ثقافة وفنون

كتب

كتب

كتب

كتب

كتب

الشعور المأساوي بالحياة هناك شيء نسميه قبل أن يكون له اسم آخر، الشعور المأساوي بالحياة، هذا الاسم يجر وراءه تصورا كاملا للحياة نفسها والعالم، وفلسفة كاملة مصوغة بقدر ما وواعية إلى حد ما، وهذا الشعور قد يمتلكه، ويتملكه، ليس أفرادا فقط وإنما شعوب كاملة ويحدد هذا الشعور الأفكار أكثر مما ينبع منها وإن كانت هذه الأفكار تؤثر فيه بالطبع وتعززه، وقد يصدر عن مرض عرضي كالتخمة مثلا، وأحيانا أخرى يكون بنيويا ولا ينفعنا الكلام عن رجال أصحاء وغير أصحاء، فضلا عن عدم وجود فكرة معيارية عن الصحة، ولم يثبت أحد أن الإنسان ينبغي له أن يكون فرحا بالطبع. بل أقول أكثر من ذلك إن الإنسان لكونه إنسانا يمتلك الوعي هو قياسا بالحمار أو السرطان حيوان مريض والوعي مرض. #2# المصطنع والاصطناع لم يعد التجريد اليوم تجريد خريطة أو نسخة أو مرآة أو مفهوما، ولم يعد الاصطناع اصطناع إقليم أو كائنا مرجعيا أو مادة ما، لقد أصبح التجريد توليدا، بالنماذج لواقع بلا أصل وبلا واقع/ واقع فوق ــ واقعي. الإقليم لا يسبق الخريطة، ولا يستمر بعدها. اليوم صارت الخريطة تسبق الإقليم صارت هي التي تنشئه. مع الانتقال إلى فضاء لم يعد مجاله مجال الواقع أو الحقيقة ينفتح عصر الاصطناع على تصفية كل النظم المرجعية.. لقد غدا ما هو فوق ــ واقعي بمنأى عن كل تمييز بين الواقعي والخيالي، ولا يترك مجالا لغير التكرار المداري للنماذج ولغير التوليد المصطنع للفوارق. #3# القطيعة بين المثقف والفقيه يسلط المؤلف الضوء على قضية جديدة تتعلق بالجانب المنهجي والبنيوي للمعرفة لدى العقل المثقف الديني والفقيه، بغض النظر عن اعتباراتهما الأيديولوجية والمذهبية، حيث افترض أن بينهما قطيعة معرفية صارخة حددها بمحورين مختلفين، أحدهما له علاقة بالمظهر التشخيصي، إذ تناول فيه نماذج بارزة لفئة المثقفين وقارنها بمسالك الفقهاء معرفيا. أما الثاني فتمثل بالقطيعة بينهما ككائنين صوريين مجردين عن الواقع الموضوعي، أي باعتبارهما عقلين منتجين للمعرفة. وبالتالي فهناك قطيعة تشخيصية تم بحثها وفقا للمحور الأول، كما أن هناك قطيعة بنيوية تم بحثها وفقا للمحور الثاني، وهو المهم. إذ تضمن الكشف عن طبيعة المرتكزات المعرفة التي يتأسس عليها العقل الثقافي والفقهي، فهما بحسب المؤلف يختلفان في المصدر والآلية والأصول المولدة للمعرفة. كما تضمن الكشف عن خصائصهما المعرفية القائمة على تلك المرتكزات، ومن ثم ظهر عمق الخلاف والقطيعة بينهما، استنادا إلى الاختلاف التكويني لمصدرهما المعرفي، فهو لدى الفقيه عبارة عن النص، لكنه لدى المثقف يتمثل بالواقع. أي أن الأول تمسك بكتاب الله التدويني، في حين تمسك الآخر بكتابه التكويني. #4# حياة الصورة وموتها حين يغدو كل شيء مرئيا، فلا شيء يغدو ذا قيمة, فتجاهل الاختلافات بتقوى مع اختزال الصالح في المرئي. والمظهر باعتباره مثالا، يحمل في طياته جرثومة فتاكة تتمثل في التشابه، كل المثل المتميزة تحظى بعناية اجتماعية قوية وما ينتج عن ذلك هو أن لغة الأغنى تصبح لغة كل الناس، وقانون الأقوى القاعدة المثلى. إن عصر الشاشة حين يغدو مسيطرا أينما كنا ستكون فضيلته الفساد ومنطلقه الامتثالية، وأفقه عدمية مكتملة. لذا فإن غريزة البقاء لدى الجنس البشري، مثلها مثل الرغبة البسيطة في تقصي اللذة لدى الفرد أو الأمم، سوف تضطر إن عاجلا أو آجلا إلى الحد من الامتيازات التي تحظى بها الصورة، ولكي يتم إيقاف الاختناق واليأس، سوف يتم إيلاء الأهمية للفضاءات الباطنية اللامرئية وذلك عبر الشعر والمخاطرة والقراءة والكتابة والافتراض أو الحلم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون