أهمية المشاريع الصغيرة !!

أهمية المشاريع الصغيرة !!

بدأت السعودية مؤخرا في خوض تجربة المشروعات الصغيرة من أجل مشاركة الشباب بالتنمية بمراحلها المختلفة ومن أجل تقليل فجوة البطالة المتزايدة حيث تمّ التوجه إلى حث الشباب للعمل في المشروعات الصغيرة، و بدأت الحكومة بوضع العديد من البرامج الداعمة لقطاع المشروعات الصغيرة وان كانت التجربة لا زالت في طور النمو ويصعب الحكم على التجربة حاليا للعديد من المعوقات والتي اهمها المعوق الثقافي السائد في المجتمع السعودي والاعتماد على الوظائف الحكومية ، ولو نظرنا الى الدول الاقتصادية الكبرى لوجدنا اهتمام شعبي قبل ان يكون حكومي بالمشاريع والاعمال الصغيرة، فالولايات المتحدة تعتبر من أول الدول تجربة ونجاحاً في عالم المشروعات الصغيرة على الرغم مما يبدو من المنظر الاقتصادي العام لها من مشاريع عملاقة وشركات ضخمة وعالمية، إلا أّنها تملك أسطولاً ضخماً من المشروعات الصغيرة والمغذية للاقتصاد الأميركي، حيث أن المشاريع الصغيرة تمثل 52% عام 2010 وفقاً لإحصائيات الإدارة الأميركية للمشروعات الصغيرة (SBA) ، اما اليابان وهي أهم دولة تهتم بالصناعة والتصنيع والبحث عن معايير الجودة الشاملة لإيجاد التقدم بكل مجالات الحياة، فتمثل المشاريع الصغيرة بها 99,7% من مجموع المنشآت الاقتصادية اليابانية، وتغطي 72.7% من سوق العمل الياباني، وتوفر ما نسبة 43% من مجمل مبيعات القطاعات الاقتصادية. أن معوقات المشاريع تكاد تتطابق في كل دول العالم، النامية منها والمتقدمة ، ولعل أبرز ما وجد كعائق للمشروعات الصغيرة هو قصور مصادر التمويل و عدم توفر المقومات الجيدة للبنية الأساسية اللازمة لدعم تطوير المنشآت الصغيرة و افتقاد عنصر الثقة في القائمين على المشروع الصغير ومحاولة الجمع بين العمل الخاص والوظيفة الحكومية وتسليم المشروع الى ايدي عاملة وافدة لا يهمها استمرار المشروع وديمومته بقدر اهتمامها بالربح السريع والذي قد يؤدي الى فشل المشروع وفقد الثقة به وبجودته، من هنا كان من الضروري بل واجبا اكيدا ايجاد تشريعات داعمة لهذا النوع من الاقتصاد وتسهيل اجراءات بدأ الاستثمار والدخول الى مضمار المشاريع الصغيرة. ان تشجيع الشباب في البحث عن كنوز المشاريع الصغيرة مسئولية كبيرة يجب ان تكون ضمن سياسة الوزارات المعنية ، واقول كنوز لانها بالفعل تدر دخلا كبيرا سواء على المستوى الفردي او الاقتصاد الكلي للبلد، واكبر دليل أن دولا تصاب باهتزاز قوي عندما تفكر الحكومة في ايقاف الاستقدام منها، مع علمنا ان العمالة الوافدة هي من تدير معظم المشاريع الصغيرة في البلد، ومن جهة نظري ان اهم اسباب تطور وتنمية المشاريع الصغيرة هو ايجاد نظام دعم واضح وسهل للراغبين في الاستثمار والحد من الازدواجية وتداخل الأعمال بين الجهات المسؤولة عن المشروعات الصغيرة، كما لا بد من زيادة الاهتمام بعمل المرأة وفتح مجالات جديدة لها وضع نظام للإقراض النسائي بما يتوافق مع طبيعة المرأة وقدراتها، وإنشاء الحاضنات المحترفة لرعاية المشاريع المبتكرة.
إنشرها

أضف تعليق