Author

قبل أن يجف القلم !!

|
تستنجد بلغتك لتسعفك في نقاش دافئ مع أحد أبناءك فتخذلك الأحرف في ترتيب أفكارك. كلما أمسكت بفكرة أفلت الحرف لأنك لا تتبع نفس منهجية التفكير التي يتبعها هذا الصغير. تواصل البحث عن شواهد تدعم وجهة نظرك فتفاجأ بان الأمثلة المحسوسة فقط هي الأقرب لقلبه دائما. في كل حوار درس تتعلمه أنت قبل أن تعلمه لابنك ، وان لم تؤمن بالفكرة التي تسعى لتسويقها فأنت بالكاد تترك بصمة في قلبه. و الأفكار في كل الأحوال محط مشاركة قبل أن تكون رسائل تحاول تلقينها فقط . كل التجارب تتطور في مراحل متتابعة و كذلك هي أفكارنا تبدأ بخاطرة ثم تتحول لفكرة تتبلور لتصبح موضوع قيد النقاش و من ثم ربما يحالفك الحظ لتكون تلك الفكرة مشروع يستحق الإشادة. والأفكار التي تختزل في ذاكرة أبنائنا ربما تكون مشاريع مستقبلية ناجحة تقود لحلول لم نستطع نحن اكتشافها لأن سلسلة البحث مازالت تفتقر لأحد الحلقات. من المهم إذا أن نكتب بكل الألوان فنحن لا نعلم أي لون يمكن أن يعكس نقاء أطفالنا. كن على يقين أن تلك الأفكار يجب أن ترى النور عما قريب لكنها تحتاج فقط لمن يسمح لها أ ن تتحرك باتجاه الضوء. الطفل بطبيعة الحال سريع التفاعل مع الأحداث و في غالب الأحيان يكون التفاعل بأسلوب عفوي يرتبط بإدراكه البسيط و كل ما يحتاجه هو ترتيب تلك الأفكار لتكون وفق منهج واضح يصل به إلى نتيجة ملموسة. ترسيخ قيمة الهدف منذ الطفولة يقود بطبيعة الحال لترتيب الأفكار. قبل فترة كنت قد شاهدت مقطع يستعرض سرعة تعلم الأطفال عن طريق التجربة وتفاعلهم معها حتى في سن مبكرة و قد خرجت بنتيجة أن الكبار في بعض الأحيان يجب يفكروا بنفس الأسلوب الذي يفكر به الطفل للوصول إلى نتيجة أسرع. أعتقد جازما أن توثيق بعض الحوارات العلمية مع أجيال الغد يسهم بكل تأكيد في تسريع عجلة التطور لكن المهم أن نشركهم الحوار و إبداء الرأي قبل أن يجف القلم.
إنشرها