التطوع .. الفكرة المفقودة .!

التطوع .. الفكرة المفقودة .!

كثيراً ما يخالجني تفكير مُزعج، أو كما أحب مناداته بالتفكير اللحوح، حيث أن هذا التفكير ذو نوايا حسنة، ولعل ما يجعلني أغضب منه تارة هو كثرة إلحاحه علي، رغم تقصيري من ناحيته، لكن سُرعان ما أهدأ وأُعجب به أكثراً نظراً لنواياه الحسنة ومراده الرائع، حيث أن مقاصده كلها خير، أحس أني أطلت عليكم في الكلام عن تفكيري اللحوح، وأسهبت في حديثي ولم أذكره لكم، فهذه العادة كم أريد الخلاص منها ألا وهي حُب الكلام أو كما يسميها البعض " اللقلق". تفكيري اللحوح دائماً يدور حول إمكانية عمل شيء لمجتمعي، حيث أن مصطلح التطوع كثيراً ما يدور في خلدي، وكثيرة هي الأعمال التي أريد علمها وإنجازها لأخدم ديني في المقام الأول، ثم مجتمعي الذي نشأت فيه، حيث أن هذا العمل له لذة خاصة إذا جاء تحت مسمى التطوع، فأي عمل اقترن به تضمن به النجاح لأن أبسط النتائج تكون مرضية بشكل كبير. دائما ما أنظر إلى أولئك المتطوعين في أي عمل كان، على أنهم أشخاص عظماء، تغلبوا على نرجسية أنفسهم وجبروتها، وأجبروها على الأعمال التطوعية أياً كانت، لا تستغربوا ذلك نعم ! فأنفسنا أو بالأحرى نفسي أنا دائماً ما توبخني عن حضور هذا التفكير فهي تعيد تكرار تلك الجمل السلبية والمصطلحات الفاسدة التي تهدم من عزيمتي مثل "ليش تتعب عمرك, ترا مجتمعك بيحقرك، المجتمع للحين ما يقدرون, بيتطنزون عليك" هذه العبارات هي من ألطف الأمور التي تخرج من فاه نفسي النرجسية للأسف والتي مللت من الاستسلام لها. هناك العديد من الأعمال التطوعية التي تحفز المرء وتدعوه لعملها في مجتمعه الخاص من غير أن يستمع لنفسه، كما أن المرء يجب أن يضع بصمة يذكر فيها بالخير أيا كانت، أنا لا أقول أنه يجب أن أكون معروفاً بسبب ما فعلت أو أن ينشر الخبر على كافة الجرائد والمواد الإعلامية، لا ! بل أكتفي بشيء واحد ألا وهو أنه عندما أخلد إلى النوم وأستذكر ما فعلت في ذلك اليوم، ابتسم ابتسامة الرضى عن ذاتي، فإما أنني أوصلت فكرة إيجابية للمجتمع، أو ساهمت في مساعدة أحدهم، أو حتى ساهمت في إيصال فكرة أحدهم أو صوت حاجة للعامة من الناس كي يساعدوه . التطوع مصطلح جميل عندما نتعود عليه، فالعمل التطوعي هو : تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي. كما عرفه البعض، لذلك لماذا لا ننهض بأمتي أنا وأنت وأنتي، لماذا لا ننشر مصطلح التطوع بيننا نحن معشر الشباب والشابات، لقد مللنا من سماع شكاوي أولئك المحتاجين، ولقد سئمنا من أولئك اليائسين، إذن لما لا نمد لهم يد العون بدون مقابل، لما لا نفعل أشياء تساعدهم وترفع من هممهم، لا يجب أن يكون كل ما نفعله ذوي مقابل، فالتطوع فكرة وشعور وفعل يعود علينا نحن بالسعادة قبل أن يُسعد غيرنا.
إنشرها

أضف تعليق