Author

أنا ونور وسامي

|
في خضم الموسم الذي يشارف على نهايته، كنت قد وجهت انتقادات لرجلين مهمين في الكرة السعودية، الأول سامي الجابر مدرب الهلال الحالي، والآخر محمد نور روح الأصفرين وقائدهما. مارست مع الأول نقدا ساخرا مرات، ومرات أخرى بطريقة مباشرة، وفي المرتين، كان من ينهونني عن المسارين يشتمونني بأقذع الألفاظ حتى انتهي، وبعضهم يكتفي بالاتصال بي هاتفيا مؤيدا ومحذرا من الإفصاح عن اسمه لأي أحد كان داخل أسوار الأزرق وخارجه. في الجهة الأخرى، كتبت بعد قرار فصل نور عن الاتحاد، أنه يجب أن يعتزل، وأن ما حققه يكفي وأنه لا يستطيع أن يقدم أكثر. .. صديقي العزيز فارس عوض، أكثر من يصارحني بأخطائي وينتقدني، قال لي في إحدى الليالي: ربما أتفق معك في بعض ما كتبت، لكن كرة القدم ليس لها أمان، ربما يربح الاثنان حتى لو كان ما كتبته صحيحا، عندها لا يمكن إقناع الجماهير بأي شيء آخر غير النتيجة النهائية. قلت له: لا أظن أن لدى الجابر ونور طريقا إلى النجاح في مساريهما الحاليين. عاد ليقول: نور قال لي سأحقق مع النصر. وتابع: كرة القدم لعبة جماعية، يظهر فيها المتميز جدا، ويمكنه أن يحمل غير المتميز في ركابه. قلت له: لو حدث فأنا مدين لأحدهما باعتذار أمام الملأ. ضحك صاحب "يا رباه" الشهيرة، وقال: "سأنتظر اعتذارك لأحدهما أو كليهما". كنت جادا فيما قلت لصديقي العزيز، ولا عيب أن أعتذر إذا ثبت عكس ما قلت، بل إنه هو المنهج الصحيح لكل كاتب يثبت خطؤه. ولأن فارس عوض رجل لا ينسى، بعث لي البارحة الأولى رسالة هاتفية: نور في دبي، هل تريد أن تعتذر له مباشرة، أو تكتبها في مقال، كما كتبت عنه انتقادك؟ وذيل الرسالة بثلاثة وجوه صغيرة واحد منها يخرج لسانه والثاني يخفي عينيه بكفه، والثالث يتهاوى منسدحا من شدة الضحك. .. نجح نور فعلا مع النصر في تحقيق بطولتين، ولكنه داخل الملعب كان أقل المساهمين في هاتين البطولتين، صنع أربعة أهداف فقط، وهو يلعب في مركز 10، في 19 مباراة لعبها، منها 12 مباراة كاملة وأربع استبدل فيها وثلاث بقي احتياطيا، ولم يسجل بقميص أصفر الرياض أي هدف طوال موسم ونصف، وهي أرقام ضعيفة للغاية. يقول عنه كارينيو: "لاعب بتاريخ كبير، إنه مفيد في المعسكر أكثر من الملعب". المباريات التي لعبها نور مع النصر، وضح فيها أن الرجل ذي التاريخ الكبير، لم يعد لديه القدرة على الاقتراب من منطقة الجزاء، لأنه لم يعد يستطيع السير بالكرة وسط أماكن يكثر فيها اللاعبون، قدم فتى مكة مع النصر ثلاثة أشواط جيدة، أمام الهلال في نهائي الكأس، وشوطين أمام الفيصلي ذهابا وإيابا، ومباراة ممتازة أمام الشباب، عدا ذلك كان نور رجلا يبحث عن ماضيه. سهل جدا أن أقول لنور أعتذر لك لقد أخطأت في تقييمك، ولكن الحقيقة عكس هذا تماما، الحقيقة أن النصر رد اعتبار نور بالبطولتين أمام من طردوه، وبما أنه لا يسمع إلا كلام والدته ــ حفظها الله له ــ فأرجو أن تقول له: اعتزل يا بُني. ..أما سامي الجابر، فلا حاجة للاعتذار منه عن أي انتقاد وجهته له، فأغلب ما قلته عنه مطلع الموسم ردده بعض الهلاليين في وسطه وبعضهم الآخر قاله في آخره، فالرجل لم يترك شيئا في الأزرق العظيم لم يهز الثقة به.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها