Author

جار البدو و لا جار الحضر !

|
تعددت الأحاديث النبوية في عظم ذنب من يسيء لجيرانه و من بين تلك الأحاديث قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"من آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنّة، ومأواه جهنّم وبئس المصير، ومن ضيّع حقّ جاره فليس منّا، وما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه" الحديث وجه للمسلمين قبل غيرهم من معتنقي الديانات الأخرى إلا أن أغلبنا يجهل تلك الرسائل العظيمة التي تركها خير البرية حتى تفوقت سويسرا ذات الأغلبية المسيحية على الدول الإسلامية في احترام حقوق الجار. سنت سويسرا قوانين تحفظ حقوق الجار وفرضت عقوبات أو تعويضات في حال تجاوزها، ومن بين تلك الحقوق عدم رفع صوت التلفاز بعد الساعة العاشرة مساءاً بحيث أن لا يصل خارج محيط الشقة، أيضاً لا مانع من بكاء الطفل و لكن قفزه على الأرض ممنوع منعاً باتاً، يسمح بتحريك الأثاث من الساعة السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساءاً بالإضافة إلى تنظيم أوقات الإستحمام واستخدام المكنسة الكهربائية، وتصل التعويضات للعائلة المتضررة إلى الحسم من مبلغ الإيجار في حال عدم استجابة العائلة المزعجة للأوامر، ولم تكتف الحكومة السويسرية بذلك بل أعادت جدولة رحلات مطارها الدولي بحيث تنهى جميع الأعمال قبل الساعة الثانية عشرة صباحاً إحتراماً للمنازل المجاورة. قد ينتهك السويسري قانون واحد ويحفظ بقية حقوق جاره بينما جاري أنتهك جميع القوانين دون حقوق جاره بينما جاري أنتهك جميع القوانين دون مدة محددة للإلتزام بتطبيقها حتى آمنت بمقولة البدو حين تنصب عائلة مزعجة خيامها بجانبهم "جار البدو ولا جار الحضر" أي مهما طال الوقت إلا أن أحدهما سيترك المكان و يرحل بينما الحضر قد تمتد لعقود !
إنشرها