8 دول إسلامية ترسم منهجا علميا للمعالجة الفكرية للإرهاب

8 دول إسلامية ترسم منهجا علميا للمعالجة الفكرية للإرهاب

8 دول إسلامية ترسم منهجا علميا للمعالجة الفكرية للإرهاب

قال الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن دراسة دقيقة مستمدة من أرقام وحقائق كشفت أن 80 في المائة مما يدمج في وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد العربية والإسلامية، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، إما دعوة للخروج على ولي الأمر أو غيبة أو نميمة أو هتكاً للأعراض، و20 في المائة من سفاسف الأمور والدعوة إلى الانحلال الخلقي، داعياً الطلاب الجامعيين ألاّ يكونوا لقمة سائغة لمن أسماهم بـ "الدعاة الأشرار" الذين يملأون وسائل التواصل الاجتماعي، وألاّ يترددوا في ردهم على أعقابهم. جاء ذلك في رد على مداخلات شهدتها جلسات "المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب (حلول فكرية ومراجعات عمليّة) الذي تنظّمه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وانطلقت فعالياته أمس. وقال أبا الخيل، رداً على مداخلة أشارت إلى أن الأفكار المنحرفة اتخذت منحى آخر في الجانب الإلكتروني في وسائل التواصل الحديثة، مطالبة بجبهة إلكترونية مضادة ينبغي أن تتبناها جامعة الإمام أو الجامعة الإسلامية أو وزارة الشؤون الإسلامية، يديرها علماء وفنيون عرفوا بغزارة علمهم وسلامة منهجهم، ليرد عليها بأن مؤسسات الإعلام والثقافة والتعليم والدعوة والتوجيه والأفراد والأسر تشترك في ذلك الدور، وأضاف: "نحن نُحمِّل بعضنا الأخطاء والمساوئ، ونجلس في بيوتنا للقيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال، الواجب على المواطنين أن يقوموا بواجبهم في جميع الاتجاهات، وخصوصاً ما يحمي عقول الشباب ويبني أفكارهم بناء سليما بعيدا عن الانحراف الفكري والسلوكي". وزاد: "نحن نبرز في التنظير والكلام الطيب، لكننا في الفعل صفر على الشمال، إلا من عصم الله، خاملون خامدون متكاسلون، بل بعضنا يتساهل مع أبنائه ويقلب الأحكام والمسائل والوقائع". وطالب الطلاب بألاّ يكونوا لقمة سائغة للدعاة الأشرار في وسائل التواصل الاجتماعي، وألاّ يترددوا في ردهم على أعقابهم، لأنهم – حسب وصفه – "دعاة على أبواب جهنم، وإذا أجابهم أحد يقذفونه فيها، ويلبسون عليه، ويزايدون بالعبارات والألفاظ البراقة، ويدسون السم في العسل حتى يكونوا ضحايا لهم وهم في بروج مشيدة". #2# كانت جلسات المؤتمر قد انطلقت بجلسة رأسها الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، تضمنت بحثا للدكتور أحمد الكبيسي من جامعة إب في اليمن بعنوان "المراجعة الفكرية حول قضية الخلط بين الإرهاب والجهاد"، أكد فيه ضرورة تسمية الأشياء بمسمّياتها الصَّحيحة والبُعد بها عن مجال التأويل الفاسد والتزييف اللفظي والتدليس البياني، وبحثا قدّمه الدكتور خالد آل حامد الأستاذ في المعهد العالي للقضاء بعنوان "المراجعة الفكرية لقضية التشهير بالحكَّام" بيّن من خلاله مواطن القوة في المراجعة الفكرية لقضية التشهير بالحكام، وحصرها في التأصيل الشرعي المبني على الكتاب والسنة. وألقى الدكتور رفعت محمود بهجت من جامعة جنوب الوادي في مصر بحثاً حول "تقييم الكفاية الداخليَّة والكفاية الخارجيَّة للمناهج الدراسيَّة الجامعيَّة باستخدام أسلوب مواطن الضعف والقوَّة والفرص والتهديدات". وطرح الدكتور محمد زين العابدين ورقة "المعالجة الفكريَّة لظاهرة الإرهاب من خلال الدراما العربيَّة"، تناول فيها دور الدراما، في تشكيل الوعي الجمعي في تلقي المعلومات والأفكار لدى الجمهور، وإيصال الفكر المعتدل والمنهج الوسطي إلى شريحة عريضة من المتلقين، وبحث "دراسة تقويميَّة لمدى نجاح الإصلاح التربويّ الجزائريّ في تضمين كتب اللغة العربيَّة بأدب المواطنة" للدكتور السعيد سليمان عواشرية، وبحث قدمته الدكتورة أحلام مطالقة حول "آليَّات تأهيل الأسرة لتحقيق الأمن النفسي والفكري لدى الأبناء"، ناقشت من خلاله ضعف قدرة الأسرة على التعامل مع الجوانب النفسية والعقلية لأبنائها، والاكتفاء بإشباع الحاجات الجسدية ظنًّا منها أن إشباعها كفيل بإيجاد شخصية متكاملة، ممّا شكّل شخصيات غير متوازنة سهلة الانقياد لأفكار متطرفة، كما تضمنت ورقة "تقويم جهود الرعاية اللاحقة للمنحرفين" للدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الهليل مدير إدارة المبادرات والبرامج في الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية، مواطن القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر (المعوقات) في واقع الرعاية اللاحقة للمنحرفين من الموقوفين أمنياً. وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية، ركّزت أبحاث المشاركين على مراجعة وتقويم عدد من البرامج الموجّهة لمعالجة الإرهاب في محاولة لتطوير تلك التجارب مثل التجربة الماليزية في هذا المجال، وتجربة المملكة في حملة السكينة لتعزيز الوسطية، وتقويم قواعد الاتفاقيات الدولية واستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ودور الداعيات في وزارة الأوقاف، وأثر منهج التاريخ في المرحلة الثانوية والأنشطة اللاصفية في معالجة الظاهرة، وذلك من خلال بحث قدمه الدكتور عبد الله بن محمد زين المستشار الديني لرئيس وزراء ماليزيا بعنوان "منهج الوسطية في مواجهة الحركات والجماعات الإرهابيَّة - خبرة ماليزيا" و"حملة السكينة لتعزيز الوسطية" للدكتور عبد المنعم بن سليمان المشوّح مدير حملة السكينة لتعزيز الوسطية، قال فيه إن الحملة أسهمت في تصحيح أفكار 1500 من أصل 3250 تمت محاورتهم، مؤكداً أن جميع الحوارات والمراجعات موثّقة ضمن مشروع "وثائقي السكينة" لفائدة الباحثين والمختصين، وبحث "تقويم قواعد الاتفاقيَّات الدوليَّة لمكافحة الإرهاب" للواء الدكتور محمد فتحي عيد عميد كلية علوم الأدلة الجنائية، و"تقويم دور مناهج التاريخ في المرحلة الثانويَّة في مكافحة الإرهاب" للدكتور إبراهيم رزق من كليَّة التربية في حفر الباطن و"استراتيجيَّة الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب بين صرامة النصوص وموازين القوى" للدكتورة رقية سليمان عواشرية من جامعة باتنة في الجزائر، و"تقويم دور الداعيات لدى وزارة الأوقاف في التوعية بمخاطر الإرهاب والحدّ منه" للباحثه أميرة فوزي، و"الأنشطة اللاصفيَّة، ودورها في معالجة الإرهاب" للدكتورة رقية طه العلواني من جامعة البحرين. وفي الجلسة الثالثة التي رأسها الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قدّم أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب الدكتور يوسف الرميح ورقة بعنوان "تقويم برامج الأمن الفكري من خلال لجان المناصحة"، أكد فيها أن لجان المناصحة تحتاج من وقت لآخر إلى التأكد من صحة مسيرها ومسيرتها وطريقتها ومنهجها الذي تسير عليه، مؤكداً أهمية لجان المناصحة في المجتمع السعودي، وأنها تؤدي دوراً محورياً في نشر الأمن الفكري ومحاربة الفكر الضال بالكلمة والحجة والبرهان، وطالب بالقيام بحملات للأمن الفكري بين الشباب في أماكن تجمعهم كالمدارس والجامعات والنوادي، وتفنيد ما ينشر في وسائل الإعلام من أفكار منحرفة أو مغلوطة في جانب الإفراط والتفريط، وتشكيل هيئة علمية من أهل الخبرة والدراية والأسلوب الحواري الجيد تأخذ على عاتقها الرد على كل ما ينشر في وسائل الإعلام أو وسائل الاتصال الحديثة من شبه فكرية وعقدية ضالة. وبيّن الدكتور عبد الفتاح إدريس من جامعة الأزهر في بحثه "إعادة تأهيل المنحرف للعمل في مجال الكسب المشروع" إن فتح أبواب الكسب المشروع أمام المنحرف سلوكيًّا، وقبل ذلك إعداده ليكسب قوته وقوت من يعولهم من أفراد أسرته للانخراط في أبواب الكسب هذه، تضمن إعادته إلى رحاب المجتمع السويّ ليكون عونًا لأفراده ساعيًا إلى رفعة شأنه، ودافعا لنهضته ورُقيّه. كما قدّم الدكتور عمر الراشدي من المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جامعة أم القرى بحثاً بعنوان "دور الأسرة السعودية في تحقيق التربية الوقائية ضد فكر التطرف - الإرهاب – وفق تطبيقات أنموذج التحليل الرباعي (SWOT) - حلول إبداعية" أكد فيه أن فكر التطرف يُعدّ من الأفكار التي لا تسمح بقبول الآخر مهما كان يحمل من صواب، وإن لم تكن المعالجات مع من يحمل هذا الفكر، تحمل نوعاً من الإبداع في الفكرة، وتحقق تربية وقائية لمن يخشى عليه من التأثر بفكر التطرف، فإنها ستظل مبادرات تقليدية، يدفعها من يحمل هذا الفكر بحجة دحض الفكرة بالفكرة، فهو يرى صواب فكره من الزاوية التي يقف فيها، ولو سمح لنفسه بالانتقال لزاوية الطرف الآخر لتغير موقفه. وشارك الدكتور محيي شحاتة أستاذ علم الاجتماع في جامعة المنوفية في مصر ببحث "آفاق العلاقة بين تنمية قدرات الشباب العربي ومقاومة الإرهاب"، تناول موقف الشباب العربي من مصادر الإشباع الروحي والمعنوي في المجتمعات العربية وطبيعة المصادر بأنماطها غير الرسمية والرسمية. وطرح الدكتور خالد بن قاسم الردادي عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية، بحثاً عن "حرمة استباحة الدماء المعصومة والردّ على شبهات من استحلّها بغير حقّ"، أوصى فيه بتكاتف الجهود من قبل العلماء وطلبة العلم والمصلحين والمفكرين في محاصرة ومحاربة الفكر المنحرف وبيان فساده وهدم أصوله، والتصدي للشبهات التي يثيرها دعاة الفكر التكفيري المنحرف أولاً بأول، ومناقشتها بين أهل العلم؛ لإزالة الالتباس الحاصل بين بعض أفراد المجتمع. وقدّمت الدكتورة هدى عبد العال أستاذ علم الاجتماع الحضري في جامعة عين شمس في مصر، بحث "تمكين المناطق العشوائيَّة مدخلاً لمواجهة الإرهاب"، أكدت من خلاله أن معظم الدراسات أظهرت أن بيئة المناطق العشوائية تعد من العوامل التي تسهم في تهيئة المناخ العام للانحراف والتطرف والإرهاب، وأن عدم الاهتمام بالمناطق العشوائية أدى إلى اتخاذ التنظيمات الإرهابية كوادرها مركزا لتقديم خدمات بيئية وترويج أفكارهم التي تلقى قبولا لدى شبابها من السكان. كما شهدت الجلسة الثالثة أوراق عمل قدمتها الدكتورة شقراء آل بشير من كلية العلوم والآداب في صامطة بعنوان "آليَّات جديدة معزّزة لدرء الخطر عن المستقيمين" وورقة "حرمة استباحة الدماء" قدمتها الدكتورة قماشة العتيبي من جامعة الدمام.
إنشرها

أضف تعليق