يتغزل بها عشاقها ويصفونها بالمشتى الهادئ والمصيف البديع، ذي الطبيعة الخلابة والجو البارد المعتدل، وتنافس كل مدن السعودية في السياحة الصيفية.
إنها الطائف .. مدينة الورد والعكاظيين وقمم الجبال، تطل على المنحدرات الشرقية لجبال السروات بارتفاع 1700 متر فوق سطح البحر، ويزداد الارتفاع كلما اتجهنا نحو الغرب والجنوب ليصل إلى 2500 متر. يعود تاريخها إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى بن مريم عليه السلام، ويختلف المؤرخون حولها، ومنهم من يقول إن تاريخها يعود إلى عصر النبي إبراهيم عليه السلام. وتعد الطائف واحدة من أقدم مدن العالم، ويندر أن يخلو كتاب في تاريخ جزيرة العرب دون الإشارة إليها.
تحتضن الطائف كل عام مهرجان الورد الذي يحتوي على العديد من الفعاليات، ومنها قافلة الورد التي تحكي قصة الورد التاريخية للمحافظة، ويشارك عدد من الجمال، والخيول، والسيارات القديمة والمعدلة، ومئات الطلاب يظهرون بهيئة مزارعي وقاطفي الورد والمنتجين، ويقومون بنثر الورد على زوار المهرجان.
#2#
ويضم المهرجان صالة العرض التي تضم أجنحة ومعارض لعدد من الجهات الحكومية المشاركة ومحال لعارضي "الورد الطائفي". وعد مؤرخون وباحثون، الجانب التاريخي لمحافظة الطائف أحد المعايير المهمة لاختيارها سابقا عاصمة للمصائف العربية، مشيراً إلى أن التاريخ وثق ما تتمتع به الطائف من موروث عربي عريق وإمكانات طبيعية خلابة أهلها لأن تكون جزءا من منظومة السياحة في السعودية.
وقال المؤرخون إن سجل الطائف يضم العديد من المعلومات والصروح الأثرية الموزعة في أركان عدد من أحيائه وشوارعه لتروي لجيل العصر قصص الإنسان الذي سكن الطائف في سالف العصر والأوان، ففي وسط الطائف يقف قصر شبرا التاريخي شامخا على مدى أكثر من قرن حيث شيّد عام 1323 للهجرة، إضافة إلى سبعة قصور أثرية أخرى في الطائف عمرها يلامس القرن تفوح بعبق التاريخ والحضارة وأنفاس الماضي.
#2#
وبين أن نوعية الصخور المستخدمة في تشييد هذه القصور الأثرية مصدرها جبال الطائف التي تتميز بصلابتها، ويعد صمودها طوال هذه العقود دليلا على جودة خاماتها.
ورأى الباحثون أن عاصمة المصايف العربية "الطائف" تحمل شواهد كثيرة ومتعددة على عمق تاريخها الممتد منذ ما قبل الإسلام حتى وقتنا الحاضر، مستشهدين بسوق عكاظ التاريخي الذي أعيد ظهوره مرة أخرى الآن في مشهد حضاري ليعيد تاريخ تلك الحقبة وما حملته من قصص وأحداث عربية أصيلة.
وتعد مجمعات المياه من الآثار التاريخية في المحافظة، وتقع في طريق زبيدة نسبة إلى زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد، للاحتفاظ بمياه الأمطار والسيول بغرض الاستفادة منها في سقيا الحجاج القادمين إلى الديار المقدسة.
#3#
واكتشف المهتمون بالنقوش الصخرية عدداً من المواقع الصخرية المنقوش على صخورها كتابات ورسوم في عدد من الأماكن في محافظة الطائف، منها ما تم نقشه قبل الإسلام ومنها ما تم بعده. ومن تلك المواقع ما وجد في قرية العرفاء التي تقع على يمين المتجه إلى الرياض بعد مطار الطائف الحالي، وكذلك في قرية أم السباع على طريق الجنوب، والسيل الكبير، وحمى النمور في الهدا ومناطق أخرى يكشف عنها الأدلاء السياحيون الذين يمكن الاستعانة بهم في هذا المجال. وتعتبر الهدا المدخل الغربي لمحافظة الطائف، وتتميز باعتدال الحرارة وبجمال الطبيعة، وهي منطقة جبلية تكسوها الخضرة على جبالها الشامخة، يربطها خط سريع مزدوج يؤدي إلى مكة المكرمة بطول 87 كيلاً عبر جبال طريق كرا. ويعتبر مركز الهدا الإداري لؤلؤة المصايف شتاء، ولها خطوط سريعة دائرية، كما توجد فيها عدة متنزهات وملاه وألعاب كهربائية يقصدها كثير من الزائرين والمصطافين من داخل السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
أما الشفا السياحية، فتعد المنتجع السياحي الثاني في الطائف، تقع منطقة الشفا في الجنوب الغربي لمدينة الطائف، وتتمتع بمزايا طبيعية مناخية مميزة خلال فصلي الخريف والشتاء، وترتفع عن سطح البحر نحو 2500م, وتكسوها الغابات الكثيفة بأشجار العرعر.
