Author

نزهة في مركز أبحاث

|
سعدت أمس بدعوة من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. كانت فرصة لنزهة في مركز أبحاث، وأنا أصر أنها كانت نزهة لأنني قضيت هناك نحو ثلاث ساعات، وبدا الأمر كما لو كان دقائقَ محدودة. كانت عيناي تجول في أقسام المكتبة والمخطوطات والترجمات.. إلخ. سمعت ورأيت ما يثلج الصدر حول الإمكانات المتاحة والجهود التي يتم تقديمها للباحثين من داخل السعودية وخارجها. مقتنيات المركز من الأوعية الثقافية تزيد بهجة الإنسان وفخره. الوعود التي تستشرف المستقبل، كانت أيضا من الأمور الجميلة. الجهد في مجال المخطوطات والحصول عليها أو على الأقل اقتناء مصورات منها من مختلف أرجاء العالم أمر رائع. سمعت حكايات رائعة حول هذا الجهد الذي يمتد لسنوات، وهو جهود دؤوب يصل إلى درجة إرسال فرق للنسخ والفهرسة من هذه المكتبة أو ذلك المتحف. ثمة جهد آخر لا يقل أهمية يتعلق بتوثيق الرسائل العلمية في مختلف أرجاء العالم. على جدران المركز كنت أتمثل من خلال اللوحات الفنية ولوحات الخطوط العربية وسواها من مقتنيات قصة هذا المركز الذي أصبح في الثلاثين من العمر. في ختام هذه الجولة كان هناك جلسة قصيرة مع الأمير فيصل بن سعود بن عبد المحسن مدير إدارة الشؤون الثقافية والأمير خالد بن سعود الفيصل مدير إدارة الشراكات والعلاقات الخارجية. هذه الوجوه الشابة تحمل رؤى وحماسا يعطي مؤشرات وآفاقا إيجابية. وأنا أتهيأ للمغادرة، خطر في ذهني تساؤل: ماذا لو فتح المركز نافذة على أبحاث ودراسات الرأي العام في المجتمع، وهو أمر نحتاج إليه بشدة. إن السعودية بحجمها الجغرافي وتأثيرها العالمي تحتاج إلى عدد أكبر من المراكز. في مركز الملك فيصل هناك تركيز على قضايا في منتهى الأهمية، لكن لعله يتجه مستقبلا وبشكل أكبر إلى رصد المؤشرات المجتمعية، بحيث يعطي صورة قريبة من الواقع. يقولون إن مركز الحوار الوطني يمارس هذا الدور. أنا أظن أن هذه محض إشاعة حتى يثبت العكس.
إنشرها