Author

وزارة «الكحة»

|
لا توجد وزارة في المملكة تجلب "المرض" للسعوديين كما وزارة الصحة، فالمواطن يمرض ثم يزداد "مرضا" وهو يبحث عن "واسطة" لفتح ملف في المستشفى، ثم يتعاظم "مرضه" وهو يبحث عن "سرير"، فيبلغ معه المرض مبلغا وهو يعاني عند «التنويم» بسبب رداءة "الخدمة" المقدمة من وزارة تهتم بصحة مواطني بلد عضو في منظمة دول العشرين الأكثر اقتصادا في العالم. سمّوها وزارة الصحة، ويطلق عليها السعوديون وزارة "الكحة" ولا أعلم لم سمّيت بهذا الاسم؟ هل هو بسبب معاناتها من "وعكة" تسببت لها في "كحة"، أم لأن كوادرها من أطباء لا يتقنون علاجا إلا داء الكحة، أم لأن وسيلتهم في الكشف وتشخيص المرض لا تتجاوز "افتح بؤك"، قل "حاحا"، وينتهي التشخيص بوضع الطبيب "السماعة" على صدر المريض قبل أن يقول له: هات "كحة". الدكتور محمد خشيم نائب وزير الصــــــــحة أو «الكحة» للتخطيط والتطوير فاجأنا مطلع الأسبوع الجاري بإنجاز يراه "عظيما"، وهو اقتراب وزارته من المعدل الأوروبي في عدد الأسرّة مقارنة بعدد السكان البالغ 3.4 سرير لكل ألف من السكان. وأضاف نائب الوزير أن إجمالي عدد الأسرّة التابعة لوزارة الصحة حالياً بلغ نحو 38970 سريرا، وفي القطاعات الحكومية الأخرى بلغ نحو 11043 سريرا، وفي القطاع الخاص بلغ نحو 14165 ليكون مجموع السرر في المملكة في مختلف القطاعات الصحية نحو 64188 سريرا وهو ما يمثل نسبة 2.1 لكل ألف من السكان. أي أن السعودية ـــ بحسبة بسيطة يتقنها الطالب في الصف الثالث ابتدائي ـــ تحتاج إلى 36.4 ألف سرير لتصل إلى المعدل الأوروبي، ولم يبلغنا سعادة نائب الوزير كم نحتاج من السنوات لنصل للمعدل الأوروبي، وعندما نبلغه ـــ بعد عمر طويل ـــ هل ستبقى النسبة ثابتة في الدول الأوروبية ولن تتغير؟ هذا بالنسبة للكم .. ولكن ماذا عن الكيف يا نائب وزير الصحة؟ ماذا عن رداءة الخدمة المقدمة للمواطن التي جعلته يهرب من المستشفيات التابعة للوزارة ويبحث عن العلاج في المستشفيات العسكرية أو في مستشفيات الدول المجاورة، هل من تحسن؟ أم أنها ما زالت في خانة "الرديئة"؟ بودي أن أسأل نائب وزير الصحة وهو يفاخر بإنجازات وزارته.. هل تعلم أن ميزانية الحكومة الأردنية في 2014 لا تتجاوز 42 مليار ريال سعودي، وهو رقم يقل عن نصف ما خصصته الحكومة السعودية للقطاع الصحي للعام ذاته؟ وهل يعلم أن السعوديين في شمال المملكة لا يتمكنون من العلاج في مستشفيات بلدهم ويلجأون إلى المستشفيات الأردنية بحثا عن الدواء؟!
إنشرها