Author

حين يكون الهامش متنا

|
في ورشة عمل متخصصة صاحبت أيام معرض ومؤتمر التعليم العالي في يوم الخميس الماضي 17 نيسان (أبريل) قدمتها الرائدة الرائعة الدكتورة سمر السقاف - مديرة قسم البرامج الطبية في الملحقية الثقافية في واشنطن - وقد اكتظت الورشة بحضور البنات وشح فيها حضور الشباب. حيّت الدكتورة مسرح البنات واصفة بأن حضوره "فظيع" لا يقارن بالآخر. وفي لقاء مع الدكتورة موضي الخلف مديرة الشؤون الثقافية في الملحقية الثقافية في واشنطن أكدت أن مشاكل المبتعـثـ(ات) قليلة جدا ولا تقارن بمشاكل المبتعثـ(ين) الكثيرة والمسببة للصداع. معقبة أن المبتعثات يقرأن النظام ويلتزمن به في حين أنه غالبا لا يقرأه الشباب، وبالتالي لا يلتزمون به. لست ممن يحب البكاء على حال النساء ويعيش دور الضحية لفرعنة الرجل، فالذي يظلم المرأة يظلم نفسه بالأساس، والذي يقنن لإضعافها يقنن لإضعاف الأجيال وولادة أبناء هشين بشخصيات مهزوزة فاقدين الثقة بذواتهم وبغيرهم، فالضعيفة لا تلد إلا ضعيفا، ولا أفهم أبدا أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة في عداء أو تحد وندية وترصد إلا بجلجلة النسويات وظلم المجتمع وتحيز الأنظمة! فإن كانت المرأة في أي حال هي ضحية فالسبب الوحيد لذلك أنها ارتضت لنفسها هذا الدور قبل أن يكون السبب في ذلك غيرها. رغم أن المجتمع والتنظيمات الدقيقة تمنحه الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء فقط لأنه ولد رجلا، ويمنحها اللون الأحمر فقط لأنها لم تولد رجلا! أصبح هو- في الغالب - غير قادر على حمل مسؤولية حتى نفسه! وأصبحت هي - في الغالب - أكثرجدية وتحملا للمسؤولية! هل هو الدلال المفرط الذي يوجِد له عذرا في أي أفعاله جعلت منه كائنا غير قادر على مسؤؤلية حتى نفسه! قد (يمن) فيها على عائلته إن فشل في دراسته أو عمله أنه لم يسلك طريق الإدمان بعد. في حين أن القسوة عليها صنعت منها مسؤولة مكنتها ليس فقط من حمل مسؤولية نفسها بل تفوقها وجديتها لخوض طريقها رغم فقدها بديهيات وخيارات الحياة المتوافرة لأي بنت أخرى في العالم. دخلت موقع إدارة الجوازات لأقرأ إجراءات تجديد الجواز فوجدت ضمن شروط التجديد وقد كتب بالنص الصريح: (حضور ولي الأمر للنساء والقصَّر ولا يقبل التفويض) "وقفت عند واو العطف طويلا، واو العطف "ما غيرها" تلك التي تعني في اللغة (المشاركة) بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم والإعراب. والقاصر في اللغة مأخوذة من الفعل قصر، وقصر في واجبه : تهاون، ويقال قصر الطَّعام: أي نقص وقصر السهم عن الهدف :لم يبلغه، قصر عن الأمر: عجز وكفَّ عنه، فالقصور من التهاون في أداء الواجب أو النقص أو العجز عن بلوغ المراد، يمكننا إذن بناء على هذا المعنى أن ننزل وصف القاصر على أحوال الناس المختلفة إذا عرفنا ظروفهم وتفاصيل حياتهم فقد ينطبق القصور على الرجل والمرأة.وأعود إلى الواقع بعيدا عن اللغة ومعانيها العميقة - التي قد لا تعجب البعض - كيف يكتب موقع رسمي هذه العبارة بكل هذه الصراحة في المساواة بين النساء والقصّر؟ لو قالها رجل لا يقرأ ولا يكتب طاعن في السن لرفع عنه اللوم تقديرا لثقافته وما اعتاده منذ عشرات السنين. فهل ذلك المسرح المكتظ بالنساء - المعطوفات على القصر - كان وصفا بليغا لمقام العبارة الرسمية؟ وهل الدكتورة والمعلمة والأم والمفاوضة والديبلوماسية والعضوة في مجلس الشورى وكل من في حكمهن من نساء، عرفنا بعضهن وأخريات لم نعرفهن هن في عطف مع القصّر حين يتقدمن لتجديد الجواز؟ أو حين يتوجهن لأي جهة أخرى تنتقص من أهليتهن وإنسانيتهن؟
إنشرها