ما زالت مصارعة الديوك تحظى باهتمام شعبي في محافظة القليوبية شمالي العاصمة المصرية القاهرة. وتربى الديوك خصيصا للمصارعة في تلك المنطقة في تقليد قديم عرف قبل مئات السنين. ويجلس المتفرجون على مقاعد خشبية يشربون الشاي والقهوة بينما يتصارع ديكان في مباراة حامية في التراب أمامهم.
مصارعة الديوك لها قواعد راسخة وحكام مخضرنون.
يتولى محمد أبو النصر التحكيم في مصارعة الديوك في القليوبية ويفحص الديكين المتنافسين قبل كل مباراة كما يقرر نتيجة المباراة فوزا أو تعادلا.
وقال أبو النصر "وتنزل المباراة.. لها شروط.. قتال حتى الموت. اللي ينسحب يخسر.. اللي يفضل مقاتل في الميدان يتشال تعادل.. لا دا يكسب ولا دا يكسب. هي دي شروطها."
وذكر أبو النصر أن مصارعة الديوك لا تزال منتشرة في المناطق الريفية في أنحاء مصر لكن شعبيتها انحسرت في القاهرة. وتربى ديوك خصيصا لتتنافس في المصارعة في دوري غير رسمي بين المحافظات المصرية.
وأضاف أبو النصر أن مباريات مصارعة الديوك كانت واسعة الانتشار في القاهرة في الخمسينات والستينات لكن الاهتمام بها في العاصمة خبا منذ ذلك الحين.
وذكر مرب للديكة يدعى راعي بكير أن ديوك المصارعة تربى منذ صغرها للقتال وتحظى برعاية متميزة خصوصا عند الإصابة في المباريات.
وقال بكير "بنعالجه.. بيتادين وحقن وكل حاجة. وترامايسين وكل حاجة بنعالجه. وبيبات في مكان معين لوحده. ما يبيتش في العين بتاعته بقى. يبات في كرتونة عشان نحافظ عليه. ثلاثة.. أربعة أيام. إذا كان البوز دا مكسور ولا حاجة بنزغطه. عينيه جرى لها حاجة عندنا المرهم البنيسيلين بنحط له. يعني مش بنسيبه كدا. وبعد ما يتصارع بنأخذه للدكتور البيطري يحقته ضد البكتريات والحاجات دي ونحافظ عليه."
وتوجه كثير من الانتقادات لمصارعة الديوك خصوصا من جماعات حقوق الحيوان في الغرب التي تصفها بأنها دموية.
لكن أحد هواة مصارعة الديوك في القليوبية يرى ألا فرق بينها وبين مباريات المصارعة الأخرى بين البشر.
وقال عطية عرابي محمد "بيبقى زي ما تقول يعني كيف وبتتفرج عليه.. زي حكاية المصارعة بالضبط. مش أنت بتتفرج على فيلم بتاع مصارعة؟ أهي دي زيها.. بتتفرج زيها زي المصارعة بالضبط. بيعجبني بقى وأنا قاعد أشوف الديك اللي بيضرب.. الديك الكويس.. بنستمتع بها واحنا قاعدين."
وما زالت مصارعة الديوك تحظى بشعبية كبيرة في العديد من دول العالم رغم أنها تنظم سرا في بعض الأحيان.
