارة: وتشمل تكوين فرق الأزمة. يدير الفريق الرئيس الموجود في الوزارة فرق الشؤون الصحية في المناطق التي تتبعها فرق في كل مستشفى. توزع الأدوار بين فرق الأزمة من قبل الفريق الرئيس. وتعطى صلاحيات مالية وإدارية واسعة لاتخاذ القرارات في محيط عملها. تبدأ المهام بالتعرف على حجم الأزمة ومداها. تقدم بعد ذلك الفرق الرأي حيال التعامل مع الأزمة، ثم تعمل على تعديل وتنفيذ خطط التعامل مع الأزمة. تهتم الفرق أخيراً بتنفيذ عمليات الاتصال الخارجي. ــ الاتصالات: هي العنصر الأهم اليوم. تعج مواقع التواصل بالشائعات، والسلبية لا تنفع. يستوعب عنصر الاتصالات جميع المتأثرين بالأزمة. يجب أن يتم التواصل مع عائلات المصابين والموظفين. لا بد من إنشاء مركز إعلامي موحد يقدم تقارير كل ست ساعات أو 12 ساعة لضمان الشفافية. تتطلب إدارة الأزمة التواصل مع المنظمات الدولية المتخصصة ومراكز الأبحاث العالمية والشركات المتخصصة والوزارات المماثلة لتبادل المعلومات والإمكانات. غني عن القول أن التواصل يجب أن يكون احترافياً ولا يخرج بإعلانات ضبابية أو تحتمل أكثر من تفسير. كما يجب أن يركز المكلفون جهدهم على دعم فرق الأزمة للخروج منها بأسرع وقت وبأقل التكاليف. أخيراً، قد يكون من المفيد الاستعانة بالجهات العالمية المتخصصة في التعامل مع الأزمات مثل الهيئة الفيدرالية لإدارة الطوارئ FEMA، والله هو الحامي والواقي.
إنشرها