ثقافة وفنون

نجوم «اليوتيوب» السعودي.. «هواة» ساهموا في «التنفيس» لا في الفعل الثقافي

نجوم «اليوتيوب» السعودي.. «هواة» ساهموا في «التنفيس» لا في الفعل الثقافي

لم يحظ موقع للإنترنت أو التواصل الاجتماعي على مرّ تاريخ توفر خدمة الإنترنت في السعودية بمثل ما حظي به اليوتيوب، فهو من أكثر المواقع من حيث الزيارة والتفاعل. فما سرّ هذا التعلق السعودي باليوتيوب؟ وهل هناك ما يستحق؟. ويبقى السؤال الأهم ماذا قدم هذا اليوتيوب إعلاميًا أو ثقافيًا، حتى الآن، بما يعطيه هذه الميزة عن غيره من أدوات التواصل؟ اليوتيوب في مجلس الشورى في الجلسة 27 من جلسات مجلس الشورى السعودي عُرضت للتصويت توصية للدكتورة حياة سندي. ومما جاء في التوصية أن مستخدم الإنترنت السعودي يستخدم "يوتيوب" ثلاثة أضعاف المستخدم الأمريكي في اليوم، وقالت في مبررات توصيتها إنها حصلت على معلومات حديثة من رئيس الإدارات الحكومية في شركة جوجل، تؤكد أن السعودية تقود المنطقة العربية باستخدام "يوتيوب" بإجمالي 310 ملايين مقطع تتم مشاهدتها يومياً، وأكثر من 14.5 مليون ساعة يومياً، كما ترفع المنطقة العربية أكثر من 120 دقيقة من المحتوى الرقمي على "يوتيوب" كل دقيقة، بواقع 2880 ساعة في اليوم. وتساءلت الدكتورة سندي عن استراتيجية الوزارة عن "الإعلام الجديد" لتقديم سبل الدعم واحتواء ذلك وتمكين الأفكار الإيجابية وتطويرها، والقضاء على العامل السلبي في ذلك، وقالت إن الوسائل التقليدية في الإعلام شهدت تراجعا كبيرا، وأصبح الإعلام الجديد أكثر انتشارا في المملكة، كما أن التبني المذهل للسعوديين في الإعلام الرقمي في التقنيات الحديثة ظاهرة فريدة تستحق الدراسة. تساؤلات الدكتورة سندي، وإن كانت موضوعية، في ضرورة وجود استراتيجية وتقنين لمواجهة العامل السلبي، إلا أنها، من جهة أخرى لا تختلف كثيرًا عن المطالبات "النخبوية" الدارجة والمتداولة، فيما يتعلق بتعريفها للعلاقة بين ما يُعرف بالإعلام "الجديد" و"التقليدي". وهذا ما يؤكد ضرورة مواصلة التحقق والبحث حول هذا الموضوع من زوايا مختلفة. لماذا «اليوتيوب»؟! الإنتاج "اليوتيوبي" في السعودية، اليوم، يراوح بين نوعين، فهناك الإنتاج الفردي تماما من خلال كاميرات الجوال الفردية. والثاني؛ الإنتاج المحترِف، بشقيه المرخّص من قبل وزارة الإعلام وغير المرخص. الجدير بالذكر، هنا، أن كثيرا من الشركات الشهيرة اليوم ببرامجها على اليوتيوب، والحائزة علي كثير من المتابعة، هي في الحقيقية شركات غير مرخصة من قبل الإعلام. يعتقد الكثيرون أن برامج "مشاهير اليوتيوب" غير المرخصة هي التي تسببت في هذا التدافع السعودي الملحوظ لزيارة موقع يوتيوب، ولكن هذه المعلومة، بحسب المختصين، مغلوطة فالسبب يعود لأمرين، سابقين لهذه البرامج؛ أولهما تقني خاص والثاني ثقافي عام. التقني يعود لكون السعودية، بحسب إحصاءات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات هي الأولى عالميا في اقتناء الهواتف الذكية التي تُسهل الوصول، المتكرر والسريع، مقارنة بغيرها من الأجهزة. وبحسب إحصائية حديثة قامت بنشرها شركة "ريز" فإن سبعة من كل عشرة هي نسبة أصحاب الهواتف "الذكية" إلى نسبة سكان السعودية. وهذا الأمر، يمكن تفسيره، بحسب بعض الاقتصاديين، بسبب زيادة دخل الفرد السعودي، مقارنة بغيره، إضافة للعروض المستمرة من قبل شركات الاتصالات. يُذكر أن اليوتيوب نفسه صنّف السعودية ذات مرة بأنها من أكثر الدول زيارة لموقعه من خلال الهواتف المحمولة. أما السبب الثقافي، فهو أن الشعوب العربية، في العموم، شعوب مُشافهة وخطابة أكثر من كونها شعوب كتابة وتدوين. ورغم أن مرحلة التدوين المكتوب هي المرحلة الانتقالية الأهم لأي حضارة، إلا أن هناك دائما حنينا عربيا لتلقي المعلومة والترفيه، وبثهما، من خلال الحديث الشفاهي، المُشاهد والمسموع، أكثر من المكتوب. وهذا ما يجعل للمنابر الخطابية الوعظية ثم التلفزيون وأخيرًا موقع يوتويب ميزة عن باقي أدوات التواصل والاطلاع المقروءة. وهذا ما يُلاحظ من خلال الإصرار على تقديم كثير من المعلومات والمعارف، مهما كان نوعها وجديتها، عن طريق مقاطع فيديو، فيها الكثير من الاجتزاء من سياقتها، فضلا عن التبسيط المخلّ. وهنا تجتمع لـ "يوتيوب" في السعودية ميزتان، تفسّران لماذا هو الأكثر زيارة، واستهدافا للبحث؛ الأولى ميزة رفاهية الوصول السريع لمثل هذا الموقع، المكلِف الوصول إليه بالنسبة لدول أخرى "إما بسبب تكلفة نوع الجهاز المستخدَم أو بسبب تكُلفة جودة الاتصال". والميزة الأخرى ثقافية اجتماعية تتعلق بطبيعة التلقي الشفاهي. الصدمة الحضارية الرقمية بحسب بعض المراقبين، فإن كل ما سبق تم تجاهل تحليله، تقنيًا واجتماعيًا وثقافيًا، من أجل ربط نجاح اليوتيوب كموقع بنجاح برامج اليوتيوب، فيما سمي حينها بـ "ثورة الإعلام الجديد". وهذه "الصدمة الحضارية الرقمية"، إذا جاز التعبير، لم تقتصر على "مشاهير اليوتيوب" الشباب، المستفيدين بالضرورة من هذه الشهرة، ومن هذا الانتشار. بل امتدت لتشمل الكثير من المثقفين والنقاد والإعلاميين. الذين أثنوا كثيرًا ومطولا على هذه الأعمال دون أي نقد مُعتبر. خصوصًا، وأن هذه الصدمة قد ترافقت مع مزاج ثوري عام احتفى بشباب ثورات ما سُمي بـ "الربيع العربي". فكان من مصلحة الكثير من "الثوريين" التبشير بظهور هذا الإعلام "الجديد" ليس احتفاء بهؤلاء الشباب، كما يرى الكثير من المراقبين الذين كتبوا طويلاً في هذا السياق، ولكن تأجيجًا لصراعهم "القديم" ضد كل ما هو "رسمي". اليوم، الإعلام الجديد، لم يعد جديدًا، كما كان مُتوقعا من قِبل البعض، والذين لم يروا في الأدوات جِدة تُذكر ما لم يرافقها محتوى جيد ومتميز. والمحتوى الجيد، بحسب "عبد اللطيف أحمد" أحد الشباب المتخصصين في إدارة المحتوى الرقمي. "ليس تهريجًا وصراخًا وبرامج ساخرة لأجل السخرية فقط، وليس أدوات ومواقع تصوير جيدة ومتطورة فحسب، بل عمل يُعتد به محليًا وعالميًا. وهذا ما غاب عن منتوج الكثير من البرامج اليوتيوبية الانفعالية اليوم". الحديث عن المحتوى الجيد يدعو لرصد بعض البرامج الشهيرة، وما طرأ عليها من تحول منذ انطلاقتها. وبحسب ردود فعل المتابعين، وتعليقاتهم فإنه لم يعد هناك "جديد" بقدر ما هناك "مكرر" مما تسبب بشكل واضح في تدني نسب المشاهدة أو تحولها لصالح "مشاهير الكيك" الذين هم في الحقيقة التقنية يمثلون بدايات شباب اليوتيوب ولكن دون هذا الزخم في التمويل، وبالاعتماد أكثر على فكرة سريعة جدا، حتى لو كانت ساذجة، فالسذاجة هنا هي أيضًا محتوى جاذب لدى المتلقى الشاب. وهذا النوع من التلقي يحتاج إلى الكثير من الدراسة والتفهم بعيدا عن تقريع النظريات الاجتماعية المثالية. وبالعودة للمحتوي اليوتيوبي تحديدًا، يُلاحظ أن برنامج مثل "إيش اللي" الذي احتل الترتيب الأول لفترات طويلة، يعتمد على عرض الرجل الواحد، مع استدعاء الكثير من المشاهد اليوتيوبية، إما تعليقًا أو سخريةً، مما يثير الكثير من الحديث حول أخلاقية هذا الفعل، بما أن الحديث عن إعلام جديد، خصوصا إذا ما علمنا أن هذه المقاطع تعود لأشخاص لم يتوقعوا استعراض مقاطعهم بهذا الشكل، فضلا عن عدم قبولهم أو سماحهم بهذا الأمر. والحديث ذاته، ينطبق على برامج مثل "صاحي" و"على الطاير" مع بعض المفارقات كونهما يعبران عن عمل جماعي أكثر، إضافة لكونهما يعتمدان على استهلاك مواد صحفية أو إعلامية، لما يعتبرونه إعلامًا تقليديًا، بشكل لافت، يُخيل للمتابع أنه لولا هذا المواد لما كان لهذين البرنامجين أن ينتجا أي مواد إعلامية أخرى. هذا بالطبع مع اختلافات واضحة في الوعي تجاه التوجهات التحريرية للمواد المُنتقاة والشريحة المستهدفة، فصاحي يغلب عليه طابع "محافظ" أكثر فيما يُلاحظ أن "على الطاير" أو"لا يكثر" يغلب عليهما التوجه "المؤدلج" والذي لا يتوانى عن تبني مواقف سياسية عابرة للحدود المحلية في بعض الأحيان، وهذا يؤكد بحسب بعض النقاد أن هذه البرامج لم تأتِ بجديد بقدر ما أعادت إنتاج ذات الحراك الاجتماعي الذي يعبر عنه الإعلام عادة ولكن في قوالب جديدة. العودة لحضن "التقليد" وفيما يبدو أنه تراجع أو انحسار ملحوظ لأعداد المتابعين لبرامج "اليوتيوب"، أخيرا، مقارنة بالسنوات السابقة، يتحدث لـ "لاقتصادية الثقافية"، فاضل الشعلة مدير شركة قيثارة للإنتاج الفني عازيًا هذا التراجع إلى كثرتها أولاً، وثانياً بسبب اعتياد الناس على سماع النقد مع قلة التأثير على الأرض؛ فأصبحت كمتنفس، من وجهة نظر الكثيرين، ليس إلا. وهذا يتعارض، بحسب الشعلة، مع أهم عوامل النجاح، التي تم الترويج لهذه البرامج، على أساسها، حيث كانت بحسب الكثيرين تمثل صوت الناس، وتنقل معاناتهم. وهذا التراجع يتزامن مع ملاحظة أمر آخر يتعلق بمحتوى "الجديد" وعلاقة الود الملحوظة اليوم، مع ما كان يُعتبر إعلامًا تقليديًا، فيما يبدو وكأنه استدراك وتلاف لهذا الانحسار والتراجع في المشاهدة، تمثّلَ في القبول بالعمل مع بعض القنوات الفضائية كأفراد أو كبرامج مثل "التاسعة إلا ربع" الذي أصبح عنوانه "النشرة الـ". وبحسب كثير من المتابعين والإعلاميين فإن هذا الاستقطاب قتل الوهج المتبقي لهذه البرامج كما أنه لم يضف للقنوات الفضائية أي جديد يُذكر سواء على مستوى المحتوى أو الشكل. فكان ظهور هذه البرامج وهؤلاء الشباب "الهُواة" على هذه القنوات، مختلفاً تماماً، وأقل جاذبية، مقارنة بظهورهم خلف "الرسائل القصيرة"، المكتوبة منها، أو المصورة والمسموعة كمشاهد هزلية على اليوتيوب، مع الأخذ في الاعتبار أن المواضيع المطروحة لم تتغير كثيرًا. أما برامج أخرى كـ "التمساح" وغيره. فقد اختارت الهروب للأمام، عوضًا عن التراجع والتسليم بغلبة الإعلام ومسؤوليته، بوصفه العام بعيدًا عن "ثورة" التصنيفات. فعمدت إلى المحتوى الذي يتضمن "إيحاءات جنسية"، بعد أن أصبحت مواضيع الفساد والشفافية لا تجلب الكثير من الاهتمام والمشاهدة. مشاهير اليوتيوب و«الشفافية» برامج اليوتيوب الشهيرة، بدأت كاجتهادات شبابية فردية، بأدوات بسيطة، لكنها تطورت لشراكات وتحالفات "تسويقية"، تدعو في محتواها، على الأغلب، لمحاربة الفساد والشفافية، فيما تُخفي هي تطور برامجها التمويلية، باستثناء بعض الإعلانات أو المكاسب التقنية المعروفة من خلال "جوجل" و"يوتيوب"، التي لا يمكن بحسب التقنيين أن تغطي استمرار أعمال بهذا الحجم وبهذه الجودة العالية في التصوير والعرض. لتجد اليوم من "مشاهير اليوتيوب" من يروّج لشركات تجارية كان ينتقدها علنًا باستمرار. أو من يعمل مع قنوات فضائية أو صحف كان يهاجمها بالأمس. هذا فضلا عن المنافسة غير العادلة التي تتسبب فيها هذه البرامج، التي تعمل تحت غطاء سجل تجاري لأغراض التسويق والدعاية والإعلان. بينما في المقابل تحتاج الشركات المرخصة لأغراض "الإنتاج الإعلامي"، إلى الكثير من الإجراءات والتعقيدات البيروقراطية في وزارة الإعلام. وهذا ما يصفه المعنيون بـ "ضريبة النظام". فمن يختار الطريق النظامي هو من يتعرض للتأخير والتجاهل، فيما يحصد غير النظامي المجد والشهرة. وحول السياسات الحالية لوزارة الإعلام، يستدرك الشعلة، موضحا طبيعة السياسات الرقابية الملزمة من قبل "الإعلام" وإن كانت ستؤثر مقارنة بالشركات والقنوات اليوتيوبية التي لا تسعى لاستصدار ترخيص من الإعلام، فيقول: "إنَّ شركات الإنتاج ملزمة بسقفٍ من الحرية والمسؤولية، بعكس الآخرين. وهذا ما يجعل موقفها هو الأصعب دائما". يُذكر أن بعض شركات الإنتاج المرخصة التي يمثلها بعض الشباب السعودي تعمل على تقديم الكثير من "الفلاشات"، بهدف ربحي وتوعوي في الوقت ذاته، وبالتعاون مع كثير من الجهات الحكومية والخاصة. ليتبادر للذهن سؤال حول مدى الاختلاف في المحتوى والجماهيرية التي تحظى بها هذه الشركات، مقارنة بالبرامج التي تقدمها الجهات غير المرخصة من الإعلام. وهنا يؤكد الشعلة: "إن الاختلاف يكمن في مستوى "الجرأة" في الطرح، وهذا الاختلاف يذهب لمصلحة "اليوتيوبيين" وبالتالي سيكون "التعاطف" الجماهيري لصالحهم أكبر". وفي لمحة غير متفائلة ببعض القوانين الجديدة، من قبل الإعلام، يتابع الشعلة: أظن ــــ وأتمنى أن يكون ظني خاطئاً - بأننا سنلاحظ انحساراً لكثير البرامج اليوتيوبية المرخصة، بعد القوانين الجديدة، حيث ستتأثر هذه البرامج. وأكد، في ختام حديثه للثقافية، ضرورة الانتقال من "التنفيس" إلى تأسيس "مؤسسات مدنية" قادرة على التغيير الإيجابي والمتتابع. "الترخيص" في عصر السرعة يشير الباحث في مجال وسائل الإعلام الحديثة روبرت حسن إلى أن من أهم مظاهر التحول من المجتمع ما بعد الصناعي إلى مجتمع المعرفة والتكنولوجيا والمعلومات هي السرعة الفائقة. ويوضح حسن أننا نعيش في لحظة تاريخية أصبح فيها التغيير سريعاً جداً إلى درجة أننا لا نكاد ندرك الحاضر إلا بعد أن يختفي ويصبح ماضياً. كما أن السرعة التي أخذت تتحول فيها الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات من مجرد فكرة إلى جزء أساسي من حياتنا اليومية أصبح لها أثرها العميق في تجربتنا للزمان والمكان. وحول هذا الواقع "السريع" وعوائقه يبيّن مالك شركة "لوكيشن" للإنتاج الفني، أحمد الدخيل، لـ "الاقتصادية الثقافية"، أن هناك الكثير من العقبات التي تواجه شركات الإنتاج، المرخصَة، وهذه العوائق تبدأ بالكثير من الممارسات البيروقراطية، من قبل الوزارة، عند محاولة استصدار ترخيص الشركة، مروراً بإجراءات فسح كل عمل على حدة، فالوزارة تطلب في كل عمل يصدر مذكرة فسح خاصة. ولا يمانع الدخيل فيما تحاول وزارة الإعلام تنظيمه، بما يعود على الجميع بالفائدة، ولكنه يفضل أن يكون العمل بسلاسة أكثر، وسرعة أكبر، تتوافق مع الطبيعة السريعة والتفاعلية لهذه الأعمال. مضيفاً أن بعض شركات الإنتاج بدأت تعمل دون الرجوع للوزارة التي تطلب في كل مرة نص السيناريو لمراجعته، وأحياناً يطول أمر المراجعة، مع الوقوف عند الكثير من العبارات التي تُصنف من قبل الوزارة على إنها غير لائقة، بينما هي دارجة جداً شعبيًا وضرورية للنص. إضافة للوقوف عند الكثير من المشاهد المهمة، ومنعها، بدعوى "الاختلاط". وبرغم هذه المراجعة الدقيقة للنص إلا أن كل هذا، بحسب الدخيل، لا يعفي المنتج من تقديم الفيلم القصير مرة أخرى للوزارة للتدقيق، قبل العرض، من أجل إذن آخر هو إذن النشر. ولفت الدخيل إلى أن هذه الإجراءات رغم تعقيدها وتأخيرها للعمل، إلا أن الشركات الجادة تضطر إليها، لحفظ حقوقها من الضياع. وعن مدى التهديد الذي تمثله بعض برامج يوتيوب الشهيرة، غير المرخصة، لأفلام وأعمال الشركات المرخصة. لا ينكر الدخيل أن صنّاع هذا اللون من الكوميديا اليوتيوبية استطاعوا لحد ما التفوق على شركات الإنتاج المرخصة بمنتجهم الساخر، الذي أوصلهم للشهرة الواسعة. ولكنه في الوقت ذاته يؤكد أنها منافسة غير عادلة، حيث إن أعمالهم لو عُرضت على وزارة الإعلام فلن تُقبل نهائياً. الإنترنت، بأدوات تواصله الاجتماعية المتعددة، اليوم، كـ "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، الذي يُغرقنا بكثير من الصور والأخبار، الصادقة والكاذبة، أتاح للفرد "حرية" واستقلالية؛ "موهومة" بحسب بعض المفكرين، و"حقيقية" بحسب البعض الآخر. ولكن الأكيد أنه ألزمه، ولو ضمنيًا، بمسؤولية تجاه هذه الفردانية التي تغري بمزيد من النشر والانتشار. كما تغري بإشاعة الكثير من "أمراض الشهرة" مما يؤثر في طبيعة هذا التفاعل وقيمة محتواه، لذلك كان من الضرورة بمكان أن نُطالب وأن تُطالِب النخب بخطط استراتيجية وقانونية، تضمن هذه المسؤولية في التعاطي مع هذه الأدوات. ودائما وفقًا لفهم علمي وواقعي، لما هو كائن ولما يجب أن يكون.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون